تعزيزات عسكرية بريطانية للخليج في غمرة التوتر مع إيران

  • 7/17/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - أعلنت وزارة الدفاع البريطانية الثلاثاء عزمها إرسال سفينة حربية ثالثة إلى مياه الخليج، لكنها اعتبرت هذه الخطوة "روتينية" ولا علاقة لها بالتوتر الحالي في المنطقة. وأفادت وسائل الإعلام البريطانية أن مدمرة سترسل إلى المنطقة ابتداء من منتصف سبتمبر/ايلول، الأمر الذي لم تؤكده وزارة الدفاع. وحاليا تتواجد في مياه الخليج الفرقاطة البريطانية "اتش ام اس مونتروز" على أن تنضم إليها في وقت لاحق المدمرة "اتش ام اس دنكان" لضمان "حرية الإبحار" في هذه المنطقة، حسب ما أعلنت الوزارة الجمعة. وقال مصدر في وزارة الدفاع إن فترة بقاء القطعتين في مياه المنطقة لم تحدد. ولم تكشف الوزارة ما إذا كانت القطع الثلاث ستتواجد في الوقت نفسه في مياه الخليج، بينما قال المصدر "يمكن أن تتواجد القطع الثلاث في المنطقة معا من غير أن تكون الثلاث بالضرورة عملانية في الوقت نفسه". وقالت الدفاع البريطانية في بيان "إن المملكة المتحدة تعيد النظر بشكل دوري بعدد قطعها البحرية في المنطقة ومن الممكن أحيانا أن تتواجد هذه السفن معا في الوقت نفسه. إن هذه التحركات المقررة منذ زمن بعيد لا تعكس تصعيدا في المنطقة وتأتي في إطار انتشار روتيني". وكانت مراسلة لصحيفة تايمز البريطانية قد قالت في وقت سابق ، إن بريطانيا سترسل سفينة حربية ثالثة وسفينة إمداد إلى الخليج، لكنها أوضحت أن تلك الخطوة لا علاقة لها بأزمة إيران. إلا أن أي تعزيزات عسكرية بريطانية في الخليج لا يمكن أن ينظر لها بمعزل عن التوتر القائم بين واشنطن وطهران والتصعيد الإيراني الأخير ضد سفن بريطانية حربية وتجارية. وكانت لندن قد أعلنت أن القوات البحرية الملكية تصدت قبل أيام لزوارق حربية تابعة للحرس الثوري الإيراني حاولت احتجاز إحدى ناقلاتها للنفط. وفي أحدث تصعيد من قبل إيران كشفت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية أن السفينة الحربية "دانكان" المتجهة إلى الخليج لدعم التواجد العسكري البريطاني هناك أعلنت حالة التأهب القصوى بعد العثور على قارب ايراني مفخخ مسير عن بعد كان في طريقه للبارجة الحربية. وذكرت مراسلة تايمز لوسي فيشر في تغريدة على تويتر أن "الفرقاطة كنت من الطراز 23 ستنتشر في سبتمبر (أيلول)، والسفينة ويف نايت ستصل الشهر القادم". وأعلنت الحكومة البريطانية الخميس الماضي استعدادها لبحث أي طلب أميركي من شأنه دعم واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، في إعلان يأتي في ذروة التوتر الأميركي الإيراني وعلى ضوء أزمة بين طهران ولندن بسبب احتجاز الأخيرة ناقلة نفط إيرانية في جبل طارق. ويشير هذا الإعلان إلى إمكانية انخراط بريطانيا في تحالف عسكري واسع تسعى واشنطن لبنائه لمواجهة الانتهاكات والأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة. وكانت واشنطن قد أعلنت قبل أيام عن مبادرة تستهدف تشكيل حلف دولي موسع يتولى ضمان الملاحة البحرية في الممرات الحيوية للتجارة العالمية ولإمدادات النفط قبالة اليمن وإيران أي في مضيقي باب المندب وهرمز. وليس واضحا ما إذا كانت التعزيزات العسكرية البريطانية ضمن إطار مواجهة أوسع لتهديدات إيران للملاحة البحرية وإمدادات النفط في مضيقي هرمز وباب المندب، لكن المؤكد أنها لم تأت من فراغ وإنما استنادا لتطورات الوضع في الفترة الأخيرة. وامتنعت بريطانيا عن الانخراط في مقترح أميركي يقضي بمرافقة أمنية للسفن التجارية وناقلات النفط في الممرات المائية الحيوية قبالة إيران واليمن. ولم يكن من السهل اللجوء لهذا الخيار (المرافقة الأمنية) نظرا لكلفته وللتعقيدات اللوجستية والعسكرية، لكنه كان الخيار الأنسب في ظل استمرار طهران ووكلائها في تهديد الملاحة البحرية بالمنطقة. وفي تطور آخر أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء حدوث "تقدم كبير" في ما يتعلق بملف إيران. وقال خلال اجتماع حكومي بالبيت الأبيض، إن "هناك تقدما كبيرا مع طهران"، لافتا إلى عدم سعيه لتغيير النظام الإيراني. ولم يدل ترامب بأي تفاصيل حول ذلك التقدم، لكن وزير خارجيته مايك بومبيو قال إن إيران أعلنت استعدادها "للتفاوض بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية". وشدد الرئيس الأميركي في المقابل على رغبة واشنطن في خروج إيران من اليمن، قائلا "إيران تريد التحدث معنا وسنرى ما سيحدث". وقبل أكثر من عام انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي مع طهران وفرضت عقوبات على الأخيرة، ما تسبب بتصاعد التوتر في المنطقة وسط تهديدات إيرانية بالعمل على وقف صادرات الخليج النفطية والتحلل من التزاماتها النووية تدريجيا. وتتهم الولايات المتحدة ودول خليجية، إيران باستهداف ناقلتي نفط قرب هرمز في يونيو/حزيران الماضي ومحطتين لضخ الخام في شرق السعودية قبل ذلك بأقل من شهر، فضلا عن دعم جماعة الحوثي باليمن. وذكرت إيران الأسبوع الماضي أنها تجاوزت سقف تخصيب اليورانيوم الذي حدده الاتفاق المبرم في 2015 بنسبة 3.67 بالمئة كما تجاوزت سقف مخزوناتها من اليورانيوم المخصب والمحددة بـ300 كلغ.

مشاركة :