أحيت الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، الجمعة العظيمة، في مختلف المناطق اللبنانية، تخللتها زياحات جابت الشوارع وسط قرع الأجراس والترانيم الدينية. وألقيت عظات شددت على "قيم التضحية والحب اللامتناهي والتسامح". ووجه بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البطريرك يوحنا العاشر يازجي رسالته الفصحية قال فيها: "فصح المسيح هو فصح افتقاد وفصح محبة. فصحه فصح غفران وفصح تنازل. فصحه فصح المحبة التي لم تأنف التنازل لخلاص الجبلة البشرية، وفيه أيضا نتأمل ضيقات حياتنا ونعرف أن فرح القيامة آت لامحالة". واضاف: "نحن كمسيحيين مشرقيين أنطاكيين استقينا من رجائه ونستقي إلى اليوم كل قوة. نحن مؤتمنون على رسالة محبته التي أفاحها إلى الدنيا من هذه الأرض. إن نزيف المسيحيين من الشرق بالهجرة في هذه الأيام، أشبه بحربة تنكأ جنب المسيح من جديد. وكل هذا، ويا للأسف، والعالم يكتفي بالترثي والتباكي". وتابع: "نقولها ومن جديد، نحن كمسيحيين مشرقيين متكلون أولا وأخيرا على قوة رجائنا وعزيمتنا بالبقاء في هذه الأرض مهما كلح وجه زماننا. هذا الشرق وهذه الأرض قطعة من كينونتنا، ورغم كل شيء ورغم الهجرة ورغم كل صعوبات الحياة، يشدنا إليها وثاق التاريخ ووثاق الجغرافية ووثاق الكينونة، وسندافع عن وجودنا فيها بكل ما أوتينا من قوة وبكل ما يعطينا الله من إمكانية. كنا هنا وسنبقى هنا، وسنقرع أجراسنا دوما وأبدا وهي التي علقناها في أيام لم تكن أقل شظفا من الأيام الحاضرة، نحن مزروعون في هذه الأرض التي تنبت مع أقاحيها وأزاهيرها حنينا في نفوسنا كي نبقى فيها، وتربطنا أفضل العلاقة مع كل مكونات أوطاننا". وختم يازجي: "نصلي اليوم من أجل السلام في الشرق ومن أجل عودة المخطوفين كل المخطوفين ومنهم أخوانا مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي اللذان أكملا منذ أربعة أيام السنة السادسة من الخطف وسط تعامي العالم وصمته المستنكر". وترأس متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة قداسا بالمناسبة في كاتدرائية مار جاورجيوس، وسط بيروت، في حضور العديد من الشخصيات السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
مشاركة :