المنامة - وقعت إسرائيل والبحرين اتفاقا للتعاون الأمني اليوم الخميس وهو أول اتفاق من نوعه بين إسرائيل ودولة خليجية وذلك خلال زيارة يقوم بها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس للمملكة مع تصاعد التوتر في المنطقة. وكانت البحرين والإمارات قد طبعتا العلاقات مع إسرائيل في 2020 بموجب "اتفاقات ابرهام" بوساطة أميركية، مدفوعة بأسباب من بينها المخاوف المشتركة إزاء إيران. وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان "مذكرة التفاهم ستعزز أي تعاون مستقبلي في مجالات المخابرات والتعاون العسكري والصناعي وغير ذلك". ووصف مسؤول إسرائيلي اتفاق اليوم الخميس مع البحرين بأنه الأول من نوعه بين إسرائيل ودولة من حلفائها الجدد في الخليج. ونقلت وزارة الدفاع الإسرائيلية عن وزير الدفاع بيني غانتس قوله "بعد عام واحد فقط من توقيع اتفاقات ابرهام أبرمنا اتفاقا دفاعيا مهما سيسهم في تعزيز أمن البلدين واستقرار المنطقة". وأضافت الوزارة أن غانتس وقع على الوثيقة مع نظيره البحريني وأجرى محادثات مع عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة في القصر الملكي. وزار الوزير الإسرائيلي في وقت سابق الخميس مقر الأسطول الخامس الأميركي في البحرين. وتستضيف المنامة مقر الأسطول الخامس الأميركي بالإضافة إلى بعض عمليات القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) وهي مظلة للتنسيق العسكري في الشرق الأوسط انضمت إليها إسرائيل العام الماضي. وكتب غانتس على تويتر بعد زيارته للقاعدة البحرية الأميركية "على خلفية تزايد التهديدات البحرية والجوية تزداد أهمية تعاوننا القوي عنها في أي وقت مضى". وأجرى غانتس وهو أوّل وزير دفاع إسرائيلي يزور البحرين جولة على متن المدمّرة الأميركية "يو أس أس كول" التي من المقرر أن تتجه إلى أبوظبي لمساعدة الدولة الخليجية الحليفة في التصدي لهجمات المتمردين الحوثيين. ويقع مقر الأسطول الأميركي قبالة مياه الخليج على بعد بضعة مئات من الكيلومترات من إيران وعند منطقة بحرية تعبرها يوميا مئات الناقلات المحمّلة بالنفط وقد شهدت في السنوات الأخيرة هجمات ضد سفن اتُهمت طهران بالوقوف خلفها. ونقل بيان عنه قوله إن "تعميق التعاون سيمكننا من الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والدفاع عن المصالح المشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة والبحرين"، مضيفا "أكدنا مرة أخرى التزامنا بالوقوف متحدين في الدفاع عن سيادة شركائنا الإقليميين بالإضافة إلى السلام والاستقرار في المنطقة". ووصل غانتس الأربعاء إلى المنامة في أول زيارة رسمية له إلى البحرين منذ اتفاق تطبيع العلاقات في العام 2020 بعد تطبيع العلاقات مع الإمارات، في اتفاق تاريخي أعطى إسرائيل موطئ قدم غير مسبوق في المنطقة الواقعة على مقربة من إيران، العدو الأكبر لتل أبيب. والثلاثاء انطلق تدريب بحري كبير في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة وبمشاركة 60 دولة ومنظمة مشتركة من بينها إسرائيل التي تشارك للمرة الأولى في هذه التدريبات إلى جانب عدد من الدول التي لا تقيم علاقات دبلوماسية معها وبينها السعودية. وقال قائد القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية نائب الأدميرال براد كوبر عقب جولة غانتس إنّ الزيارة "تسلّط الضوء على أهمية العلاقة الإستراتيجية للأسطول الأميركي الخامس الممتدة لعقود مع البحرين وتوسيع الشراكة مع إسرائيل". ويأتي التدريب في وقت يتصاعد فيه التوتر في المنطقة بسبب البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل واستهداف المتمردين اليمنيين لللسعودية والإمارات التي تتهيأ لاستقبال المدمرة "يو أس أس كول" ومقاتلات أميركية لمساندتها في التصدي للهجمات. وفي يوليو/تموز من العام الماضي، تعرّضت ناقلة النفط أم تي ميرسر ستريت التي يشغّلها رجل أعمال إسرائيلي، إلى هجوم قبالة إيران أدى لمقتل اثنين من أفراد طاقهما. واتهمت عدة دول أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل، الحرس الثوري الإيراني بالوقوف خلف الهجوم وهو ما نفته طهران. وتخشى إسرائيل التي تعتبر إيران عدوّها اللدود، أن تبلغ طهران قريبا "العتبة النوويّة"، أي أن يكون لديها ما يكفي من الوقود لإنتاج قنبلة ذرّية.
مشاركة :