أقدام بلا هوية تسير هنا وهناك بحثًا عن معانقة السماء وبلوغ المراد الذي كان بمثابة أحلام لا يشاهدها الفتى الذي يبلغ من العمر سبع سنوات فقط إلا عند النظر للسماء ومعانقة النجوم، فالوضع من حوله لا يبشر بتحقيق شيء منها، فكل الفرص كانت ترفض تواجده وكل الأندية أغلقت الأبواب في وجهه، فهو الفتى الذي اشاروا إليه بأنه لا يصلح بالتواجد في أحد قطبي الكرة المصرية.تلك هي اللحظة الفارقة في حياته، يمكنك أن ترى الصورة بشكل غير واضح من الخارج ولكن إذا أردت أن ترى كل شيء عليك النظر إلى قارعة الطريق في الصباح الباكر عندما حمل الفتى حقيبته التى تحمل حلمه الأكبر ووقف لأنتظار القطار الذي سينقله إلى مدينة القاهرة وسينقل معه آماله بأن تصبح كل الطرق تؤدي إلى "مو"، وغادر أراضي المحروسة وهو يلملم في اثار الفراق التي نزعت جزء من قلبه.وبعد فترة لم تكن طويلة في ملاعب الإنجليز بدأ ينسدل الستارعن تلك الأقدام التي كانت بلا هوية فهي انامل من ذهب لا تعرف سوى طريق هز الشباك والانجازات وذل المنافسين بأهدافه الحاسمة، ولم يكن ذلك كل شيء ولكن استطاع محمد صلاح جذب انظار العالم تجاه، وأصبحت الجماهير تتغني به والكاميرات لا تعرف قيمتها إلا عند رؤيته وخطوة تلو الآخرى أصبح مو يسحب بساط الأضواء من تحت أقدام كريستيانو رونالدو وأصبح عمله إعلانيه مميزة يسعى لإقتناصها الجميع. من بازل إلى ليفربول..صاروخ صلاح لا يتوقف في حصد الألقابنجح محمد صلاح في التتويج بلقب الدوري السويسري مرتين مع بازل، وايضا تمكن من حصد الدوري الإنجليزي وكأس رابطة المحترفين الإنجليزية بواقع مرة واحدة في كل منهما مع نادي تشيلسي وذلك في عام 2015.وحصل صلاح مع ليفربول على لقب أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لعام 2017-2018، بالإضافة إلى وصوله إلى نهائي دوري الأبطال مرتين متتاليين قبل أن يفوز هذا العام بالبطولة مع فريقه الإنجليزي، وكان "مو" إحتل المركز السادس في قائمة أفضل لاعبي العالم لعام 2018 من جانب مجلة "فرانس فوتبول".وكانت أبرز جوائز الفرعون خلال موسم 2018-2019، هو التتويج بجائزة bbc"" لأفضل لاعب أفريقي عن عام 2018، كما توج بجائزة الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" لأفضل لاعب أفريقي في العام ذاته.بالإضافة إلى جائزة اتحاد مشجعي كرة القدم "FSF" كأفضل لاعب في إنجلترا عن عام 2018، وحصوله على جائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي 3 مرات، وفاز بلاعب الجولة بدوري الأبطال 3 مرات.بعد الفوز بدوري الأبطال.. ألقاب تحت ميكرسكوب الفرعونبعدما توج صلاح ورفاقه ببطولة دوري ابطال أوروبا أصبحت العديد من الألقاب تحت ميكرسكوب صلاح لإقتناصها، ولعل أبرزها جائزة "الكرة الذهبية" التي تمنح لأفضل لاعب في العالم.وأيضا سيكون في انتظار صلاح جائزة "ذا بيست" التى تمنح من جانب الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" لأفضل لاعب فى العالم، بعد الحصول على لقب دورى ابطال اوروبا.ويسعى أيضا محمد صلاح للاحتفاظ بجائزة أفضل لاعب فى افريقيا من الاتحاد الإفريقى لكرة القدم "الكاف"، للعام الثالث على التوالى، على الرغم من صعوبة المنافسة مع الثنائي ساديو ماني واوبامينج.ومازال للفرعون تحديات صعبة نحو حصد بطولة السوبر الأوروبي ومن المنتظر أن يواجه تشيلسي يوم 14 اغسطس الجاري بالإضافة إلى كأس الأمم الإفريقية مع منتخب مصر ويسعى صلاح لمواصله صاروخ الإنجازات دون توقف.من مليون و50ألف إلى 150 مليون..سرعات صلاح تبهر الإنجليزتطور محمد صلاح بشكل مبهر للجميع منذ أن وضع قدمه في بلاد الإنجليز فأصبح عام بعد اخر يجبر الجميع على رفع القبعة لما يقدمه من عرض فني داخل الساحرة المستديرة حتى أصبح من أغلى اللاعبين تسويقيا داخل جدران الريدز حتى وصلت قيمته التسويقة الموسم الحالى إلى 150 مليون جنية ومازلت القيمة في تزايد كلما نزل الساحر إلى أرض الميدان ليؤثر أنظار الجميع، بعد أن كانت قيمته التسويقيه في عام 2012 بعد إنتقاله إلى بازل مليون و50 ألف.ولم يكن حدوث ذلك أمر مستحيل فالصعاب والعقبات الذي نجح الفرعون في اجتيازها كانت هي الداعم الأول له في تخطي كل شيء فبين لحظات الرفض واليأس وبين لحظات الإنكسار والبكاء أمام الجميع في أمسية كروية تكللت بالألم بعد إصابته في نهائي دوري الأبطال العام الماضي أمام ريال مدريد الإسباني هي من أثمرت عن طاقة الأمل المتجدده التي ملئت عيون "مو" في ليلة إقتناص اللقب.فبعد سنوات طائلة لم ينسى فيها الفتى حلمه الأكبر كتب التاريخ في سطوره التي لا تنتهي عن إنجاز جديد يحققه الفرعون بعد الفوز بثنائية على توتنهام وتتويج ليفربول ببطولة دوري الأبطال بقدم محمد صلاح الذهبية، وما زال كاتب التاريخ يأبى أن يغلق أوراقه لكتابة المزيد من البطولات التى سيقتنصها الفرعون المدلل، وبعد ذلك بقى السؤال حائرًا هل سيكون محمد صلاح "المستحيل" ذاته خاصة في القارة السمراء؟
مشاركة :