كثيرون منا يتصلون بالمسؤولين ويتطلعون بتفاؤل ويحدوهم أمل الوصول إلى سماع طلبهم أو شكواهم، والوصول إلى الوزير أو الوكيل أو المدير في وطننا البحرين ممكن، ولنا في ذلك مثال قلما يوجد في مكان آخر وهو مجلس سمو رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة فهو مجلس مفتوح لعموم المواطنين. فمن يكون المواطن؟ هو إنسان بسيط ولد في هذا الوطن وتعلم فيه وقدم جل عمره لخدمته وهذا المواطن إذا أراد الاتصال بالمسؤولين فله في هذا الشأن قدوة بمجلس سمو رئيس الوزراء الذي يتيح لكل مواطن حضوره ولكن مما يؤسف له أحيانا أن يترك من دون مراعاة ليعاود الاتصال كل يوم، ليطلب منه اتصل غدًا لأن المسؤول في اجتماع أو مسافر، ويبقى هذا المواطن حائرًا فإن أصاب طلبه التأخير قد يضره ماديا أو اجتماعيا. وتمر الأيام والشهور والسنون والغريب والعجيب لا يعني أي شيء في نظر المسؤولين علمًا أن مقولة صاحب السمو رئيس الوزراء دائمًا لهؤلاء المسؤولين بدءًا من الوزراء والوكلاء والمديرين: حافظوا على شعور المواطنين ودعوا الأبواب مفتوحة. أليس هذا أمرا يجب أن يلتزم به كل مسؤول: أن المواطن لا يريد لنفسه اليأس ولا يقبل من غيره إدخال اليأس إلى نفسه حتى لا يكون الاتصال بمثابة مرور دائم من دون مراعاة وشعور هذا الإنسان المواطن قد يقبل ويقدر الظروف لتلك المقابلة وان تأخرت لا تأخذ شهورًا وحال تحقيقها ستؤتى بثمارها الطيبة عندها سيخرج هذا المواطن وقد عرف وفهم طريقه في الاتجاه الصحيح ولا سيما فإن المسؤولين في الدولة وفرت لهم حكومتنا الكريمة الكثير من موظفي (السكرتارية) وهذا أمر جيد لا غبار عليه. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا هذا الكم من السكرتارية، عمومًا ليس هذا موضوعنا لنذهب إلى الهدف من المقابلة مع حضرة الوزير أو من هم في معيته وبعد ولعلها فرحة ما بعدها فرحة لهذا المواطن البسيط بحصوله على موافقة الالتقاء بمن كان يرغب في مقابلته، ولسان حال الوزير يقول إنني سعيد بهذه الزيارة، ثم يأتي الوزير بالكلام ليقول إننا هنا دائمًا وأبدا في خدمة أبنائنا المواطنين، لأن إحساسنا من إحساسهم ويعرض المواطن شكواه وطلبه، ويأمر الوزير بالقهوة والشاي، ثم يأتي الرد التقليدي اطمئن سوف ينظر في طلبك، وتوقع خلال أيام ولكن مع الأسف يطول الزمان وتمر السنون، وبالطبع يكبر الإنسان واعني به الأب، وكذلك الأولاد ويبقى صاحب الطلب وكأنه مقطوع من لا شخص قريب له على سطح الوطن الذي ولد فيه وتعلم وعمل، ويعود الاتصال مرة أخرى ولكن عن طريق الأبناء ان كان للأب أبناء وهذا من حسن حظهم وتبقى هذه الأسرة تجول شمالاً وجنوبا، وهكذا دواليك، وعندما يعاود الأولاد في مثل هذه الحالة يطلب منهم جميع المستندات وهذا حق، ولكن أن تبقى هذه المستندات الثبوتية إلى ما شاء الله أمر غير مفيد ويناقض سياسة الدولة ومواقف صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر الذي بابه المفتوح كقلبه لكل المواطنين. ولكن هل يستطيع هذا المواطن ان يقول للوزير أو مديره إن كل المستندات موجودة لديكم ويعود هذا المواطن ليروي ما جرى له. إنها كلمة حق هذا ما هو جار علمًا أن لدينا كبار المسؤولين في وطننا الغالي البحرين: وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء لا يترك مناسبة أو مقابلة إلا يقول (افتحوا قلوبكم بجانب مكاتبكم لأي مواطن) فهو ثمرة هذه البلاد وركيزة المستقبل والحفاظ على أمن هذا الوطن. فعلاً انه قول يحتاج إلى تنفيذه، وألا تجرنا عواطفنا أو مجاملاتنا فنحن دولة مؤسسات ونظام وقيادة حكيمة، وليس هناك مشكلات من دون حلول أننا اليوم نطل على ركب حضاري يسابق الزمن وهنا أعود ثانية بما أبديته في مقدمة مقالي، وهو أن الاتجاه يجب أن يكون دائمًا وأبدًا بالأفعال قبل الأقوال فالكلام الطيب يجعل الجميع بخير وعطاء مستمر وله ثماره الحلوة والفعل الطيب بمثابة حصيلة تسلك مع ضروب البر ومظاهر الفضل التي ترشح دائمًا فاعلها على أي مستوى من المراتب وتكتب له النعيم وسعادته، لذا فإن المطلوب اليوم من كل مسؤول في وزارته أو دائرته أولاً وأخيرًا الأفعال قبل الأقوال.
مشاركة :