نواه سميث * يشعر الكثير من المتابعين حول العالم بالضغط الكبير الذي يتعرض له قادة التكنولوجيا هذه الأيام، حيث يبدو أنهم فقدوا السيطرة لوهلة، ولم يعرفوا طريقة مناسبة للتحكم في منتجاتهم التي صنعوها بأيديهم. بدأت أفكار هؤلاء الرواد بطريقة إيجابية، ولا شك في أن الحظ وقف إلى جانبهم في معظم مراحل رحلتهم، والتقوا بالكثيرين ممن اقتنعوا بالأفكار التي قدموها، وهو ما قادهم إلى تحقيق نجاح منقطع النظير.لم يفكر أي منهم خلال تلك الأثناء في المشاكل التي يمكن أن يتسببوا فيها، والتي ستنتج عن الأفكار التي قاموا بتطويرها وتجسيدها على أرض الواقع، والآن وصلوا إلى مرحلة أصبحوا فيها موضع مساءلة، بل إنهم أصبحوا مطالبين بحل تلك المشاكل أو على الأقل الاعتراف بما تسببوا فيه، أو التحدث عما يمكن فعله لمن تعرض لسوء استغلال أو غيرها من المشاكل بسبب الخدمات التي توفرها منتجاتهم.هنالك آمال كبيرة معقودة على هؤلاء القادة في التوصل إلى حلول فاعلة للمشاكل التي تسببت فيها منتجاتهم، ولكن الحقيقة هي أنه ليس في مقدورهم حالياً سوى تقديم الاعتذارات والحجج غير المقنعة، وربما سيقومون باستخدام المزيد من التكنولوجيا التي تسببت أصلاً في تلك المشاكل، لحل ذات الكوارث التي أحدثوها.زوكربيرج وعد بالكثير خلال عدد من جلسات الاستماع، وألقى الضوء مراراً على القدرة الكبيرة لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في إزالة المحتوى غير المناسب من المنصة الاجتماعية الأكبر عالمياً، على الرغم من أنها تعتمد على مدخلات وخوارزميات محددة، فيما اعترف جاك دورسي في وقت سابق بأن مشكلات الخصوصية والمعلومات لا يمكن حلها بأنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي. ورغم ذلك يرى البعض أن الخوارزميات هي حل مناسب للعديد من المشاكل، خاصة أنها تعيد نفسها بدون أن تطور ذاتي يمكن أن يحدث خلالها بدون تدخل خارجي.وفي حين أن الذكاء الاصطناعي سيعتمد كلياً على هذه المصفوفات، فإنها بالتأكيد لن تحل أياً من تلك المشكلات، فلنقل إننا قمنا بضبط تلك البرامج لحذف كل التغريدات التي تضم كلمات محددة، فإنها ستحذف جميع التغريدات التي تتضمن الكلمة حتى وإن كان الغرض من استخدامها معاكساً لما تم ضبطها من أجله، وهو ما يؤكد بشكل واضح أن الذكاء الاصطناعي تقنية ثورية غير ذكية في الواقع، ولا تستطيع حل جميع المشاكل التي نتجت عن الآثار السلبية للتكنولوجيا، والآن يجب على قادة القطاع تفادي استخدام مسببات المشاكل الموجودة حاليا وتحمل المسؤولية وإيجاد حلول فورية. * بلومبيرج