انطلقت فعاليات الجلسة الثالثة بملقتى القاهرة الدولى للإبداع الروائي العربي في دورته السابعة لمناقشة موضوع "أشكال التجريب السردي والسرد البوليسي في الرواية العربية"قالت الدكتورة أماني فؤاد أستاذ مساعد بأكاديمية الفنون،إنه تحت محور ملامح التجريب في الرواية العربية الحديثة تتشكل بعض النصوص الروائية ما بعد الحداثية تحت استراتيجية خطابية تتضمن أكثر من خيط سردي في البنية فتتعدد القصص المحكية داخل الرواية، وغالبا ما يكون أحد الخيوط السردية الحديثة والمعاصرة من جهة وتاريخيا من جهة أخري بحيث يتقاطعان في فكرة محورية ظاهرة أو مستترة، وبعد رصد عدد من سمات البنية السردية لبعض الروايات التي تعتمد بنيتها على هذا المنحى المتداخل نرصد عدد من الخصائص مثل: التعامل مع التاريخ من منظور فني بحيث يبتعد الروائي عن إنتاج الواقع بل نجده يخلق وظيفة إيحائية لبعض انتقاءاته من الماضي يستعيد فيها الرؤية الطازجة لوقائع التاريخ، كذا يتم تحطيم ونقض أعراف الرواية الكلاسيكية حيث يحرص الراوي على الاستهانة بالسرد التقليدي وتقديم صورة مغايرة للرواية.وأضافت فؤاد أن هناك بعض النصوص التي تحتاج إلى تأكيد لتغيير مفاهيم معرفية وتفكيكها واستبدال أطروحات جديدة بها، فيصبح من شأن هذه النصوص الروائية ذات الخيوط السردية المتعددة أن تتسع بمفاهيم الحياة والمراقبة لوجوه الواقع.وأوضحت الدكتورة أمنة بلعلي أستاذ التعليم العالي بجامعة "مولود معمري" الجزائرية، أن الروائيين العرب اليوم قد وجدوا أنفسهم في موضع لا يكتفي بالإصغاء إلى ما تمليه هذه المواجهات من بدائل في كتابة الرواية وذلك في ظل مواجهات تكنولوجيا الاعلام والاتصال وتفاعل الثقافات، من أجل أن يستأنفوا نوعا من الكتابة الروائية كنا نظنها ليست من ضمن خصائص الكتابة العربية ألا وهو السرد البوليسي الذي من خلاله نجد أنفسنا أمام تجارب روائية في الكتابة الروائية العربية حيث تحاول أن تستثمر في هذه الثقافة العالمية الجديدة لتؤسس من جديد الكاتبة الروائية البوليسية.وأشارت إلى مدى الخصوصية التى تملكها الرواية العربية التي يشتغل بها أصحابها في هذا النوع من التجريب وبخاصة المرأة العربية التي انخرطت في هذا النوع من الكتابات، وإلى أى مدى تم الاستجابة إلى آليات التجريب لحاجيات الأمة العربية النفسية والسوسيوثقافية.واختتم الجلسة الناقد الأدبي أحمد الصغير بكلمة تحت عنوان "أشكال التجريب السردي في رواية ما بعد الحداثة قراءة في حذاء فيلليني للروائي "وحيد الطويلة"، شارحا كيف تنوعت أشكال التجريب السردي في الرواية العربية الجديدة أخذه منه أرضية سردية واسعة، حيث نجد أن رواية "ما بعد الحداثة" قد أضافت إلى هذا التجريب مناطق أخري توغلت في الغموض والعبث السردي.وأضاف الصغير " أن الطويلة في روايته هذه قد احتفى بتقديم سرود نوعية مخترقة حواجز الحداثة وما بعدها ومرتبطة أيضا بغياهب التعذيب في السجون والمعتقلات بالإضافة إلى الظلم الاجتماعي بين طبقات المجتمع العربي عامة، ولقد قدم الطويلة العديد من الروايات التي من خلالها نجد أنه في كل نص سردي يقوم بالاعتماد على مراكز استشعار سردية تجريبية بل أنه يقف أيضا في منطقة عليا ما بين الشعرية
مشاركة :