«الحرف» يغني في معرض دبي للخط العربي

  • 5/4/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: محمدو لحبيب «تراث كرَم الحرف والقلم»، ذلك هو شعار الدورة العاشرة من معرض دبي الدولي للخط العربي، ويشارك فيه أكثر من خمسين فناناً، من عدة بلدان: مصر والجزائر والمغرب والإمارات، وتونس والبحرين والسعودية والكويت وتركيا وإيران والصين وغيرها. لوحات عديدة تجلت فيها عبقرية ورصانة الخط العربي، وتنوعت أساليبها ما بين التقليدية الكلاسيكية ومحاولات التحديث سواء في المضامين أو الشكل، وأبرزت الاختلافات التي طرأت على الخط العربي وهو يُحتضن في ثقافات مختلفة لا يجمع بينها سوى الانتماء للتراث الإسلامي الذي نشأ وتطور فيه ذلك الخط. أفكار كثيرة ومتنوعة ومرتبطة بذلك التراث تبرز في أرجاء المعرض، وتتوزع على عدة أقسام كالكلاسيكي، وقسم الخط المعاصر، وقسم الزخارف، وقسم المعرفة التفاعلي، وقسم الأطفال. وعن هذه الدورة وتفاصيلها وما تمثله من أهمية بالنسبة للدولة وبالنسبة للفنانين الإماراتيين من خلال احتكاكهم بتجارب متميزة في مجال الخط العربي، أبرز الدكتور صلاح القاسم المستشار بهيئة الثقافة والفنون في دبي والتي تنظم المعرض أهميته فقال: «لدينا مشاركات متنوعة من عدة دول من العالم، وبتجارب مختلفة في مجال الفن الكلاسيكي والمعاصر، وفنون الخط الأخرى، ولا شك في أن هذا المعرض يمثل فرصة طيبة، للمهتمين بهذا المجال، أن يروا كل هذه التجارب في دولة الإمارات». وأضاف القاسم متحدثاً عن تأثير المعرض في الخطاطين المحليين في الدولة وفي تجاربهم قال: «لقد أردنا الاستفادة من وجود هؤلاء الخطاطين العالميين لنقل خبراتهم وتجاربهم إلى الخطاطين المحليين بغية الاستفادة منها، وكذلك إطلاع الجمهور المهتم بهذا الفن العريق على أجمل اللوحات». وأكد القاسم على ازدياد مشاركات الفنانين الإماراتيين في المعرض منذ دورته الأولى التي انطلقت سنة 2004 وحتى دورته العاشرة الحالية، كما تحدث القاسم عن الاهتمام الكبير للمعرض بالأطفال حيث يُقيم لهم يومياً وبالتعاون مع المدارس ورشاً تعليمية للخط، كما أبرز كذلك وفي نفس الإطار الورش التدريبية والمحاضرات للكبار. تنوع المشاركين في المعرض جعل اللوحات فيه تتمايز من خلال استخدامها لتقنيات مختلفة، رغم أنها في بعض الأحيان تكون محملة بنفس المضمون، فمثلاً في كتابة الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية الشريفة، تتباين اللوحات وتعكس تلك الثقافات المختلفة للمشاركين. شيماء شيناز من تركيا تشارك بلوحتين تضم إحداهما كتابة للبسملة، والأخرى ضمت أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم إضافة للآية القرآنية الكريمة «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، وعن مشاركتها واختياراتها الفنية تلك تقول شيناز: «هذه أول مرة أشارك فيها في المعرض بعد أن تلقيت رسالة من الهيئة، واخترت أن أبرز كتابة البسملة بالطراز الذي يعود إلى القرن السادس عشر، لجمال ذلك الأسلوب وعراقته، واللوحة الأخرى اخترت أن أجعلها على شكل باقة ورد تحيط بأوصاف النبي صلى الله عليه وسلم، في تصميم ينتمي للمدرسة الحديثة، وهو تعبير عن ذلك الحب الذي يسكن قلوبنا كمسلمين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم» الخطاط المغربي بلعيد حميدي اختار أن يقدم لوحتين بالخط الأندلسي المغربي القديم ويقول عن ذلك: «اخترت الاهتمام بهذا الخط لأنه للأسف لم يعد مستخدماً كثيراً، وربما يواجه شبح الانقراض، رغم أصالته وأهميته فهو يعود في نشأته إلى القرن السابع الهجري الموافق للقرن الثالث عشر الميلادي، فقد كانت معظم المصاحف القديمة في منطقة المغرب العربي تكتب به»، وعن مشاركته في المعرض وأهميتها بالنسبة له كخطاط محترف قال حميدي: «هذه مشاركتي الثالثة في معرض دبي الدولي للخط العربي، وأضافت لي شيئاً جديداً وهو لقاء فنانين كثر، وتلهمني هذه المشاركات أن آتي في كل مرة بالجديد ضمن الأصل الذي أحاول المحافظة عليه». الخطاط والنحات الإماراتي مطر بن لاحج شارك بمنحوتة تظهر أسلوبه المتميز في دمج الفن الحديث بالخط العربي الأصيل، ويقول عن المعرض: «معارضنا في دبي راقية، والفنانون المشاركون فيها يمثلون الصفوة في هذا المجال، وهم يعرفون جيداً ما معنى المشاركة في معرض دبي الدولي للخط، كونه محطة مهمة في مسيرة أي خطاط». وأكد ابن لاحج أن المطلوب حالياً هو إيجاد طريقة تترجم ما يزخر به هذا المعرض من لوحات وإبداعات، وتوصلها إلى الجمهور العادي لتنمي عنده الذائقة الجمالية لهذا الفن، وأن لا يقتصر الأمر على حضور المتخصصين فقط. وعن المنحوتة التي يشارك بها أبرز ابن لاحج أنها تمثل ما يسمى «عين الخط العربي»، وأنها حاولت كسر الأبعاد، حيث ظهرت طاقة الخط في وسط الدائرة، وشدد على أنه تعمد مخالفة القيود الخطية التقليدية في عمله، بغية تحفيز المتفرج على الحيرة والتساؤل. الفنان الإماراتي عمران البلوشي يشارك لأول مرة في المعرض، ويقول إن مشاركته تضيف له عن طريق الالتقاء بأبرز الخطاطين في العالم، ويضيف: «شاركت بلوحة واحدة لكني حاولت من خلالها إبراز قيمة التسامح، والتي تحتفي الإمارات بها من خلال عام التسامح الحالي».

مشاركة :