أخذ التصعيد في قطاع غزة عشية شهر رمضان المعظم، منحى تصعيدياً، وارتفع عدد شهداء العدوان منذ أمس الأول الجمعة، إلى سبعة بينهم أم حبلى ورضيعتها البالغة 14 شهرا، وعشرات الإصابات، ومن بين الشهداء اثنان قضيا برصاص الاحتلال خلال مسيرات العودة على حدود القطاع، الجمعة، وخمسة بالقصف العنيف الذي يشنه الاحتلال على المواقع الفلسطينية، منهم ثلاثة ارتقوا أمس، بالغارات «الإسرائيلية»، ورغم دخول الوساطة المصرية خط الأزمة لاحتواء التصعيد وتثبيت التهدئة ومنع الحرب، صعد الاحتلال قصفه، وأغلق الحدود البرية والبحرية بشكل كامل مع القطاع، كما أغلق المجال الجوي لمسافة عشرة كيلو مترات حول القطاع، وزعم أنه استهدف نفقاً للمقاومة ومواقع عسكرية، ورداً على ذلك قصفت الفصائل الفلسطينية المستوطنات بأكثر من 200 صاروخ، بعضها وصل إلى حدود «تل أبيب»، بينما توعدت بتوسيع دائرة النار وبرد أقسى وأكبر، وقصف مفاعل «ديمونا» و«تل أبيب»، فيما دوت صافرات الإنذار في «تل أبيب» وأسدود وعسقلان، ولاحقا قررت «إسرائيل» توجيه ضربة قوية لغزة تستمر لأيام عدة.وتواصل الطائرات والمدفعية «الإسرائيلية»، قصف مواقع المقاومة ومواقع مدنية في قطاع غزة. وأدى القصف، أمس، حسب وزارة الصحة الفلسطينية، إلى استشهاد فلسطيني وأم حبلى ورضيعتها وإصابة العشرات بجروح مختلفة. وأكدت الصحة، أن الشهيد يدعى عماد نصير (22 عاماً) من سكان بلدة بيت حانون التي وقعت فيها معظم الإصابات، والأم تدعى فلسطين صالح أحمد أبو عرار (37 عاماً) وهي حبلى، ورضيعتها صبا محمود أبو عرار.وشنت الطائرات «الإسرائيلية» عشرات الغارات التي استهدفت عشرين نقطة رصد للمقاومة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، وسلسلة من المواقع العسكرية التابعة ل«كتائب القسام» و«سرايا القدس» داخل القطاع، كما قصفت المدفعية «الإسرائيلية»، نقاط الرصد على الحدود الشرقية والأراضي الزراعية المفتوحة، حيث سقطت إحدى القذائف على منزل في خان يونس.ووسعت المقاومة الفلسطينية دائرة الاستهداف من مستوطنات غلاف غزة إلى مدينة عسقلان شمال القطاع، كما وصلت قذائف صاروخية إلى مناطق قريبة من مدينة القدس المحتلة و«تل أبيب». وأطلقت المقاومة عشرات القذائف الصاروخية على فترات متقطعة عبر غرفة العمليات المشتركة، التي أعطت الضوء الأخضر للفصائل للرد على الاحتلال.وأعلن جيش الاحتلال، أن صاروخاً سقط في «كريات جات» جنوب «تل أبيب» تسبب بإصابة «إسرائيلية» بجروح خطيرة، وقال إنه رصد إطلاق أكثر من 200 صاروخ من قطاع غزة منذ ساعات صباح أمس، وأكد أن مقاتلاته أغارت على 70 هدفاً لحركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في أنحاء متفرقة من غزة. وذكر الجيش، أن من بين الأهداف المستهدفة عدة مجمعات عسكرية تابعة ل«حماس» داخل مدينة غزة وفِي كل من حيي الشجاعية وتل الهوا، قائلاً إنها تستخدم لإنتاج وسائل قتالية. وأضاف أن أحد المجمعات يستخدم من قبل القوة البحرية التابعة ل«حماس» إضافة إلى مجمع عسكري مشترك ل«حماس» و«الجهاد» في بيت لاهيا. كما أغارت مقاتلات الاحتلال على عدد من المجمعات العسكرية ل«الجهاد» في أحياء دير البلح وتل السلطان والشاطئ وخان يونس. وبحسب البيان، جرى «استهداف منصتيْ إطلاق صواريخ وعدد من مواقع الرصد على خط الحدود».