أزهار أحمد: أدب الأطفال العربي غير قادر على المنافسة

  • 1/26/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أزهار أحمد ، واحدة من أهم الكتاب العمانيين الذين يكتبون للطفل.. هي قاصة ومترجمة، نشرت العديد من القصص والمقالات والمترجمات وأقامت العديد من الجلسات وورش الكتابة للأطفال. لامست أزهار بنجاح كبير الفئات العمرية المختلفة للأطفال العمانيين واستوحت كتاباتها من البيئة العمانية فجاءت قصصها قريبة منهم وتشبههم. صدر لأزهار أحمد كتاب الصبي والبحر، وهو رواية قصيرة للناشئة، ومراجيح ملونة وهو عبارة عن مجموعة مقالات للناشئة مكتوبة بأسلوب بسيط مبني على القص والحوار واستدعاء الذكريات ؛ ليتناسب مع العمر المنشود. أما قصة الأيادي الملونة فهي إصدار خاص للأطفال الصغار صدرت عن مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة. في الحوار التالي نرصد آراء أزهار أحمد عن أدب الطفل وتأثير التكنولوجيا على الكتاب. -ما مدى نجاح مؤلفاتك محلياً، وقدرتها على الاقتراب من الطفل العماني في زمن أصبحت السطوة فيه للتكنولوجيا؟ - لمست نجاح كتبي من خلال لقائي بالأطفال وأهاليهم، والحمد لله أن هذا النجاح ما زال متواصلاً من خلال سؤالهم عن إصداراتي السابقة أو المستقبلية. وفي الحقيقة أنني من خلال كتاباتي لم أكن أفكر كيف سيحل كتابي محل التكنولوجيا، بل كيف أسعد الطفل الذي سيقرأ القصة التي كتبتها له ،وكيف ستحلق به إلى العالم الذي وضعته له. -بماذا تفكر أزهار عندما تكتب للأطفال؟ - حين أكتب للأطفال أفكر بكل الأشياء الجميلة، في الأراجيح الملونة وفي الحلويات وفي قصص الخيال، وفي الرحلات البحرية. أفكر في الطفل الوحيد والطفل الجائع والطفل المريض، في الطفل الذي لا يستطيع أن يتخيل كيف يكون شكل السحب لو لم تكن سحباً، أو الطفل الذي يسكن رأسه ألف فكرة عن الحيوانات الأسطورية. من صور الملوك والفرسان ومن فساتين الأميرات الفائقات الجمال، ومن أحلامنا التي نستيقظ على روعتها ودفئها. تولد الحكايات من أشياء كثيرة لم نعشها ولم نرها، وأشياء تمنيناها وأخرى سمعنا بها. حين تولد الحكاية تتكاثر الكلمات وتنمو مثل عشب نضر يغطي أرضا قاحلة. -هل صحيح أن التركيز على القيم التربوية يبعد الكتاب أو القصة عن أن يكون ممتعاً ومسلياً؟ - هذا يعتمد على هدف وأسلوب الكاتب. ما الذي يريد المؤلف أن يقدمه للطفل وإلى أي مدى يريد أن يصل كتابه. الكتابة طريق طويل ومتشعب ،والأفكار كالنجوم المتناثرة، كل ما على الكاتب هو أن يجيد رصد نجومه. المتعة والتسلية لا تتعارض مع تقديم القيم التربوية بل تسهم في ترسيخها إن تم تقديمها بالشكل الصحيح وللعمر المناسب. -تواجه القراءة تحديات جمة.. كيف يمكن مواجهة تراجع الإقبال على القراءة عند الكبار والصغار معا؟ - بالصبر والتشجيع على القراءة فقط، وباختيار الكتب المناسبة للعمر المناسب. وعموما فإن القراءة منحسرة منذ زمن مع الجميع وليس الأطفال فقط، وهذه مشكلة ظاهرة، هناك الكثير من الملهيات الآن التي تبعد الناس عن الكتاب، الذي لم يعد بالنسبة للكثيرين مغذياً ولا مسلياً، لأن بأيديهم أدوات أخرى تمنحهم المتعة. اختلفت وسائل الحوار والتحضر والثقافة والناس ينساقون لمعطيات زمنهم وهي مسألة طبيعية. هناك حرب بين الكتاب والأجهزة الإلكترونية، وكي يستفيد الأهل والمهتمين عليهم الدمج بينهما ،حتى يحدثوا توازناً يساعد الطفل على النمو بشكل واع نسبيا. يجب ألا يمل الأهل ولا المؤسسات التعليمية من فرض قيمة الكتاب لكل إنسان وذلك بطرق محببة وقريبة من نفس الطفل. وبالطبيعي فإن ممارسة الأب والأم والمعلم للقراءة أمام الطفل ومعه وله ستسهم في ذلك. -كنت سباقة إلى الكثير من المبادرات الخاصة بالقراءة ومنها المبدعين الصغار.. أين أصبحت من هذه المبادرات؟. وما جديدك اليوم؟ - بالفعل قمت بتأسيس نادي المبدعين الصغار في النادي الثقافي والذي حقق العديد من الإنجازات لكن أنشطته توقفت قبل سنوات عدة. - ما زلت مستمرة بالعمل كلما دعت الحاجة أو طرأ برنامج ما. لكنني وبسبب انشغالي في وظيفتي قللت من موضوع المبادرات على أمل أن ابدأ من جديد بشكل مستمر. -هل تعتقدين أن الأدب المحلي قادر على منافسة الأدب العالمي في مجال كتب الأطفال؟ وما هي أهم نقاط المنافسة؟ - منافسة الأدب العالمي بحاجة لأدوات نحن لا نملكها. أولاً ينقصنا الاهتمام من المجتمع نفسه كقارئ مهتم، ثانيا مسألة التسويق والنشر والإعلام من الأمور الضرورية جداً في الوقت الحالي، وإن كنا لا نملك أبسط أدوات المنافسة فكيف لنا أن ندخل في منافسة. إضافة إلى أمر مهم وهو أن الأدب العالمي مفتوح لجميع الاحتمالات والأفكار والتخيلات والحكايات، بينما المجتمعات المحلية لا تزال ترضخ ضمن أعراف تقليدية لا تستطيع الخروج منها، وهذا قد يشكل عائقا للكاتب. -لطالما قلت إنك تطمحين لكتابة سلسلة بوليسية للأطفال.. وكان ذلك محورا لورشة قدمتها مؤخرا.. هل بدأت العمل على هذا المشروع؟ - ليس بعد. ما زال الحلم حلما، والسبب في ذلك أنني لم أتمكن من تحديد الفكرة التي ستساعدني على اختراق الخوف الذي يتملكني حين أبدأ بكتابة أي قصة أو رواية.

مشاركة :