حلَّ علينا ضيف كريم وعزيز على قلوبنا، أسأل الله أن يجعل رمضان شهر خير ورحمة لنا ولكم جميعا. في كل سنة خلال شهر رمضان المبارك تظهر مشكلة كبيرة تتسبّب في تعطيل مصالح الناس، وهي اعتبار الكثير من موظفي الدولة رمضان شهراً للنوم. أقر ديوان الخدمة المدنية أوقات العمل خلال شهر رمضان، حيث يبدأ العمل من الساعة التاسعة والنصف صباحاً وحتى الساعة الثانية ظهراً، ولكن العُرف لدى الكثير من الموظفين أن الدوام الفعلي يبدأ من الساعة العاشرة صباحا ومدة ساعتان فقط. من المفترض أن يكون رمضان هو شهر الصوم والعمل، ولكن في الكويت تقل فيه الإنتاجية كثيرا، ولا يتم اتخاذ قرارات في معظم وزارات ومؤسسات الدولة، هناك رجال مجتهدون مخلصون في انتظامهم بأوقات العمل وبأداء أعمالهم بكل أمانة وصدق. لكن هناك فئة أخرى تعتبر رمضان هو شهر الراحة والمرضيات والإجازات، وهناك فئة تعتبر رمضان شهرا للعبادة، وهناك فئة تعتبر شهر رمضان موسما كبيرا لازدهار أعمال البيع والتجارة، وهناك فئة تقضي شهر رمضان خارج الكويت. كل شخص له الحرية في ما يعمله في هذا الشهر الكريم، ولكن باتباع القوانين واللوائح والإجراءات وعدم تعطيل وتأخير إنجاز أعمال المراجعين، وبعدم إزعاج الآخرين. شهر رمضان فرصة لمحاسبة النفس وإعادة النظر في كثير من الأمور، وفرصة للتواصل مع الأقارب والأصدقاء وصلة الرحم، ووقت مناسب للتقارب بين المتخاصمين والمتباعدين. هناك أوقات طويلة نقضيها في رمضان بين الذهاب إلى العمل وبين الزيارات وبين مشاهدة المسلسلات والبرامج التلفزيونية المفيدة والضارة. أنا أعتقد أن رمضان فرصة للتسامح مع الجيران ومع الأحباب ومع الأطفال ومع البسطاء، ومساعدة الضعفاء والمحتاجين، وفتح صفحة جديدة، والتفاؤل في مقبل الأيام. فواز أحمد الحمدFw.alhamad@gmail.com