ركن الخطباء منبر لحرية التعبير في الجزائر

  • 5/5/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يوفر منبر يوضع وسط الشارع في العاصمة الجزائرية كل جمعة، يوم الاحتجاج الأسبوعي منذ أكثر من شهرين، منصة يمكن لأي كان أن يعتليها للتعبير عن رأيه وتوجيه الانتقادات وطرح المقترحات في بلد حُرم طويلاً من حرية التعبير. كل أسبوع منذ 15 مارس، ينصب إلياس فيلالي البالغ من العمر 54 عاما قبل الظهر منصته المصنوعة من المعدن الأحمر أمام ساحة موريس أودين، أحد أماكن الاحتجاج الرئيسية ضد السلطات. ومن ثم، يبدأ الخطباء المتطوعون في التعاقب عليها. وقال فيلالي الناشط في المجتمع المدني إنه، منذ استقلال الجزائر عام 1962، و”طوال 57 عاما، مُنع الناس من التحدث بحرية”. ولكن منذ بداية الحراك في 22 فبراير الذي لم تشهد له البلاد مثيلاً من قبل “الكل يريد أن يتكلم. هناك شعور بالحاجة للتعبير بحرية”. من “ركن الخطباء” المرتجل، يمكن قول كل شيء، باستثناء الشتائم والتشكيك في وحدة الجزائر. ويعيش فيلالي الذي يعمل مع مؤسسات خيرية بين الجزائر ولندن. واستوحى فكرة إقامة المنصة من “ركن الخطباء” في حديقة هايد بارك في لندن منذ القرن التاسع عشر، حيث يمكن للجميع التحدث بحرية. علّق فيلالي على المنصة لافتة بثلاث لغات كتب عليها “ركن الخطباء، الجزائر” بالإنكليزية، و”منبر حرية التعبير” بالفرنسية و”منبر من لا منبر له” بالعربية. وقال إسماعيل الموظف البالغ من العمر 55 عاما وهو ينتظر دوره ضمن طابور الخطباء الارتجاليين، “لقد مارسنا الرقابة الذاتية خوفاً من الاعتقال. الحراك أعاد لنا حرية التعبير”. وبين الخطباء من يوجز في كلامه ويتحدث بلهجة مباشرة، مثل شاب اعتلى المنبر ليقول جملة واحدة “ليرحل كل” رجال النظام السابق. ويصعد آخر ليوجه رسالة مباشرة إلى الفريق أحمد قايد صالح رئيس أركان الجيش الذي أصبح فعلياً الرجل القوي في البلاد منذ استقالة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة تحت ضغط الشارع والجيش.وقال “أقول لقايد صالح إن مشروع الشعب ومشروعه لا يتفقان: نحن نريد دولة مدنية وهو يريد دولة عسكرية”. و ينتظر أحمد منصر السبعيني صاحب النظرة المتقدة يوم الجمعة بفارغ الصبر للاستماع إلى الخطباء وكلامهم الذي كان حتى قبل شهرين فقط ضرباً من الخيال. وقال الموظف الصيدلاني المتقاعد إن المنصة التي سماها “منبر الديمقراطية”، تسمح بالخروج من “عالم شبكات التواصل الاجتماعي المحدود”، حيث وُلد الاحتجاج ولكن “حيث يختبئ بعض الناس خلف شاشاتهم للتعبير عن أنفسهم”. أما أمام المنبر، فتثير الخطب النقاش ويؤدي نفاد الصبر في بعض الأحيان إلى التدافع. وهناك حرص على إعطاء الكلام للنساء، ولينتظر قليلاً الرجال من الواقفين في الطابور.

مشاركة :