ملَف الإسكان ما زال مفتوحاً

  • 5/5/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

آخر ما سمعناه هو سُوء اسْتِغْلال بدل الإيجار وما قيل عن تزوير لأربعمئة حالة زواج، إلا أن هذا يعكس جانباً من أزمة الإسكان والتي تتضخم وتكبر دون أن يوضع لها حل عملي ومناسب لأصحاب الطلبات. ما يقال عن معالجة الأزمة الإسكانية وتحت قبة عبد اللَّه السالم، يبدو أنه لا علاقة له بالواقع ولا بأصل الأزمة. ما يحصل من توزيعات قسائم على المخطط من دون الحصول على السكن فعلياً مسألة في غاية الأهمية نظراً للمدة الطويلة لتحقيق هذه الأمنية وقد تطول لعشرة واحياناً تتعدى العشرين سنة كي يحصل المواطن المستفيد من هذا الامتياز، بخلاف ما تكلف به الحكومة من دفع بدل إيجار إلى حين يتم الاستحقاق. وبحسب الأرقام المنشورة من قبل المؤسسة العامة للرعاية السكنية، هناك نحو 94 ألف طلب مقدم من مواطنين.. أنا لست من القائلين ان حكومتنا تبيعنا الوهم، فهذا حديث بالسياسة وأَلاعيبها ولا يجوز أن نبخس حق الدولة بالسعي لتوفير المسكن لمن يستحقه وقد بذلت جهوداً في هذا الشأن ليس من أمس بل من الخمسينات وأخذت على عاتقها هذا الدور، لكن نحن ننتقد الخطأ والإهمال وهدر المال العام وسُوء الإدارة الحكومية بتلزيم وتنفيد مشاريع المدن والمناطق السكنية، وهذه هي مشكلتنا.. وإن كنا نقدر للوزيرة جنان بوشهري ما أنجزته وما تواجهه من مشاكل فهذا لا يعني أن المشكلة انتهت. هناك أسئلة ما زالت محل تساؤل، إذا كانت المدن الحدودية الجديدة سواء بالمطلاع أو بمدينة صباح الأحمد هي ما تشغل الحكومة وأجهزتها التنفيذية فان هناك أخطاء ارتكبت وانعكست سلباً على الملف الإسكاني… أخطاء ظهرت أولاً في مدينة صباح الأحمد كشفتها الأمطار التي جاءتنا هذه السنة وكانت كافية لمعرفة أوجه الخلل من غياب للصرف الصحي وعدم وجود بنَى تحتية مناسبة وتلاعب من قبل المقاولين في ظل غياب المراقبة والمحاسبة، والتي يفترض أن تناط بوزارة الأشغال تحديداً كونها المسؤولة عن هذا القطاع. وإذا اتجهت شمالاً نحو المطلاع فستسمع كل يوم حكاية عن تعثر المشروع والشكاوى الدائمة التي لم تتوقف ونسبة الإنجاز ما زالت أقل من المطلوب.. ربما كانت عوامل أخرى لها علاقة بالأزمة والمرتبطة بالتمويل. ووفقاً للبيانات المعلنة من طرف هيئة الإسكان يصلهم سنويا 8 آلاف طلب إسكاني جديد في الوقت الذي تلتزم فيه الهيئة بتوزيع 12 ألف وحدة سكنية كل سنة وطبعا هذا التوزيع على الورق!.. الموضوع متشعب وفيه عدة أطراف تحمل المسؤولية، لكن هل الحل كما يقال بالمدن الحدودية المنتظرة، أم بأسلوب وعقلية إدارة تلك المشاريع؟ راجعوا ذاكرتكم وانظروا إلى الكويت في الخمسينات وكيف نفذت المناطق السكنية المحاذية للسور وتحت أي مواصفات وبأي فترة زمنية أَنجَزَت، وقارنوا بين الأمس واليوم. د. إبراهيم بهبهانيebraheem26.com @babhani26

مشاركة :