عزيزي القارئ المُهم جدا بالنسبة لي؛ لأنه بالطبع إن لم يكن هناك جمهور يُشجّع لن يكون هُناك مُنافسة أو ابتكار. الجمهور هو عينة مُمثلة للمجتمع، وتُعتبر كقطاع مُختلف يشعر بما يشعر به كل المُجتمع، ويتمنّى ما يتمناه المجتمع، ويُريد أن يرى ويسمع ما يُريِحه ويُطمئنه. وتختلف سيكولوجية الجماهير تِبعًا لاختلاف البيئة أو الثقافة، كما قال أحد أشهر الأغنياء في العالم، إنك إذا أعطيت لمجموعة من القرود سيارة ممتلئة بالمال، وأخرى ممتلئة بالموز ستختار القرود الموز بدلًا من المال، رغم أن سيارة النقود قد تبتاع آلاف الأطنان من الموز في وقت لاحق. وخلاصة هذه النظرية في حتمية قبول الجماهير بمتطلباتها الأساسية العاجلة عِوضًا عن مُتطلبات تضمن لهم الأمان من نفس الاحتياجات لشهور أو لسنوات. الجمهور المصري لديه صفات أخرى فريدة، فإن أَحَب شخصًا أو شيئًا أسرَف في حُبّه إلى حد الجنون، وإن كَرِه شخصًا أو شيئًا أهدر الأدب في وصفه وتحليله.وهذه النظرية قد أُسمّيها بنظرية "الحُب الأعمى؛ والكُره الأُمّي" فلا توازن بين حُبه لشخص أو كُرهه لسلوك، كلاهما سواء، وخيرُ دليل في الفترة السابقة كَم الضغط الرهيب على لاعب مُنتخبنا المصري ونادي ليفربول الإنجليزي محمد صلاح؛ حيث تعرّض كثيرًا لمغالاة ونقد غير طبيعيين ممن يعشقونه من المصريين. الجماهير في جميع الأوساط واحدة وتُعبّر عن نفس الحالة، وتستقي ما تُريده من الحديث لتبرئة من تُحب، أو لإدانة من تَكره. ونقف ولا نزال في نُقطة وسَط، على خطٍ مُستقيم، بدايته كانت الحُب نحكُم به وقت الأمان، ونهايته ستكون الكُرْه نحكُم به وقت الضِيق، وتناسينا أن بينهما آلاف الدرجات من الإقساط والإنصاف والمُصادَقة والاعتدال والحِقد والمَيل والعُزلَة. لا تحكموا بالحُب أو بالكُره على شيء؛ ولا تتناسوا تلك الدرجات التي قد تُنير بصيرَة أحدهم نحو الحَق، ولا تكونوا كالذين كَرهوا لقول الحَق، أو أحبّوا لقولٍ باطِل.
مشاركة :