حثت دولة الإمارات، بصفتها رئيسة مجموعة منظمة التعاون الإسلامي، المجتمع الدولي على اتخاذ تدابير عملية وموحدة من أجل إنقاذ فرص السلام وتحقيق حل الدولتين، وأشارت إلى أن الوضع في فلسطين يعد هشاً. وأكدت لانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في البيان الذي ألقته بالنيابة عن المجموعة، خلال مناقشة مجلس الأمن ربع السنوية حول الوضع في الشرق الأوسط، بما في ذلك قضية فلسطين، التي عقدت مساء أمس الأول الاثنين، التزام منظمة التعاون الإسلامي بالتوصل إلى حل يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، ومرجعيات مدريد. شددت نسيبة على أنه من «الواضح أن الوضع على الأرض في المناطق الفلسطينية أصبح هشاً ولا يمكن إهماله بعد الآن، وأن النزاع قد أدى إلى زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط بشكل خطير، مما يمهد الطريق أمام الجماعات المتطرفة لنشر رسائل الإرهاب والعنف». ودعت إلى الاهتمام بالوضع الإنساني المتدهور في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، منوهة بأن إغلاق «إسرائيل» شبه التام لقطاع غزة لا يزال يضر بما يقرب من مليوني فلسطيني يعيشون في هذه المناطق، وأن الحظر الشامل للسفر ما عدا «الحالات الإنسانية الاستثنائية» والقيود الشديدة المفروضة على دخول البضائع وخروجها من غزة، أثرت بشدة على إمكانية حصول الفلسطينيين على الخدمات الأساسية.ودعت إلى تقديم الدعم إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» التي تقدم المساعدات لأغلبية سكان غزة، إضافة إلى اللاجئين في جميع أنحاء المنطقة.وسلطت الضوء على صندوق «وقف» لدعم اللاجئين الفلسطينيين والذي تم الإعلان عن إنشائه أثناء الدورة السادسة والأربعين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، التي عقدت في دولة الإمارات في مارس 2019، حيث يهدف الصندوق إلى تعزيز الوضع المالي ل«لأونروا» وتمكينها من مواصلة تقديم الإغاثة والخدمات الأخرى إلى اللاجئين الفلسطينيين بصورة مستدامة.وأكدت نسيبة، أهمية دفع الزخم الدولي لمواصلة تحقيق تقدم في العملية السياسية، مشيرة إلى الدور الحاسم الذي يقوم به المجتمع الدولي ومجلس الأمن في التوصل إلى حل عادل وشامل للنزاع، مجددة التأكيد أن الحل الوحيد الممكن تنفيذه لإنهاء هذا النزاع هو حل الدولتين.وشددت على أن الجهود المبذولة لتحقيق السلام والأمن الدوليين لن تنجح دون إنهاء الاحتلال «الإسرائيلي» للأراضي الفلسطينية والعربية، ودعت «إسرائيل» إلى وقف أنشطتها الاستيطانية غير القانونية، وإنهاء أية محاولات غير مشروعة لتغير الوضع القانوني للقدس. وذكرت أن أي اعتراف بالسيادة «الإسرائيلية» على مرتفعات الجولان السورية المحتلة لن يغير الوضع القانوني لهضبة الجولان بموجب القانون الدولي.وشددت نسيبة على الحاجة إلى توفير المساعدة والدعم اللازمين للفلسطينيين لتمكينهم من تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية، بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة. وأكدت في ختام بيانها، أن «منظمة التعاون الإسلامي لن تدخر أي جهد لتعزيز السلام والأمن الدوليين، من خلال دعم تحقيق حل الدولتين بحيث تعيش فلسطين و«إسرائيل» جنباً إلى جنب في تفاهم وسلام وازدهار».إلى ذلك أكدت السعودية في مجلس الأمن، أن القضية الفلسطينية هي قضيتها الأولى، وأن أي حل مقترح لا يشتمل على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشريف، لن يكتب له النجاح. جاء ذلك في كلمة المملكة في جلسة مجلس الأمن الدولي، التي ألقاها مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي.وأبان المعلمي أن «إسرائيل» أخفقت بشكل واضح في تنفيذ تعهداتها للوفاء بالتزاماتها الواردة في ميثاق الأمم المتحدة باستمرارها في الانتهاك الصريح لحقوق الإنسان، مشيراً إلى أن آخر الممارسات غير المشروعة كان إقدام «إسرائيل» على قانون يسمح لسلطات الاحتلال باحتجاز مخصصات وأموال ذوي الشهداء والأسرى الفلسطينيين من عائدات الضرائب، فضلاً عن استمرارها في بناء المستوطنات على الأرض الفلسطينية وانتهاك حرمة المقدسات الدينية.وحذرت روزماري ديكارلو، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، من تفاقم الصراع «الإسرائيلي» الفلسطيني ما لم يحدث تغيير في نهج الوضع السياسي، قائلة إن جهود الأمم المتحدة يجري تقويضها باستمرار. وقالت ديكارلو لمجلس الأمن الدولي إن الآمال المتعلقة بحل الدولتين يجري استبدالها ب«المخاوف المتزايدة من الضم في المستقبل». وأضافت: «إن إمكانية إقامة دولة فلسطينية قابلة للبقاء ومتواصلة ما زالت تتآكل بفعل الحقائق على الأرض (الاستيطان)». وقالت إن المستوطنات «الإسرائيلية» في الأراضي الفلسطينية لا تزال تتوسع في انتهاك للقانون الدولي. وأضافت: «لا يمكن إدارة النزاع إلى الأبد»، مضيفة أن الفشل في تغيير النهج السياسي سيعني مزيداً من التدهور في الوضع مع اصطباغ جميع الأطراف بالراديكالية، مما يعني المزيد من المعاناة والصراع. وذكرت أيضاً أن أربعة من سبعة فلسطينيين قتلوا على أيدي جنود «إسرائيليين» في الربع الأول من العام الجاري، كانوا أطفالاً.ووصف مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، مجلس الأمن، بالمشلول حيال تنفيذ وتطبيق قراراته حول إلزام «إسرائيل» ومحاسبتها ووضع حد لجرائمها بحق الفلسطينيين، داعياً إياه للتحرك واتخاذ مواقف وخطوات عملية وعدم استثناء القضية الفلسطينية.وأعلن مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، عن تأييد موسكو إرسال بعثة تابعة لمجلس الأمن الدولي إلى الشرق الأوسط لتسوية الصراع بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين».وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول الشرق الأوسط: «من الضروري تكثيف الجهود الدبلوماسية الجماعية فوراً، من أجل عدم السماح بفشل الجهود التي بذلها المجتمع الدولي لضمان الظروف لتحقيق الحل الوحيد القابل للحياة، ألا وهو حل الدولتين الناجم عن مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين و«الإسرائيليين». (وكالات)
مشاركة :