د. خالد كمال يكتب: سيكولوجية الخوف

  • 6/4/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

هو انفعال مكدر ينتج حالة من الامتعاض والضيق والرغبة الجامحة في إزالة مصدر الخوف إذا كان ممكنًا أو يعد الجسم فسيولوجيًا للهروب إذا كان غير ممكن.والمخاوف من كل نوع – سواء كانت واقعية أو غير واقعية – تؤدي إلى أفكار سلبية وتحدث مفعولًا في الإنسان مدمرًا على وجه العموم.والخوف يحدث على الدوام تأثيرًا باعثًا للشلل إلى أقصى الحدود لأنه يسد طريق انسياب الطاقة في الانسان وليفكر المرء في الأرنب الصغير وهو مشلول غير قادر على الحركة أمام الافعى، وذلك من شدة الخوف فسرعان ما تلدغه وتبتلعه.وتثبت الدراسات العلمية أن 7% فقط من مخاوفنا المتنوعة هو ما يحدث.وفي الحقيقة أن بداخلنا مصنعين كبيرين للخوف هما "الهو" أو المكون الغريزى الحيوانى في نظرية التحليل النفسي عن الشخصية وكذلك "الضمير" أو الأنا الأعلى في نفس النظرية، ويا للحظ التعس إذا وقع الإنسان فريسة أحدهما أو كلاهما فيعيش في عالم متوهم من المخاوف المؤلمة أحيانًا أو المدمرة القاتلة أحيانًا أخرى.مريض الوسواس القهري الذي يخشى أن تنطلق رغباته الغريزية المكبوتة في "الهو" على مستوى اللاوعي فيقوم فعلًا بغسل يديه باستمرار وبشكل متتالٍ والاستحمام كثيرًا كمحاولة ( لاوعيه ) من الضمير لتنظيف النفس وتطهيرها من احتمال انفلات الغرائز الكامنة ولكن الشخص لا يعلم عن هذا شيئًا.. فهو يجد نفسه مقهورًا مجبرًا علي فعل الغسيل أو التطهير إن جاز التعبير!وفي الحقيقة أيضًا هناك خوف يصنعه المجتمع نفسه من خلال فشل القيادات فى توفير مستوى معيشي آمن يجعل الإنسان آمنًا على نفسه وعلى قوته وقوت أبنائه مما يجعله فريسة القلق والخوف من المستقبل فيندفع في التفكير المفرط فيما سوف يحدث له ولأبنائه في المستقبل وبخاصة إذا كان شخص ليس له دخل ثابت فهو يكاد يموت كمدًا من الخوف مما سيأتي المستقبل به.وأحيانًا يخشى العجز ومما يترتب عليه من ضياع – كما يتصور - له ولأبنائه.وهناك الخوف من الجن والعفاريت وهو في الحقيقة خوف من انطلاق المكبوت في أعماق الذات هناك في الظلمات العميقة للنفس فتسقط الخوف علي الواقع فنخاف من الظلام والأماكن المنعزلة.والغريب أن الدراسات النفسية اكتشفت شيئًا غريبًا أن ما نخاف منه غالبًا ما يحدث إذا كان لدينا اعتـــــقاد راسخ بهذا الخوف فإنه 98% سوف يحدث؛ ليس لأننا متنبئون جيدون ومكشوف عنا الحجاب، لكن لأننا لا نرى إلا ما نعتقده وهذه نظرية في علم النفس مؤداها أنك إذا آمنت بشيء عن نفسك تمام الإيمان فإنه غالبًا ما تسير الأمور في اتجاه اعتقادك.فإذا خفت من العجز والاخفاق في عمل معـــــين وشعرت بعدم التمكن من القيام بهذا العمل فإنه يحدث لك ما يسمى التنويم المغناطيسي الذاتي أو الإيحاء الذاتي فتتحجم إمكاناتك وقدراتك، ويعجز أحيانًا تفكيرك لتأكيد فكرة عدم القدرة وفي النهاية تدخل في حلقة شيطانية من الاعتقاد بالعجز وضعف القدرة مما يؤدي بالفعل إلي العجز وضعف القدرة، بينما إذا كان لديك اعتقاد راسخ بأنه لا يوجد شىء فى العالم يمكن أن يخيفك فإنه غالبًا سيذهب عنك بلا رجعة.

مشاركة :