إسرائيل تصعِّد ضد غزة عشية رمضان... ومصر تتحرك

  • 5/5/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بعد نحو 4 أسابيع من الهدوء النسبي، على إثر تفاهمات للتهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل رعتها مصر والأمم المتحدة، وعشية شهر رمضان المبارك، توتّر الوضع الميداني بين الجانبين، في حين تحركت القاهرة لإعادة الهدوء. قبيل شهر رمضان المبارك، وفيما يشكل خرقاً جديداً للهدنة الهشّة بين الجانبين، تصاعد العنف عبر الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، اعتبر الأعنف منذ أسابيع، وأدّى قصف متبادل بين الطرفين الى مقتل 5 فلسطينيين وجرح العشرات، في وقت فتحت بلدية أشدود المخابئ والملاجئ، وقررت إدارة شواطئ مدينة عسقلان إغلاقها أمام المصطافين، بعد إطلاق عشرات القذائف الصاروخية من داخل غزة على المستوطنات المحيطة بالقطاع، مما دفع برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى عقد مشاورات أمنية، أمس، في مقر وزارة الدفاع لبحث التصعيد. ضحايا وصواريخ وفي التفاصيل، قُتل فلسطيني، أمس، وأصيب 5 آخرون جراء استهداف الجيش الإسرائيلي مناطق في شمال غزة، ردا على إطلاق عشرات الصواريخ من القطاع، ليرتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين منذ أمس الأول، إلى خمسة، بينهم اثنان من حركة حماس جراء غارة استهدفتهما داخل موقع تدريب للحركة وسط غزة. وأعلن الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن نحو 90 صاروخا أطلقت صباح أمس، من غزة على عسقلان، وتم اعتراض العشرات منها بمنظومة «القبة الحديدية»، وسقط البعض منها داخل الأراضي الإسرائيلية. وعزز الجيش، أمس، القوات المتمركزة على حدود غزة بعد إغلاق الطرق في المنطقة، وأغلق شاطئ زيكيم في عسقلان قرب حدود القطاع أمام الزوار. وفي السياق نفسه، أطلقت فصائل فلسطينية من غزة رشقة من الصواريخ نحو عسقلان، صباحاً، وأعلنت «الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» مسؤوليتها. ونشرت مجلة «إسرائيل ديفينس» صورة لدخول بعض المستوطنين للملاجئ، من الرجال والنساء والأطفال. وكان الجيش أعلن أمس الأول، تعرض قوة عسكرية تابعة له لإطلاق نار قرب قطاع غزة، مما أدى إلى إصابة جندي بجروح متوسطة، ومجندة بجروح طفيفة جدًا. في المقابل، ذكرت محطة الأقصى الإذاعية، أن مقاتلات إسرائيلية استهدفت أراضي زراعية شرق منطقة بيت لاهيا شمال غزة، مشيرة إلى أن المدفعية الإسرائيلية استهدفت كذلك مناطق قرب بيت حانون شمال قطاع. «الغرفة المشتركة» وتوعدت «الغرفة المشتركة» التي تضم «كتائب القسام»، الجناح العسكري لـ«حماس»، والأجنحة العسكرية للفصائل بالرد. وأكدت «القسام» في بيان: «أمام العدوان الصهيوني الغاشم على شعبنا، فإن قيادة الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية تدعو جميع الحالات العسكرية لرفع الجاهزية والاستعداد للرد على جرائم العدو». وتوعدت بأن «المقاومة الباسلة لن تسمح باستمرار نزيف الدم الفلسطيني واستمرار حصار قطاع غزة، وستسخر كل ما تملك من إرادة ووسائل وإمكانات لحماية دماء ومصالح أبناء شعبنا والدفاع عنهم، والتصدي للعدوان». بدورها، هّددت «حركة الجهاد الإسلامي» الحليفة لـ «حماس» بقصف مطار بن غوريون في تل أبيب». «فتح» من ناحيتها، دعت حركة فتح، التي يتزعمها رئيس السلطة محمود عباس، «إلى تدخل دولي عاجل للجم العدوان الإسرائيلي على غزة». وحملت «فتح»، الحكومة الإسرائيلية «مسؤولية هذا التصعيد، وجرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق المدنيين الفلسطينيين الأبرياء في غزة»، مؤكدة أن «هذه الجرائم لن تمر دون عقاب وملاحقة قانونية». مصر وفي مسعى لإنقاذ اتفاق وقف النار، طالبت مصر أمس إسرائيل بوقف فوري لقصفها على غزة. وعلمت «الجريدة» أن مصر بدأت اتصالات حثيثة مع الفلسطينيين والإسرائيليين لإعادة الهدوء. والخميس الماضي، وصل الى القاهرة وفد من «حماس» بقيادة رئيس الحركة في غزة يحيى السنوار، حيث أجرى محادثات مع مسؤولين مصريين بشأن الهدنة. صفقة القرن الى ذلك، جدّد عباس موقفه الرافض لخطة السلام الأميركية المتعارف عليها بــ «صفقة القرن»، حتى قبل الإعلان رسميا عنها. وقال ردا سؤال على تصريحات مستشار البيت الأبيض غاريد كوشنير، إن «كل ما يقوله كوشنير نحن لا نقبله. باختصار كل ما قدموه نحن لا نقبله، سواء فيما يتعلق بالقدس أو اللاجئين أو المستوطنات أو الحدود أو غيرها، ولا نتوقع أن يقدموا شيئا مهما، لأن الشيء المهم قدموه وهو كله ضدنا». وكان كوشنير قال الخميس الماضي لـ «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى»، إن خطة السلام في الشرق الأوسط التي يعكف على وضعها ستكون «نقطة بداية جيدة» لمعالجة الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني. وأضاف أنه يعمل على إعداد خطة السلام منذ نحو عامين، ومن المتوقع الكشف عن مقترحاته في يونيو، بعد انقضاء شهر رمضان. وأردف: «ما سنتمكن من إعداده هو حل نعتقد أنه سيكون نقطة بداية جيدة للقضايا السياسية، ومن ثم إطارا لما يمكن القيام به لمساعدة هؤلاء الناس على بدء حياة أفضل». وأضاف: «تم تكليفي بمحاولة إيجاد حل بين الجانبين، وأعتقد أن ما سنطرحه هو إطار عمل أعتقد أنه واقعي، إنه قابل للتنفيذ، وهو أمر أعتقد بشدة أنه سيقود الجانبين إلى حياة أفضل كثيرا». وتابع: «آمل أن يفكر الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني جيدا في خطة السلام قبل اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب»، مضيفا أنه لم يبحث قضية ضم المستوطنات مع نتنياهو.

مشاركة :