أيمن حسن- سبق: يلفت الكاتب الصحفي صالح الشيحي النظر إلى انتشار جريمة عقوق الوالدين في المجتمع، والتي تتجلى في ترك الآباء والأمهات في المستشفيات ومراكز النقاهة ودور العجزة، وصولاً إلى جريمة الاعتداء عليهم من قبل الأبناء، محذراً من تجاهل الإعلام والمجتمع لهذه القضية. وفي مقاله عقوق! بصحيفة الوطن يقول الشيحي: هذا أمر لافت.. يتفاعل المجتمع مع جريمة أب يقتل ابنه أو ابنته.. أو أب يعتدي على طفلته، لكنه يصمت صمت القبور عند جريمة قتل ابن لوالده أو لوالدته.. لا شك أن الانتصار للأطفال وقضايا الأطفال أمر مطلوب ومهم.. بل وينبغي أن يكون على رأس اهتماماتنا، وتتضاعف الجهود المبذولة لحماية الأطفال من الإيذاء بأنواعه.. لكن تجاهل قضايا المسنين أمر غاية في السوء! قبل أشهر، قتل شاب والده بصورة بشعة.. انهال عليه طعنا حتى أرداه قتيلا.. نهاية مأسوية والعياذ بالله.. لم يرف للمجتمع جفن.. مرت الجريمة البشعة بهدوء.. كأننا أمام حادث مروري عابر.. مرت دون تصريح أو مقال أو برنامج أو حتى مداخلة هاتفية، أو هاشتاق بأسماء وهمية!. ويعلق الشيحي قائلاً: هذه حلقة واحدة من مسلسل القسوة الذي يتعرض له بعض كبار السن في مجتمعنا المحافظ.. الحلقة الأسوأ هي حلقة دور العجزة ـ الأربطة ـ وأقسام التنويم في المستشفيات.. التي تتكدس بكبار سن لا أحد يسأل عنهم ـ نعوذ بالله من العقوق ـ أقول دوما إننا أمام قضية لم تنل نصيبها من الاهتمام، أعني القسوة التي يتعرض لها كبار السن!.. زيارة واحدة ـ حتى وإن كانت عن طريق الخطأ ـ للمستشفيات تصدم بكبار سن يحتلون أسرة دون حاجة ماسة لها.. تسأل عن السبب يقال لك: يعانون متاعب الشيخوخة، ولا أحد يسأل عنهم، أو يريدهم!. ويضيف الكاتب منتقداً الأبناء: ليس أسوأ من الذين يقتاتون على راتب بناتهم وزوجاتهم بالقوة الجبرية، سوى هؤلاء الذين يتصدرون المجالس العامة بشواربهم الطويلة، بينما آباؤهم وأمهاتهم يعيشون على هامش الحياة في المستشفيات ومراكز النقاهة ودور العجزة، لا أحد يتفضل عليهم حتى بالاتصال!. وينهي الشيحي قائلاً: يبدو أن علاقة بعض أفراد المجتمع بكبار السن بحاجة لترميم!.
مشاركة :