أنا من المعاصرين لنادي الهلال عندما كنت لاعباً منذ نحو خمسين عاماً، وكان مركزي في أرضية الملعب متوسط دفاع، ولكن لم أستمر فترة طويلة بل أشهرا وجيزة على وقت مؤسس النادي عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- عندما كان رئيساً للنادي، ولم أستمر بسبب ظروف الدراسة، ولكنني لم أنقطع عن متابعة أخبار النادي خطوة بخطوة خلال الفترة الماضية التي أشرت إليها في مقدمة هذه المقالة. وتعاقب الرؤساء على «الزعيم» من بعض أصحاب السمو الأمراء، وكان يشق طريقه نحو عنان السماء بطولة بعد بطولة إلا ما ندر، ولكن كما يقال: (لكل جود كبوة)، لكن الإطار العام لهذا النادي أنه متوج بالفوز والحصول على الكؤوس، ولم يمر على كما مر عليه مثل هذه الأيام، إلا أن جمهوره الوفي والصامد كما هو في المدرجات والملاعب، ففي هذه الأيام انتكس الفريق 180 درجة، وكما يقول مثلنا الشعبي «من حفرة لدحديرة»، فننظر إلى مدربه الكرواتي زوران ماميتش، الذي يتخبط في خططه وغطرسته وإصراره وانكشاف تدريبه الذي يكاد يكون رسما بيانيا واحدا، ولا يتسلط في التغيير إلا في الدقائق الأخيرة، فماذا سيفعل في هذه الدقائق غير المحسوبة في تفعيل لعب فريقه أكثر. أما رئيس النادي الأمير محمد بن فيصل فتنقصه الدراية، والخبرة الرياضية المتأصلة، والتأني في التعامل مع المواقف والأحداث التي تحصل للنادي، فهو يستعمل المنهج الإسقاطي كما يقول علماء النفس، ليسقط ما في نفسه على الآخرين بتصريحات تنم عن عدم التأني والحكم السريع على هذه المواقف، كما هو الحال مع الاتحاد السعودي لكرة القدم، ومع حال الجماهير التي وقفت معه أعواما طويلة، ولكن الموقف امتد إلى التقليل من مكانة ابن النادي سامي الجابر عندما شاهده في المدرجات هذا اللاعب، الذي رفع اسم النادي عالياً، وكافح في حصوله على الكؤوس هو وزملاؤه المخلصون، فأنا أقول يجب عدم التسرع والحكم بالاستعجال على النادي ولاعبيه وجماهيره من قبل رئيس النادي وبعض المسؤولين، وألا يعلقوا فشلهم في الدوري أو الهزيمة من قبل الفريق التونسي على أمور ومواقف رياضية وفنية سواء تجاه الحكام أو الاتحاد الأفريقي أو الاتحاد السعودي، هذا النادي العريق الذي يشار إليه بالبنان بين الأندية الأخرى لا تهدموا تاريخه، وأعيدوا سياستكم، وغربلوا وضعكم إلى الأصلح؛ لتعيدوا النادي إلى ماضيه، بحيث تشمل هذه الغربلة الرئيس، المدرب، مدير الكرة، وبعض أعضاء الشرف إذا كان هناك أعضاء باقون، وتذكروا كلمات الشاعر إبراهيم خفاجي -رحمه الله-: إذا لعب الهلال فخبرني فإن الفن منبعه الهلالرياضي سابق عضو هيئة الصحفيين السعوديين والعرب
مشاركة :