يطرح الإيطاليان ستيفانو مانكوزو، وأليساندرا فيولا فى كتابهما «الذكاء الأخضر: تطور النباتات وإنقاذ مستقبل البشرية»، والذى نقلته إلى العربية المترجمة يُمنى أحمد، تساؤلًا هامًا هو «من الكائن المسيطر على كوكب الأرض؟» ما يجعل الكتاب الذى ناقشته أشهر الصحف والمجلات العالمية، مثل «وول ستريت جورنال»، و«الجارديان» الإنجليزية، وموقع الـ«سى إن إن» الأمريكي، يضع القارئ أمام اكتشاف هام، هو أننا إذا فكرنا كما تفكِّر النباتات فسنكتشف بأننا لا يزال أمامنا الكثير لنتعلمه، بداية من تصميم المبانى وحتى تنظيم المجتمع. الكتاب، الذى يُعد من أهم الكتب وأكثرها تداولًا فى إيطاليا وعلى مستوى العالم، بسبب ما يناقشه من فكر مستقبلى جديد، يقوم فيه «مانكوزو»، وهو مؤسس فرع دراسة «علم أعصاب النبات» والأستاذ بجامعة فلورنسا بإيطاليا، بصحبة «فيولا»، وهى صحفية، وكاتبة، ومنتجة تليفزيونية، ومخرجة، وكاتبة سيناريو، وأستاذة بجامعة لويس بالعاصمة الإيطالية روما، بمقارنة عالم النباتات بعالم البشر. لنكتشف بأن النباتات لديها حواس مثلنا تمامًا، بل وهى كذلك على عكس المعتقد الذى يسود بين أغلب البشر غير المهتمين، فلديها حس متطور للغاية ومعقد عن وجودها فى العالم، وعن مجتمعها، وعن الطرق المختلفة التى تستخدمها لتحافظ على وجودها فى هذا العالم المتغير.وعلى عكس ما يتخيله معظم البشر، فإن النباتات لن تحتاج لجهود الإنسان لكى تظل على قيد الحياة وتستمر على الأرض، لأنها غالبًا ستستمر فى الحياة حتى بعد انتهاء البشر؛ ما يجعلنا يجب أن نفكر بطريقة مختلفة، هل يجب أن نطلق على كوكبنا اسم «الكوكب الأزرق» أم «الكوكب الأخضر»؛ فإذا تناولنا هذا الموضوع من المنظور العلمى وتخلينا عن الاعتقادات الراسخة فى المجتمع، سندرك على الفور أن النباتات هى الكائنات المسيطرة على كوكب الأرض، وأن الحيوانات ما هى إلا كائنات هامشية، فالنباتات كائنات متطورة وقادرة على التكيف مع البيئة وذكية أكثر مما نتوقع؛ فالنباتات نجت من العديد من العصور الجيولوجية التى أدت إلى إفناء العديد من الأجناس وظهور أو تطور أجناس أخرى من المملكة الحيوانية، بينما استطاعت بذكائها أن تواصل الوجود على ظهر هذا الكوكب.