بومبيو في زيارة مفاجئة لبغداد في غمرة التوتر مع إيران

  • 5/8/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بغداد/واشنطن - وصل وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الثلاثاء إلى العاصمة العراقية في زيارة لم يعلن عنها مسبقا وتأتي وسط تصعيد في المنطقة بين الولايات المتحدة وإيران، بحسب ما قال مصدر حكومي عراقي طلب عدم كشف هويته نظرا لحساسية الزيارة، موضحا أنّ بومبيو سيلتقي خلال زيارته رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي. ووصل الوزير الأميركي إلى بغداد قادما من فنلندا بعدما ألغى زيارة كانت مقررة إلى ألمانيا بسبب "مسائل ملحّة"، وفق ما أعلنت المتحدثة باسمه. وتأتي هذه الزيارة وسط ازدياد التوتر في المنطقة بين الولايات المتحدة وخصمها اللدود إيران، بعد عام من انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران. ويعتبر العراق بوابة رئيسية للتمدد الإيراني وهو في قلب التنافس بين واشنطن وطهران فيما يجد رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي نفسه في مواجهة معضلة التوفيق بين حليفي بلاده: إيران وأميركا والخصمين في آن. وأعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء أنها سترسل عدة قاذفات من طراز بي 52 إلى منطقة الخليج، لردع إيران عن القيام بأي "هجوم" قد تكون تعد له. وأوضح البنتاغون أن هذا الانتشار تبرره "مؤشرات واضحة في الآونة الأخيرة تشير إلى أن القوات الإيرانية وشركاءها يعدون للقيام بهجوم محتمل على القوات الأميركية". وللولايات المتحدة حاليا نحو 5200 جندي في العراق وأقل من 2000 في سوريا. وقال بومبيو يوم الاثنين "إذا حدثت تلك الأعمال (هجوم إيراني محتمل)، إذا نفذوها بالوكالة عبر طرف ثالث مثل جماعة ميليشيا حزب الله، فسوف نحاسب القيادة الإيرانية مباشرة على ذلك". وكان مستشار الأمن القومي جون بولتون أعلن الأحد نشر حاملة طائرات ومجموعتها الجوية والبحرية في منطقة الخليج، مضيفا أنّ هذا الانتشار يبعث "رسالة واضحة لا لُبس فيها إلى النظام الإيراني: سنردّ بلا هوادة على أي هجوم ضدّ مصالح الولايات المتحدة أو حلفائنا". وأكّد مستشار الأمن القومي الأميركي أنّ "الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع النظام الإيراني، لكنّنا على استعداد تامّ للردّ على أيّ هجوم، سواء تمّ شنّه بالوكالة أو من جانب الحرس الثوري أو من القوات النظامية الإيرانية"، من دون أن يحدّد طبيعة التهديدات المنسوبة لطهران. وقاذفات بي-52 ضخمة الحجم تطير مسافات طويلة وقادرة على حمل صواريخ كروز وسلاح ذري. وتشير التعزيزات العسكرية التي دفعت بها واشنطن إلى منطقة الخليج إلى أن الولايات المتحدة تبدي حزما أشد في مواجهة الأنشطة الإيرانية الرامية لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. ومع أن بولتون نفى سعي الولايات المتحدة للدخول في حرب مع النظام الإيراني، إلا أن تحركاتها العسكرية تؤكد أنها لن تتهاون مع أي استفزاز إيراني في المنطقة. ويحشد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي كان قد أعلن في مايو/ايار 2018 الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي لعام 2015، لعزل إيران اقتصاديا وسياسيا من أجل كبح أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة ودفعها لاتفاق نووي جديد يقيد برنامجيها الصاروخي والنووي. واعتبر ترامب الاتفاق النووي للعام 2015 متساهلا. وخلافا لرغبات حلفائه الأوروبيين الذين ما زالوا متمسكين بهذا الاتفاق، واصل الرئيس الأميركي تعزيز "حملته لممارسة ضغوط قصوى" على النظام الإيراني.

مشاركة :