ظروف الآراء وتداولها تشبه تفاصيل قصتنا مع أمطار الخير بدليل قصتين هما العفو الشامل ودية خالد نقا العازمي، فكلا الأمرين مطر منتظر يحمله سحاب خير مُرتجى، نريد جميعا أن يسقينا غيثه وتريد أرض تكاتف مجتمعنا أن تستمتع بهطوله ونفرح به بعد جفاف طويل. ظروف الطقس هنا تشبه كثيراً ظروف طقوس الآراء المتداولة، فكلاهما قد يختلف في العنوان، لكنه يتفق في التفاصيل، أمطار الخير التي هطلت علينا كانت عيداً أرضياً بعد جفاف طويل، لكن شوارع الملح الذائب وبعض مصارف المياه خذلتنا، فحولت فرحتنا إلى كَدر وخسائر، ذابت الشوارع وغرقت في شبر مية ربيع، وأصاب بعض مصارفنا تلبك معوي بعد عجز معدة بنيتها التحتية عن هضم كل هذا الكم من الأمطار، فتركتنا نغرق وهربت مولولةً نحو سواحل التبريرات الحلمنتشية التي نسمعها كل مرة!! ظروف الآراء هنا وتداولها تشبه تفاصيل قصتنا مع أمطار الخير بدليل قصتين هما العفو الشامل ودية خالد نقا العازمي، فكلا الأمرين مطر منتظر يحمله سحاب خير مُرتجى، نريد جميعا أن يسقينا غيثه وتريد أرض تكاتف مجتمعنا أن تستمتع بهطوله ونفرح به بعد جفاف طويل، فالعفو سيطوي صفحة مؤلمة طالت العديد من الأسر، والدية ستنهي أخيراً قصة أخرى غفر الله لأطرافها الحي منهم والميت، ولكن يأبى منطق بعض شوارع الآراء هنا ومصارف جعجعتها إلا أن يخذلنا كما خذلنا قبلاً جماد الشوارع ومصارفه!! عندما طرح قانون العفو الشامل هلت أخيراً تباشير أمطار حل لموضوع شباب المجلس، ولكن بقدرة قادر تحول الأمر إلى نقاش بيزنطي يخجل منه حتى أهل القسطنطينية وهم العارفون بشعاب جدالهم! ذابت شوارع المنطق والتعقل عند أغلب الأطراف، فصار طرف يتحدث عن العفو الشامل وكأنه بدعة دستورية محدثة مع أنه موجود نصاً في الدستور وله آليات معروفة، وطرف آخر تفنن في سيرك العرقلة، وطفق يضع العصا في دواليب مقترحات العفو واحداً تلو الآخر، زاجاً كل مرة بتفاصيل أخرى يعلم جيداً أنها لن تمر لكنها ستنهي مرور المقترح وتقفل الباب في وجهه، وطرف (وهو هنا من جانب المعارضة لا سواها) يتصرف وكأنه منتصر يفرض شروطه، وهذا وهم محض يرفضه الواقع، لكنه مقتنع بما سبق، فتجده رافضاً لأي تنازل من قبله كاعتذار أو استرحام يقدم لحكيمنا ووالدنا سيدي سمو أمير الإنسانية، حفظه الله ورعاه وأطال الله عمره، فهو كما عودنا دوما قادر أن يحتوي بقلبه كل أولاده في هذا الوطن، لكنهم مع الأسف ومع معرفتهم طريق الحل اختاروا العناد طريقا رغم عدم جدواه، حتى لو كان المقابل مستقبل شباب واعد!! كل مصارف العقل السياسي والقلب المجتمعي لن تستطيع تقبل كل هذا السيل من الهراء البيزنطي من مختلف الأطراف، والنتيجة طبعا غرق المقترح وذوبان شوارع المنطقية السياسية والمصلحة الوطنية! أما القصة الأخرى وهي دية خالد نقا، فرّج الله عنه، فهي حافلة بتفاصيل أخرى تنبئنا بتهالك البنية التحتية في بعض العقول، فالرجل قضى سنوات عديدة من عمره وراء القضبان، وبعدها أمطر الفرج، وقبل أهل الدم حقهم الشرعي الذي قضت به آيات السماء، وكالعادة ذابت قلوب بعض القوم كمداً مع كل "رشة" لأمطار الخير، فصاروا يولولون ويصورون الأمر وكأن الرجل لبث في سجنه يوماً أو بعض يوم لا عشرين عاما، ويجعلون من تكاتف قبيلته وأهل الكويت لجمع الدية رجعية يرفضها إتكيت المدنية! إتكيت المدنية الذي يعرفه تاريخنا الذي جسدته "فزعة اليوسفين" قديما وسيحرص عليه كل أهل الكويت مع كل "يوسف"، فكل كويتي هنا "عزيز" ولا عزاء لتحاسد بعض الإخوة في هذا الوطن الجميل، وقانا الله وإياكم شر بئر جدالهم!
مشاركة :