رفض المحلل السياسي فهد الديباجي الرواية التركية التي تقول إن الشاب الفلسطيني زكي مبارك، المتهم بالتجسس لصالح الإمارات، أقدم على الانتحار في السجون التركية. وتفصيلاً، قال الديباجي إن السلطات التركية هي التي قتلت مبارك عمدًا بعدما رفض الاعتراف بالتجسس لصالح الإمارات، مستشهدًا على صحة كلامه بالصمت الذي التزمت به قناة الجزيرة القطرية المتواطئة مع النظام التركي. وقال الديباجي: "لا شك أن الرواية التركية لا تتماشى مع العقل، ولا يمكن أن يقبلها المنطق، ولا يمكن تصديقها في جميع مراحلها منذ اعتقاله واتهامه بالتجسس، حتى مقتله". مؤكدًا أن هناك غموضًا يلف الحادثة. وأضاف: "دولة مثل تركيا، التي قتل ضابط الأمن والحماية فيها علانية السفير الروسي أمام شاشات التلفزيون، من الطبيعي أن يسهل عليها قتل سائح أو زائر أو أي مواطن، واتهامه بتهم باطلة، ثم تلفق له تهمة الانتحار. وهي عمومًا ليست الحادثة الأولى من نوعها في تركيا، لكن هذا التبرير مخجل، وغير معقول، وغير مقبول، وأعتقد أنها لن تمر على أردوغان وتركيا بسلام أو بسهولة". ورأى الديباجي أن "ما وقعت فيه تركيا فشل مشترك بينها وبين قطر للإضرار بسمعة الإمارات في قضية تجسس وهمية؛ إذ حاولتا أن تستغلا فيها شخصًا بريئًا؛ لأن خروجه من السجن سيكون ورقة ضغط وفضيحة على تركيا، وسيكشف خبثهم ومكرهم وكذبهم؛ لهذا اتجه نظام أردوغان إلى تصفيته كعملية تنظيف استخبارية مكشوفة؛ وهو ما يؤكد أن نظام أردوغان يقوم بتصفية من يتوجس منهم، أو أنه قُتل تحت التعذيب، وتخلصت منه بعد رفضه الموافقة على اتهام الإمارات بالتجسس والإقرار بالتجسس. وأردف: ما يؤكد ذلك هو الصمت المطبق من قناة الجزيرة صاحبة مقولة "الرأي والرأي الآخر" كذبًا وزورًا، ورفض التعليق على الحادثة، وكأنه صمت القبور، وكأن الحادثة لم تحدث تمامًا، وليس لها وجود، فضلاً عن أن الصمت من المنظمات والصحف والقنوات الدولية والإعلام الغربي وبقية الإعلام المؤدلج شيء يثير الريبة، ويؤكد أن وراء الأكمة ما وراءها، وهذا ما يجعلنا نخاف على مَن في السجون التركية التي بها عشرات الألوف من الأبرياء ومئات الصحفيين، وكلهم مهددون بأن يحدث لهم ما حدث للفلسطيني زكي مبارك من اغتيال في زنزانته. وهنا يجب على العالم التحرك لإنقاذهم. واختتم بالقول: ليبقى السؤال الأهم الذي يؤكد ارتباط تركيا بالجريمة، ومحاولة التغطية على حدث مهم، يهم المجتمع الدولي، هو ظهور البغدادي للعالم بفيديو بعد اختفائه منذ ٢٠١٤: لماذا ظهر البغدادي في هذا الوقت؟
مشاركة :