أكد الرئيس التنفيذي في مؤسسة البترول الكويتية، هاشم هاشم، أن المؤسسة وضعت في خطتها الاستراتيجية 2040 مجموعة أهداف، أولها الحرص والاهتمام بتطوير وتمكين الشباب الكويتيين في القطاع النفطي «فهم الثروة الحقيقية للكويت بشكل عام وللقطاع النفطي بشكل خاص». وذكر هاشم في كلمته خلال ملتقى قياديي القطاع النفطي 2018-2019، أمس، أن الأهداف التي وضعتها المؤسسة «صعبة، ولكنها ليست مستحيلة، ووضعنا توجهات استراتيجية في كيفية الوصول لها وتحقيقها». وأشار في كلمته خلال الملتقى الذي نظمته شركة البترول الكويتية العالمية في نسخته العاشرة تحت شعار «ريادة عالمية» الى أن حقبة النفط السهل، بحسب المعطيات الآن، تقترب من نهايتها، وبالتالي تصبح عمليات استخراج النفط والمحافظة على الطاقة الإنتاجية المستهدفة أكثر تعقيدا وأكثر تكلفة من السابق، وذلك يرجع إلى استخدام وسائل مختلفة وأكثر تعقيدا لتطوير الحقول وعمليات الحفر العميق، إضافة إلى استخدام تطبيقات مختلفة لدعم المكامن كالغمر بالغاز أو الغمر بالماء أو البخار وغيرها، والتي تجعل تكلفة إنتاج البرميل باهظة. وذكر هاشم أن الملتقى السنوي المفتوح لقياديي القطاع النفطي يهدف الى استعراض ثمرات الجهد والتعاون، وما تم تحقيقه في العام الماضي والطموحات والإنجازات التي تسعى المؤسسة إلى تحقيقها. مستوى أفضل وحول مؤشرات الصحة والسلامة والأمن والبيئة، أوضح أن القطاع النفطي سجل معدل إصابات الحوادث الصناعية ذات الوقت المفقود بمستوى أفضل من الشركات المماثلة بالنشاط، وكذلك الحال للتسربات النفطية فقد سجل القطاع النفطي الكويتي معدلات أفضل، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي سجلته المنظمة الدولية لنفس القطاع. وقال: علينا كقياديين الالتزام بتشجيع الشباب والعمل على إبراز كفاءاتهم وتمكينهم من المشاركة الفعالة في جميع نواحي العمل، سواء كانت فنية أو إدارية، «وأنا كلي قناعة بأن الشباب الكويتيين هم من النوع الذي يقبل التحدي، فإذا تم توفير البيئة المناسبة من دعم وتوجيه، فسنرى كيف أن بإمكان هذا الشباب وبإصراره فعل الكثير لمواجهة التحديات وتجاوزها، والأمثلة التي مرت علينا في هذا المجال كثيرة». وأضاف: «لاحظنا في السنوات الأخيرة تحسنا في إدارتنا لتنفيذ مشاريعنا الكبرى بداية بمراحل إعداد الدراسات الأولية والتصاميم الهندسية، مرورا بإجراءات المراجعة والموافقات إلى مراحل التنفيذ والمتابعة الحثيثة التي يقوم بها الجميع من إدارات تنفيذية ومجالس إدارات، ومع هذا التحسن إلا أنه لايزال هناك فجوات ومواطن قصور في التنفيذ تحتم علينا إيجاد سبل أفضل لإنجاز هذه المشاريع في وقت أقصر». تحديات كبيرة ولفت هاشم الى أن الصناعة النفطية تمر بتحديات كبيرة ومتزايدة والمنافسة فيها تنمو يوما تلو الآخر «فهناك منافسة في الإنتاج وتأمين حصص أكبر في السوق ومنافسة في استخدام التكنولوجيا والحلول الحديثة ومنافسة في التحول السريع إلى بدائل للطاقة، لذا فالمسؤولية علينا كقياديين في إدارة هذا القطاع مسؤولية كبيرة، ولابد من تركيز جهودنا، وحث موظفينا للعمل كفريق واحد وبأسلوب عملي متكامل لمواجهة التحديات لنضمن تحقيق وتعظيم العائد على مواردنا». وأفاد بأنه لابد أيضا من «التركيز على تحقيق الاستفادة القصوى من الشركاء من شركات نفط عالمية لنا معهم اتفاقيات خدمات فنية واستشارية وشركات الخدمات والمقاولات النفطية المحلية والعالمية للعمل معا لمواجهة