وأعلنت سلطة الطيران «الإسرائيلية» إغلاق المجال الجوي بمحيط 10 كيلومترات من حدود قطاع غزة أمام حركة الطائرات المدنية حتى اليوم الأحد، كما أعلنت عدد من التجمعات «الإسرائيلية» في تخوم القطاع فتح الملاجئ، فيما وجه الجيش «الإسرائيلي» بمنع التجمعات لأكثر من 300 شخص في تخوم القطاع. وقررت سلطات الاحتلال، إغلاق بحر غزة بشكل كامل في وجه الصيادين الفلسطينيين. وأبلغت وزارة الشؤون المدنية الصيادين بقرار الاحتلال بإغلاق البحر بشكل كامل، مؤكدة أنها ستقوم بمنع دخول أي شخص أو مركب للبحر تحت أي شكل أو مبرر، كما أنها أغلقت المعابر البرية مع القطاع.ورغم القصف «الإسرائيلي» فإن آلاف الفلسطينيين شاركوا في تشييع 4 شهداء ارتقوا في قصف «إسرائيلي» واستهداف متظاهري مسيرة العودة شرق قطاع غزة، الجمعة، وسادت أجواء الغضب التشييع وسط دعوات بتصعيد المقاومة والرد على جرائم الاحتلال. وقالت «حماس»، إن اثنين من أعضاء ذراعها المسلح قتلا، وأصيب 3 آخرون، عندما قصفت «إسرائيل» أحد مواقعها وسط غزة أمس الأول.وتهدد المقاومة الفلسطينية بتوسيع دائرة الرد لتصل «تل أبيب» ومناطق واسعة داخل الأراضي المحتلة إذا وسعت «إسرائيل» دائرة الاستهداف. وهددت «سرايا القدس» باستهداف مواقع استراتيجية داخل الأراضي المحتلة بصواريخها، وعبر فيديو قصير، ظهر مقاتلون من «السرايا»، وهم يعدون الصواريخ بعيدة المدى للانطلاق. وأظهر الفيديو بعض الأهداف التي تنوي «السرايا» قصفها مثل ميناء أسدود، ومفاعل «ديمونا»، ومطار «بن غوريون» ومصافي النفط في حيفا، كما توعدت «حماس» الرد بقوة على الاعتداءات، في حين أكدت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، «أن لا خيار أمام الشعب الفلسطيني، إلا باستمرار المقاومة فهي القادرة على ردع الاحتلال». وأكدت «لجان المقاومة في فلسطين» بأن كافة الخيارات مفتوحة للمقاومة في الرد على العدوان على قاعدة القصف بالقصف والدم بالدم.وهددت «الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية» «إسرائيل» برّد أقسى وأكبر وأوسع في حال استمرار تصعيدها في قطاع غزة، وأعلنت، مسؤوليتها عن قصف مواقع الاحتلال ومستوطناته في «غلاف غزة»، بعشرات الرشقات الصاروخية، وذلك رداً على الاعتداءات المتواصلة، وتعمده استهداف واغتيال المقاومين في المواقع العسكرية. وأكدت الغرفة، أنها تتابع عن كثب سلوك الاحتلال ومدى التزامه بوقف العدوان على الشعب الفلسطيني وسترد على عدوانه وفق ذلك.ولتفادي طبول الحرب بذلت مصر جهوداً حثيثة مع الحكومة «الإسرائيلية» والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة في مسعى لمنع انزلاق الأمور نحو عملية عسكرية «إسرائيلية» واسعة ضد قطاع غزة بعد التطورات الدراماتيكية التي شهدتها الساعات الأخيرة. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة، إن «مسؤولين مصريين يقومون باتصالات واسعة ومكثفة مع الحكومة «الإسرائيلية» والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لمنع انزلاق الأمور نحو عملية عسكرية «إسرائيلية» ضد القطاع».وعقد رئيس أركان الجيش «الإسرائيلي» أفيف كوخافي «اجتماعا أمنياً» بمشاركة كبار المسؤولين في الجيش «الإسرائيلي» لتقييم الأوضاع. ولاحقا، وصل رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بصفته وزير الحرب إلى مقر وزارته في «تل أبيب»، وبدأ اجتماعاً أمنياً. وقال مسؤول «إسرائيلي» كبير، على اطلاع بالمشاورات التي أجراها نتنياهو مع قادة الجيش، إن التقديرات تشير إلى أن العودة للهدوء على جبهة قطاع غزة، لن تأتي على الفور، «وأمامنا يومان أو ثلاثة أيام من القتال». وأضاف المسؤول، أن نتنياهو أعطى أوامره خلال المشاورات بتوجيه ضربة قوية إلى قطاع غزة.(وكالات)
مشاركة :