بعد صدور الأمر السامي الكريم بتسليم قرية المفتاحة التشكيلية لوزارة الثقافة وإعلان أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز عن إجراءين لوزارة الثقافة؛ أحدهما عاجل ويتمثل بصيانة البنية التحتية العمرانية من منطلق ثقافي وعقد ورشة عمل لمثقفي منطقة عسير ووزارة الثقافة، وآخر آجل تجرى من خلاله الدراسات الكاملة لما ستكون عليه القرية ودورها القادم، الأمر الذي تفاعل معه العديد من الأدباء والمثقفين والفنانين في منطقة عسير بتفاؤل كبير، حيث أكد الكاتب المسرحي يحيى العلكمي على أنّ قرية المفتاحة منارة ثقافية وفنية مهمة في عسير وفي المملكة بصفة عامة واحتضنت فعاليات ومهرجانات عديدة، وتخرج منها وفيها فنانون ومسرحيون عبر البرامج والدورات التدريبية، التي كانت تعقد تباعا إلى وقت قريب، ولكنه أصبح لزاما أن تواكب هذه القرية مثيلاتها من المراكز والقرى الثقافية في العالم، وبما يتوافق مع الخطط والمنهجيات المرسومة من أجل حضور أكثر فاعلية ومسايرة للمتغيرات والمعطيات الحديثة، وأضاف أنّ الأمر السامي بتسيلم القرية لوزارة الثقافة دليل على تلك المنهجية الرشيدة في إيكال الأمر إلى مناطه الرئيسي وحقله الأساسي، وتمنى العلكمي أن تتاح لمثقفي المنطقة وفنانيها من الجنسين الفرصة الكاملة للمشاركة خاصة من فئات الشباب، الذين تستهدفهم الرؤية ويحتفي بهم المستقبل بل وينتظرهم.فيما أكد مدير جمعية الثقافة والفنون في أبها أحمد السروي على أنّ تسليم المفتاحة بعد صدور الأمر السامي الكريم لوزارة الثقافة خطوة رائدة ومسددة وتسير في الاتجاه الصحيح بقيادة أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال بكل اقتدار وثقة وهمة عالية وروح واثبة وطموحة، ولذلك كانت هذه الخطوة هي الأهم في إعادة تشكيل ورسم المشهد الثقافي والفني في عسير بشكل لافت واستثنائي وعصري على اعتبار أن المفتاحة بما تحمله من إرث كبير هي البيئة الأنسب والمكان الأجمل في ممارسة الفنون وتقديمها وفق المعطى الزمني والتقني الحديث وبوجه جديد يتناسب مع التوجه العام لرؤية المملكة 2030.كما أبدى الناشط الاجتماعي حسن مخافة تفاؤله الكبير بأمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال وخطواته الواثقة، وقال إن تسليم المفتاحة لوزارة الثقافة كان يجب أن يكون من البداية وتأمل مخافة من وزارة الثقافة ومن يمثلها في منطقة عسير إعادة الحياة للمكان ليسعد الإنسان.وبارك الفنان فيصل الشعيب هذه الخطوة التي وصفها بالمهمة والتي تعد تشكيلاً جديداً للفنون في المفتاحة، وأضاف الشعيب أنهم يأملون في نادي عسير السينمائي أن يكون حضور الوزارة حقيقياً وفاعلاً من خلال الدعم وتسهيل الفعاليات ووضع برامج تسهم في رفعه فنان عسير وتطويره في كافة المجالات وألاّ يكون حضورها شرفيا فقط، وطالب الشعيب بتحويل قرية المفتاحة إلى مركز ثقافي وفني كبير ومهم أسوة بباقي مناطق المملكة.كما وصف القاص والإعلامي حسن آل عامر هذه الخطوة بالأمر المهمّ والمنتظر منذ تأسيس الوزارة لأنها المكان الطبيعي لصرح ثقافي كبير مثل المفتاحة، وأضاف آل عامر أنّه سبق له الكتابة عن أهميّة تبني الوزارة الجديدة التي سعدنا بانطلاقتها الفعلية لمركز الملك فهد الثقافي بأبها والمعروف بقرية المفتاحة في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي قبل أكثر من عام، فالمكان مؤهل لأن يكون من أبرز مواقع الجذب الثقافي عربيا وحتى عالميا عندما يتم استغلال المنشآت الموجودة فيه بشكل احترافي من خلال تخصيص ميزانية خاصة بالتوازي مع تشكيل هيكل إداري واضح من المهتمين والنشطين فعليا في الفعل الثقافي. وأكد آل عامر على أنّ الموقع يحتوي على جميع مقومات النجاح فهو يتوسط مدينة أبها ويحتوي على إرث تاريخي عريق بجانب المسرح الكبير والمسرح الرديف والمراسم الفنية والمكاتب الإدارية التي يمكن أن تكون المقر الرئيسي لفرع وزارة الثقافة بعسير. وأكد آل عامر على أنّ من المهم الإشارة إلى ما لاحظه جميع المهتمين في المنطقة منذ اليوم الأول لقدوم أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال واهتمامه الكبير وزيارته المتواصلة للمفتاحة واجتماعاته مع الفنانين والمثقفين لاستجلاء الآراء حول أفضل الطرق لتطوير هذا الصرح الثقافي المهم على مستوى المملكة وتفعيله بشكل حقيقي وعلى مدار العام. وشكر آل عامر وزارة الثقافة على الخطوة التي بدأتها قبل عدة أشهر وهي ترميم أحد القصور الأثرية في المفتاحة.الفنان التشكيلي فايع الألمعي يؤكد على أنّ المفتاحة اسم له تاريخ وذكريات لأهل أبها وساكنيها، وأجمل ذكريات بالنسبة له عندما أعلن افتتاح القرية التشكيلية لأنّ كل ركن وزاوية له فيها موقف وذكرى لا تنسى. وتمنّى الألمعي على المسؤولين في وزارة الثقافة استحداث قاعة عرض بمواصفات راقيه تعرض فيها أنفس وأجمل الأعمال على مستوى المملكة ويكون دخولها برسوم لكي نعطي أهمية عرض أعمال فنية لها قيمة، إضافة إلى وجود معرض دائم يحكي تاريخ الفن في المنطقة.
مشاركة :