سلوكيات مرفوضة في رمضان وغيره..!

  • 5/8/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقول الله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} صدق الله العظيم، وقوله الحق في كل زمان ومكان، بما في ذلك شهر الخير (رمضان)؛ فالتبذير والإسراف ليس من سمات المؤمن المسلم، ولكن للأسف طغى الوضع الاجتماعي، والعرف السائد على ما يقرره الدين، فصار رمضان شهر التسمين، وصار شهر الصيام شهراً للطعام والنوم والكسل والفوضى، وصار شهر العبادة شعاره هل من زيادة في طعام، ولا حول ولا قوة إلا بالله، الأكثر من ذلك أن بعض البلدان قد شط بهم الأمر إلى حد الخيام الطعامية، ولكن لا نتحدث عن غيرنا، فما لدينا يكفي، وسلات المهملات تشهد على ما يحدث، والتناهب في الأسواق الغذائية والمطاعم أكبر دليل على البطون التي تستيقظ في رمضان، والأمر ليس بطوناً فحسب، وإنما نفوس جائعة تشتري أضعاف أضعاف الحاجة؛ لترمي بعد ذلك ما يزيد وهو كثير، هل هذا هو المطلوب، وخصوصاً في رمضان؟ ألم يسمع المسرفون قول الله تعالى بحقهم:{إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}؟، ألم يعلموا أنهم في شهر التقوى يغضبون رب العباد بأفعالهم؟ وهل بعد غضب الله شيء؟!! نعم، فلنتصدق بثمن هذا الطعام الزائد، فلنعطِ الفقراء والمحتاجين، ولكن لا نرميه – أكرمكم الله – مع الفضلات، فلقد صارت موائدنا الرمضانية في معظمها للزبالة، والتجار دائماً يؤكدون أن مبيعاتهم تزيد أضعافاً مضاعفة خلال رمضان، وما لا يباع عادة في أيام السنة يباع بكل سهولة في رمضان. للأمر أسباب، منها النفس البشرية، ومنها العادات الاجتماعية، وحب التظاهر، والمباهاة، والمراءاة، ومنها الشراهة في الأكل، وهي سمة من سمات العصر، ومنها نقص الوعي، ومنها الإعلام بوسائله المختلفة التي تشجع الإعلانات والدعايات التجارية الغذائية، وتصف الوصفات الغذائية الشهية، ولكن في تصوري أن السبب الأكبر هو عدم ربط البعض القضية بالوازع الديني، فلو فكرنا قليلاً بالأمر من الزاوية الدينية؛ لنبذنا هذه العادات وراء ظهورنا، ولتخلصنا منها، إننا نعرف أن بعض الصائمين يعتقدون أنهم إنما سيأكلون طعام البر، ويشربون ماء البحر كله لحظة الإفطار، ولكن يا ابن آدم سعة بطنك محدودة، وإخوانك بحاجة أكثر، ألم تسمع بقول الله تعالى:{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}، وصدق الله العظيم، ولا تنسوا أن رمضان شاهد. أجزم أن حياتنا في رمضان ستكون أحلى وأبهى لو تخلينا عن هذه العادة السيئة، واقتصرنا على ما يسد الجوع، كل يوم صنف معين، وأرحنا المعدة من تعدد الأصناف التي ترهقها، واشتغلنا بالعبادة من صلاة وتلاوة وذكر، وجد في العمل، وإتقان، وإنجاز، جربوا ذلك ولن تندموا، والله المستعان.

مشاركة :