التحديات والمتغيرات في السوق، فللاستدامة في هذه البيئة الصعبة لابد من استخدام جميع الموارد المهيأة لدينا». وأضاف: لذلك فعلينا أن نركز على مبادرات تقنين المصروفات، ففي ظل المنافسة الكبيرة في الصناعة النفطية، وتعقيد عمليات استخراج النفط، فإن أهم أسباب النجاح والاستدامة في هذه الصناعة تكمن في التحكم بالمصروفات التشغيلية، فهي أحد معايير التميز في هذه الصناعة إن لم تكن أهمها. وأكد أن القطاع النفطي الكويتي هو الرافد الأساسي لاقتصاد الكويت، وهو الداعم لتقدمها وازدهارها: «لذا فإن المحافظة على هذا القطاع وتنميته لمستقبل الكويت والأجيال القادمة مرهون بأدائنا اليوم، إننا اليوم الركيزة التي تؤسس للأجيال القادمة». واقع ملموس وأعرب هاشم عن شكره لشركة البترول العالمية لجهودها في الترتيب وتنظيم الملتقى مباركا للجميع حلول شهر رمضان المبارك. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية الشيخ نواف السعود إن اتخاذ شعار «ريادة عالمية» لملتقى قياديي القطاع النفطي يأتي من واقع ملموس، حيث إن مؤسسة البترول الكويتية ومنذ تأسيسها في عام 1980 وهي تسعى الى تبوؤ مكانة عالمية. ولفت الشيخ نواف، في كلمته خلال الملتقى، الى أن المؤسسة لها مشاركات عالمية في الصناعة النفطية من خلال شركة البترول الكويتية العالمية (كيو إيت) والشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبك)، والمؤسسة هي أول شركة نفطية وطنية تبحر في عالم استكشاف وتكرير النفط حول العالم، وخصوصا في أوروبا. وبيّن أن شركة البترول العالمية وكذلك شركة كوفبك تبحث عن الفرص الاستثمارية تحقيقا لاستراتيجية المؤسسة وإيجاد ملاذ آمن للنفط الكويتي في الأسواق العالمية وللمنتجات البترولية الكويتية في الخارج تحت شعار شركة «كيو إيت». وحول المصافي التي تساهم فيها الكويت في الخارج من خلال شركة البترول الكويتية العالمية، أوضح الشيخ نواف أنها تتمثل في مصفاة ني سونغ في فيتنام، التي تعمل حاليا بطاقة تكريرية تبلغ 200 ألف برميل يوميا، إضافة الى مصفاة الدقم في عمان والتي يتم انشاؤها حاليا، وبلغت نسبة الإنجاز فيها نحو 15 في المئة، ومن المفترض أن تعمل بطاقة تكريرية مماثلة لمصفاة فيتنام، ليكون المجموع الإجمالي نحو 400 الف برميل يوميا، يتم تكريرها من النفط الخام الكويتي. خبرة وتميز وحث الشيخ نواف في كلمته القياديين في القطاع النفطي على تشجيع الشباب الكويتيين لاستغلال فرص العمل بالقطاع النفطي في الخارج من خلال شركات مؤسسة البترول، لافتا الى أن العمل في الخارج يمنح الشباب المزيد من الخبرة والتميز، ويساعد في نقل الخبرات الأجنبية الى الكويت. وفي تصريحات للصحافيين على هامش الملتقى قال الشيخ نواف إن شركة البترول الكويتية العالمية استعرضت الفرص المتاحة للموظفين الكويتيين في مكاتب الشركة الخارجية، ونقل تلك الفرص والخبرات إلى السوق المحلي، لافتا إلى أن الشركة حثت العاملين في القطاع النفطي للمشاركة في المشاريع الخارجية للبترول العالمية. وقال إن كافة العاملين في القطاع النفطي يعملون على ترجمة الريادة العالمية إلى خبرات متراكمة داخل المشاريع العملاقة التي ينفذها القطاع النفطي داخليا، سواء في مشاريع شركة نفط الكويت أو البترول الوطنية والبترولية المتكاملة والكيماويات البترولية، لاسيما في المشاريع التي ترتبط بزيادة حجم الإنتاج النفطي أو المتعلقة بصناعة التكرير والبتروكيماويات.
مشاركة :