شهر للإنتاج .. وليس للنوم والتراخي

  • 7/8/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

خلال شهر رمضان المبارك، يتحدث الناس عن الكثير من القيم والمناقبيات، وينتقدون جملة من السلوكيات، لعل أبرزها النزعة الاستهلاكية المادية التي تعم الجميع لمجرد حلول الشهر الكريم، وكأن هذا الشهر جعل ليكون موسما لمزيد من الأكل والشرب والنوم واللهو. ويرجع ذلك إلى أن معظم المسلمين ينظرون إلى شهر رمضان نظرة مادية بحتة، باعتباره شهرا تتغير فيه طبيعة الحياة، ونظام الأكل والنوم، فاللهو واللعب الذي يمارس في النهار بات يمارس في الليل، فبات شهر رمضان من الناحية الاقتصادية شهرا تتضاءل فيه الحركة، وتتراجع فيه الإنتاجية لدى العديد من الناس، لمجرد أنهم صاموا عن الطعام والشراب لبضع ساعات من النهار، فيكون الشهر الكريم عبئا على الحياة الاقتصادية من هذا الجانب، والكثير من المؤسسات التي تعتمد على الجهد البشري تفقد بعض رصيدها ويتراجع بعض نشاطها، ما يحتم أن يعاد النظر في التعامل مع الشهر الكريم من هذا الجانب، إذ يفترض أن يكون رمضان فرصة لأداء أفضل ونشاط أوسع وأعمق. وتبعا لذلك، فإن الشهر الكريم هو شهر التقوى والإيمان، أي أن كافة الأفعال التي تمارس في هذا الشهر هي بعين الله، فهو شهر الله، والأعمال فيه مقبولة والدعاء مستجاب، ولكن هذه التقوى لا تعني غير العلم والحلم والتواضع والإخلاص، هذه التقوى الذي تحدث عنها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ورصد أكثر من 50 صفة من صفات المتقين، ليس من بينها التراخي والكسل والتكالب على الماديات، التي نراها في الحياة اليومية، فضلا عن شهر رمضان. ولم يأت ذلك إلا نتيجة قصور في فهم «عبادة الصيام» نفسها، وربما جاءت من قصور فهم الكثيرين بعقيدة الإسلام، إذ أن التطبيق الخاطئ للصيام دفعت ببعض الحكومات في بعض البلاد العربية لأن تمنع هذه الشعيرة وتراها معطلة للنشاط اليومي، ولو كانت باعثة للنشاط لما تجرأ أحد مهما يكن لمنعها والتطاول عليها.. ومثل شعيرة الصيام شعائر عدة لا يفهمها أهلها ولا يدركون تشريعها ولا مراميها لذلك يتم تطبيقها بشكل خاطئ، فتكون نتائجها كارثية.

مشاركة :