صدر العدد (31) من مجلة الشارقة الثقافية، حيث جاء في الافتتاحية تحت عنوان «المسرح العربي: التميز والإبداع»: مهد المسرح في الوطن العربي طريقه برؤى إبداعية متميزة، وتعرف الناس إلى دوره التنويري وآمنوا برسالته الحضارية والإنسانية، واستطاع على مدار مساراته أن يرتقي بخصوصيته وهويته، وأن يواكب الحراك الثقافي والإبداعي، ويسهم في انفتاح الفنون على بعضها بعضاً، وفي الحفر عميقاً في جذع الرؤية المستقبلية، كما استطاع أن يلعب دوراً مهماً في التحولات الكبرى وأن يؤطر لصورة نابضة بالجمال والحياة أوصلته إلى خشبات المسارح العالمية. فيما رأى مدير التحرير نواف يونس في مقالته «من طيات الذاكرة المسرحية» أن المسرح الإماراتي خطا بشكل جاد نحو تأسيس قاعدة مسرحية متقدمة فنياً وفكرياً، منذ بدايات الثمانينات من القرن الماضي، واستطاع خلال تلك السنوات، أن يكوّن لنفسه تلك الخصوصية على مستوى الذائقة الفكرية والأدبية إلى جانب البعد الجمالي. وفي تفاصيل العدد إطلالة على مؤرخ الحضارة الإسلامية فؤاد سيزكين بقلم خلف محمد أبوزيد، ووقفة مع الفيزياء والعلم العربي في عصور التنوير بقلم يقظان مصطفى، إضافة إلى حوار مع المستشرق والمترجم همفري ديفيز الذي أكد زيادة الاهتمام بالأدب العربي غربياً كما حاوره ضياء حامد. كما تضمن العدد الجديد جولة في ربوع تونس إحدى حواضر الثقافة العربية الإسلامية بقلم باسم فرات، ونافذة على مدينة دمشق التي يسكنها التاريخ بقلم عرفة عبده علي. أما في باب «أدب وأدباء» فقد تناول عبده وازن الذكرى العشرين لرحيل الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي المسافر بلا حقائب، وكتب أيمن عبد السميع عن جورج أورويل الذي استشرف ملامح القرن العشرين، فيما توقف صالح لبريني عند بدر شاكر السياب وقلق القصيدة المفعمة بجماليات الذات، وتناول مجدي إبراهيم أحمد زرزور الذي كتب وغنى للأطفال، أما د. أميمة أحمد فحاورت د.حبيب مونسي الذي أكد أن الناقد حارس على جماليات النص والقيم المجتمعية، وقدم سعيد بوعيطة مداخلة حول التاريخ والبعد الملحمي وتمزق الذات في روايات عبد الرحمن منيف، كما تناولت د.بهيجة إدلبي محمد البساطي شاعر القصة والرواية، بينما حاور محمد الحمامصي الروائي مهند الدابي الذي أكد أنه ملتزم بكشف الحقيقة الإنسانية عبر الخيال، وحاورت سريعة سليم حديد الروائي سالم أنور الشمال الذي رأى أن الأدب ليس سلسلة من المفاجآت المسلية، كما حاور ممدوح عبد الستار وليد علاء الدين الذي قال إن روايات التاريخ برغم الخيال الفني هي محكومة بمناهج بحث علمي، كذلك تضمن العدد إضاءة على تجربة جبور الدويهي الذي يدرّس الفرنسية ويكتب بلغته الأم، وتحقيقاً حول الرواية اليمنية التي تبحث عن ملامحها وأدواتها الحديثة بقلم أحمد الأغبري، إضافة إلى دراسة تناولت خليل الرز وعالمه السحري في روايته (البدل) بقلم عزت عمر.
مشاركة :