خبراء لـ «الاتحاد»: غياب عباس مدني يطوي صفحة دامية من تاريخ الجزائر

  • 4/25/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أجمع خبراء ومحللون جزائريون على أن وفاة عباس مدني مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ الجزائرية المحظورة لن تؤثر في مستقبل الحركة بالسلب أو الإيجاب، لعدة أسباب أبرزها ابتعاده في السنوات الأخيرة عن الجزائر، إضافة لتفكك الحركة وحظر نشاطها. وتوفي عباس مدني مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة أمس عن عمر ناهز 88 عاما في قطر. وولد مدني عام 1931 قرب ولاية بسكرة، شرقي الجزائر، وأنشأ عباسي عام 1963 جمعية «القيم الإسلامية»، لكن الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين حظرها عام 1970. ومنذ 1982 وجه نشاطه للدعوة لقيام دولة متشددة بالجزائر، وفي نفس العام اعتقل لأول مرة على خلفية ما يعرف بأحداث الحي الجامعي في بن عكنون بالجزائر العاصمة. وفي عام 1988 كان مدني أحد مؤسسي الجبهة الإسلامية للإنقاذ وانتخب رئيسا لها من طرف مجلس شورى الجبهة، وفي يونيو 1990 قاد مدني الجبهة للفوز بالأغلبية في مجالس البلديات والولايات في أول اقتراع تعددي تشهده الجزائر منذ استقلالها في 1962، في خطوة بررها الكثيرون بالتصويت العقابي من قبل الناخبين الجزائريين الذين أرادوا إظهار سخطهم على النظام في ذلك الوقت. وفي 1991 ألقت السلطات الجزائرية القبض على مدني، إلا أن ذلك لم يمنع الجبهة من الفوز بالجولة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت في 21 ديسمبر 1991، وهو أدى إلى إلغائها لتكون سببا في اندلاع سلسلة أعمال إرهابية بالجزائر استمرت 10 سنوات وعرفت بالعشرية السوداء التي خلفت أكثر من 100 ألف قتيل و150 ألف مصاب. وفي 1992 حكم على مدني بالسجن 12 سنة بعد إدانته بتهمة المس بأمن الدولة، وأطلق سراحه عام 1997 لأسباب صحية وبقي تحت الإقامة الجبرية حتى انقضاء مدة سجنه سنة 2004، وظل مدني يعيش في قطر منذ عام 2013 حتى وفاته أمس. وقال الدكتور حسين قادري، أستاذ العلوم السياسية والدولية بجامعة الجزائر، لـ «الاتحاد»: «صحيح أن عباس مدني هو مؤسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ ولكن مع حظر الحركة تفككت وتفكك أعضائها ولم يبق من قيادتها سوى علي بلحاج». وأضاف «لا أعتقد أن رحيل مدني سيكون له تأثير على مستقبل الحركة، أو إعادة بعثها من جديد، فالجبهة تفكك أعضاؤها وبعضهم اعتزل السياسة وبعضهم عمل في إطار أحزاب أخرى واندمجوا بها». واعتبر أن علي بلحاج تأثيره في الشارع الجزائري كان أكبر من مدني لكون بلحاج مقيما داخل الجزائر، بينما عاش مدني لسنوات في قطر، مشيرا إلى أن هناك من القطيعة بين أغلبية الجزائريين والجبهة بسبب ما ارتكبته من أعمال إرهابية في فترة العشرية السوداء. وقال «لا أمل في إعادة بعث الجبهة لأنها منحلة ومحظورة». أما الكاتب والمحلل السياسي علي داسة فقال لـ «الاتحاد»: إنه «بوفاة مدني تكون الجزائر طوت صفحة دامية من تاريخها». وأضاف «لا يوجد أحد ممن عاصروا العشرية السوداء ينسى جرائم جبهة الإنقاذ، ورغم أن مدني كان هو من دعا لمبادرة للمصالحة في 2003، إلا أنه مسؤول عن دماء الكثير من الجزائريين». وأشار إلى أن مدني يعيش في قطر منذ سنوات، وقال إنه «كان يعيش في فيلا فخمة في الدوحة، ويتقاضى راتبا شهريا ضخما بالدولار بينما يملك ابنه أسامة قناة المغاربية الفضائية». وأضاف «مع الحراك الشعبي حاول علي بلحاج ركوب الموجة، كما خرج بعض أنصار الجبهة إلى المظاهرات قبل أسبوعين وكانت الجمعة الوحيدة التي شهدت أعمال عنف».

مشاركة :