البابا فرنسيس يترأس لقاء من أجل السلام في بلغاريا

  • 5/7/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

انتقل البابا فرنسيس إلى القاعدة الجوية في بلوفديف، في أعقاب لقائه مع الجماعة الكاثوليكية في بلغاريا بكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل براكوفسكي،حيث استقل الطائرة عائدًا إلى العاصمة صوفيا، وتوجه إلى ميدان الاستقلال ليترأس "لقاء من أجل السلام" بحضور قادة مختلف المذاهب الدينية في بلغاريا. وألقى البابا خطابا للمناسبة استهله مشيرا إلى الصلاة على نية السلام المستوحاة من القديس فرنسيس الأسيزي، الذي كان عاشقًا لله الخالق وأب الجميع.وعبّر عن هذا الحب بالشغف والاحترام الصادق تجاه الخليقة وكل إنسان التقى به، وقد جعل منه هذا الحب رجلًا يبني السلام حقًا. وذكّر البابا الجميع بأن كل واحد منا مدعو لأن يكون باني وصانع السلام، ولا بد أن نبتهله ونعمل من أجله، إنه عطية وواجب، هدية وجهد مستمر ويومي من أجل بناء ثقافة يكون فيها السلام أيضًا حقًا أساسيا.وشدد فرنسيس على ضرورة أن يكون السلام فاعلًا ومحصنًا ضد كل أشكال الأنانية واللامبالاة اللتين تجعلاننا نقدّم المصالح البائسة للبعض على كرامة كل شخص.وأكد البابا في هذا السياق أن السلام يتطلب منا أن نتّخذ الحوار طريقًا والتعاون المشترك سلوكًا والتعارف المتبادل نهجًا ومعيارًا، وذلك كي نتمكن من التلاقي ضمن ما يوحّدنا، ونحترم بعضنا البعض ضمن ما يفرّقنا، ونشجع بعضنا البعض على النظر إلى المستقبل كفسحة من الفرص والكرامة، لاسيما عندما يتعلق الأمر بأجيال الغد. هذا ثم لفت البابا إلى رفع الصلاة أمام المشاعل التي حملها الأطفال مؤكدا أنها ترمز إلى نار المحبة المشتعلة بداخلنا والتي ينبغي أن تتحوّل إلى منارة رحمة ومحبة وسلام في البيئات التي نعيش فيها. منارةٌ نريد أن تشعّ على العالم كله. ومن خلال نار المحبة، مضى البابا إلى القول، نريد أن نذيب جليد الحروب.وذكّر فرنسيس بأن هذا اللقاء من أجل السلام يتم فوق أنقاض مدينة سرديكا القديمة، التي كانت قلب بلغاريا. ومن هنا يمكن أن نرى أماكن العبادة الخاصة بمختلف الكنائس والمذاهب الدينية. كنيسة القديسة Nedelia للأخوة الأرثوذكس، كنيسة القديس يوسف للكاثوليك، كنيس الأخوة اليهود ومسجد الأخوة المسلمين ثم كنيسة الأرمن. وأشار البابا بعدها إلى أنه في هذا المكان في صوفيا التقى على مر العصور البلغاريون المنتمون إلى جماعات ثقافية ودينية مختلفة، توافدوا إلى هذا المكان من أجل التلاقي والنقاش. وتمنى فرنسيس أن يمثّل هذا المكان الرمز شهادة للسلام مؤكدا أن أصوات المصلين تتحد مع بعضها البعض للتعبير عن الرغبة القوية في إحلال السلام على أمل أن يعمّ الأرض كلها، وأن يسود وسط عائلاتنا، لاسيما في الأماكن التي أسكتت فيها الحرب أصوات الكثيرين: أصوات خنقتها اللامبالاة وتم تجاهلها بسبب تواطؤ المصالح. وعبر البابا أيضا عن أمنيته بأن يتعاون الجميع من أجل تحقيق هذا التطلع: القادة الدينيون، والمسؤولون السياسيون وعالم الثقافة. كي يقول كل واحد يقوم بدوره: "اجعلني أداة لسلامك". وبهذه الطريقة يتحقق حلم البابا يوحنا الثالث والعشرين بأن يسود السلام في الأرض: سلام لجميع البشر الذين يحبهم الرب.

مشاركة :