الفنان التشكيلي فارس محمد إدريس، أحد الذين برعوا في تصميم المجسمات الفنية الكبيرة، لفت الأنظار إليه حين حصد جائزة تصميم شعار الخطوط السعودية في احتفالاتها بمرور 40 عاما. يفتح قلبه لـ«عكاظ» ليروي قصة بداية دخوله مجال الفن التشكيلي، وأبرز العقبات التي واجهته وكيفية التغلب عليها، إضافة إلى قصة الجائزة التي تلقاها من الملك فيصل وما زال محتفظا بها منذ عقود، وكيفية حصوله على المركز الأول في تصميم شعار مرور الأربعين عاماً على تأسيس الخطوط الجوية العربية السعودية.يقول عن بدايته بالفن التشكيلي أحببت ممارسة الفن التشكيلي منذ نعومة أظافري بالرسم على (الجدران)، وعانيت الكثير بسبب هوايتي، إذ كان والدي -رحمه الله- يضربني عند رسمي على الجدران، ولكن ما شدني لممارسة هذه الهواية هو أنني تربيت وترعرعت في محافظة الطائف، لما تحتضن هذه المنطقة من طبيعة خلابة، بـ احتوائها على العديد من الأشجار والجبال والسحب، وهو ما قد تفتقده طبيعة المحافظات والمدن الأخرى وكان هذا الشعور يحفزني للرسم.وحول انطلاقته الفعلية، قال «في عمر الـ10 أعوام، عندما رسمت صورة سمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، وأهديته إياها، فكافأني بساعة مكتوب عليها اسمه، وما زلت محتفظا بالساعة إلى يومنا هذا لأكثر من 50 عاما».وحول جائزة تصميم الشعار الخاص بالخطوط السعودية بمناسبة مرور 40 عاما، قال إدريس «عندما كنت أعمل في إدارة الدعاية والإعلان كنت في اجتماع مع مدير الإدارة آنذاك، ووجدت على طاولته عملا فنيا يدل على أن لدى السعودية نية في الاحتفال بمرور 40 عاما، وقد قامت بتصميمه شركة إنجليزية، فطلبت منه أن يعطي فرصة لنا كفنانين داخل الخطوط السعودية، وبالفعل تم لنا ذلك وكونت لجنة لاختيار الشعار الأجمل واختير تصميمي وفاز بالمركز الأول». وانتقد إدريس عدم إتاحة الفرصة للموهوبين والمبدعين من الفنانين في التصميم، والاستعانة بشركات يمكن الاستغناء عنها بوجود القدرات السعودية المميزة، وقال «يجب إعطاء المجال لأبناء الوطن لإثبات وجودهم وقدرتهم على تقديم العمل الفني كالمجسمات الجمالية التي تتناسب مع قيمنا وتراثنا، وعلى الأمانات في محافظات ومدن المملكة الاهتمام وتبني الأعمال الجيدة وتشجيع الفنان السعودي بتطوير نفسه حتى يصل إلى العالمية، قمت بتصميم 3 مجسمات، وعرضتها على أمين جدة السابق هاني أبو راس، وأمين مدينة مكة المكرمة السابق لكن لم أَجِد التفاعل بالشكل المطلوب، وأطالب كافة الجهات الحكومية دون استثناء بدعمنا وتبني أفكارنا التي يمكن أن تضيف لمسة جمالية على مدننا».