أبدت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، أمس الجمعة، رفضها لأسلوب «المصالحات» الذي تقترحه دمشق من أجل تحديد مصير مناطق سيطرة الأكراد في شمال شرق سوريا، مؤكدة في الوقت ذاته استعدادها للحوار مع الحكومة السورية، فيما كشف القائد العام ل «قسد»، مظلوم عبدي، أنها تخوض مفاوضات غير مباشرة مع تركيا، مؤكداً الاستعداد لحل المشاكل العالقة عبر التفاوض وبطرق سلمية «لكن بشروط»، في وقت أقيمت بإشراف «قسد» ملتقيات عشائرية طالبت بخروج القوات التركية من ريف حلب الغربي والشرقي. في حين أكدت أنقرة أن واشنطن تبدي نوعاً من المرونة بشأن إقامة المنطقة الآمنة في سوريا.وقال عبدي في كلمة ألقاها أمام مؤتمر للعشائر في مدينة عين عيسى «لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نعود إلى فترة ما قبل 2011»، مضيفاً «نؤكد أيضاً أنه لا يمكن حل المشاكل الموجودة والمسائل الكبيرة في المنطقة عن طريق المصالحات أو أساليب أخرى». وأكد عبدي الاستعداد «للحوار مع النظام السوري» للتوصل إلى «حل شامل». وشدد على أنه لا يمكن بلوغ أي «حل حقيقي» من «دون الاعتراف بحقوق الشعب الكردي كاملة دستورياً، ومن دون الاعتراف بالإدارات الذاتية»، فضلاً عن القبول بدور قوات سوريا الديمقراطية في حماية المنطقة الواقعة تحت سيطرتها مستقبلاً. ودافع عبدي عن بقاء قوات التحالف في سوريا، وكذلك القوات الروسية التي تدعم منذ عام 2015 قوات الحكومة في معاركها ضد الفصائل المعارضة والارهابيين على حد سواء، وأسهمت في تحقيق انتصارات كبيرة لمصلحة دمشق. وقال: إن وجود القوتين «مشروع حتى تطهير كل الأراضي السورية من رجس الإرهاب». وأضاف «ما دام الإرهاب موجوداً، فإن دور قوات التحالف والقوات الروسية ما زال مطلوباً، وما زال ضرورياً».وكشف عبدي أن هناك مفاوضات غير مباشرة تخوضها «قسد» عبر وسطاء مع تركيا، وأكد استعداد «قسد» للتفاوض «وحل المشاكل العالقة عبر المفاوضات وبطرق سلمية ولكن بشروط». وأوضح أن «قسد» أنها جاهزة للنظر إلى مطالب الدولة التركية بشأن الحدود، ولكنه طلب منها في الوقت نفسه عدم التدخل في الشؤون السورية، واحترام سيادة الدولة السورية.من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع التركي خلوصي أكار لقناة (إن تي في) التلفزيونية أن الولايات المتحدة تبدي قدراً من المرونة فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة المزمع إقامتها شمال شرقي سوريا. وأشار إلى أن المباحثات التي أجراها الأربعاء مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري والوفد المرافق له «كانت مفيدة وإيجابية». وذكر أكار أنه ناقش مع الوفد الأمريكي جميع وجهات نظر ومواقف وعروض وطلبات تركيا حيال المنطقة الآمنة في سوريا. وشدد على أن تركيا لا تقبل أن يكون هناك تهديد إرهابي ضدها وضد شعبها وحدودها في منطقة شرق الفرات بسوريا، إذ ستعمل على اتخاذ جميع التدابير اللازمة في هذا الصدد.(وكالات)
مشاركة :