قالت مؤسسة البترول الكويتية ان التحكم في المصروفات التشغيلية يعد أهم أسباب النجاح والاستدامة في صناعة النفط، مؤكدة الحرص على تبني مبادرات تقنين هذه المصروفات في ظل المنافسة الكبيرة التي تشهدها هذه الصناعة. جاء ذلك في كلمة للرئيس التنفيذي للمؤسسة، هاشم هاشم، في ملتقى قياديي القطاع النفطي، الذي نظمته شركة البترول الكويتية العالمية في نسخته الـ10 تحت شعار «ريادة عالمية». وأضاف هاشم أن المؤسسة وضعت في خطتها الاستراتيجية 2040 مجموعة من الأهداف، أولها الحرص والاهتمام في تطوير وتمكين الشباب الكويتي في القطاع النفطي «فهو الثروة الحقيقية للكويت بشكل عام وللقطاع النفطي بشكل خاص». وأشار إلى أهمية تشجيع الشباب والعمل على إبراز كفاءاتهم وتمكينهم في جميع نواحي العمل «وأنا كلي قناعة بأن الشباب هو من النوع الذي يقبل التحدي، فإذا ما تم توفير البيئة المناسبة من دعم وتوجيه، فسنرى كيف أن بإمكانهم فعل الكثير لمواجهة التحديات وتجاوزها». وذكر أن الملتقى السنوي المفتوح لقيادي القطاع النفطي يهدف إلى استعراض ثمرات الجهد والتعاون، وما تم تحقيقه في العام الماضي والطموحات والإنجازات التي تسعى المؤسسة إلى تحقيقها. وحول مؤشرات الصحة والسلامة والأمن، أوضح هاشم أن القطاع النفطي الكويتي سجل معدلات أفضل مقارنة بالمتوسط العالمي الذي سجلته المنظمة الدولية لنفس القطاع. وقال: «لاحظنا في السنوات الأخيرة تحسنا في إدارتنا لتنفيذ مشاريعنا الكبرى بداية بمراحل إعداد الدراسات الأولية والتصاميم الهندسية، مرورا بإجراءات المراجعة والموافقات إلى مراحل التنفيذ والمتابعة «إلا أنه لا تزال هناك مواطن قصور في التنفيذ تحتم علينا إيجاد سبل أفضل لإنجاز هذه المشاريع في وقت أقصر». وأوضح أن الصناعة النفطية تمر بتحديات كبيرة ومتزايدة، والمنافسة فيها تنمو يوما بعد آخر، إذ ان هناك منافسة في الإنتاج وتأمين حصص أكبر في السوق، ومنافسة في استخدام التكنولوجيا والحلول الحديثة، ومنافسة في التحول السريع إلى بدائل للطاقة. وأكد أهمية التركيز على تحقيق الاستفادة القصوى من الشركاء من شركات النفط العالمية لمواجهة التحديات والمتغيرات في السوق، مبينا أن الاستدامة في هذه البيئة الصعبة تتطلب استخدام جميع الموارد المهيأة. حقبة النفط السهل ورأى أن «حقبة النفط السهل بحسب المعطيات تقترب من نهايتها، وبالتالي تصبح عمليات استخراج النفط والمحافظة على الطاقة الإنتاجية المستهدفة أكثر تعقيدا وأكثر تكلفة من السابق، وذلك يرجع إلى استخدام وسائل مختلفة وأكثر تعقيدا لتطوير الحقول وعمليات الحفر العميق». وأفاد أن «المحافظة على القطاع النفطي وتنميته لمستقبل الكويت والأجيال القادمة مرهون بأدائنا اليوم، لاسيما أن هذا القطاع يعد الرافد الأساسي لاقتصاد البلاد والداعم لتقدمها وازدهارها». من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية، الشيخ نواف السعود الصباح، في كلمة مماثلة، ان المؤسسة لها مشاركات عالمية في الصناعة النفطية من خلال شركة البترول الكويتية العالمية، والشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبك). وأوضح أن مؤسسة البترول الكويتية تعد أول جهة نفطية وطنية تبحر في عالم استكشاف وتكرير النفط حول العالم، وخصوصا في أوروبا. وأكد أن شركتي البترول العالمية و«كوفبك» تبحثان دائما عن الفرص الاستثمارية المناسبة لإيجاد ملاذ آمن للنفط الكويتي في الأسواق العالمية وللمنتجات البترولية الكويتية في الخارج، وذلك لتحقيق استراتيجية مؤسسة البترول. وحول المصافي التي تساهم فيها الكويت في الخارج عبر شركة البترول الكويتية العالمية، أفاد انها تتمثل في مصفاة «ني سونغ» في فيتنام، والتي تعمل حاليا بطاقة تكريرية تبلغ 200 ألف برميل يوميا، إضافة الى مصفاة الدقم في عمان. وبين أن نسبة الإنجاز في مصفاة الدقم تبلغ نحو 15 في المئة، ومن المقرر أن تعمل بطاقة تكريرية مماثلة لمصفاة فيتنام، ليكون المجموع الإجمالي نحو 400 الف برميل يوميا يتم تكريرها من النفط الخام الكويتي. وحث القياديين في القطاع النفطي على تشجيع الشباب الكويتي لاستغلال فرص العمل بالقطاع النفطي في الخارج عبر شركات المؤسسة البترول، ليحصلوا على المزيد من الخبرة والتميز مما يساعد في نقل الخبرات الأجنبية إلى الكويت. وقال ان كل العاملين في القطاع النفطي يعملون على ترجمة الريادة العالمية إلى خبرات متراكمة داخل المشاريع العملاقة، التي ينفذها القطاع النفطي، لاسيما في المشاريع التي ترتبط بزيادة حجم الانتاج النفطي، أو المتعلقة بصناعة التكرير والبتروكيماويات. (كونا)
مشاركة :