السويد تختار الخصام مع المسلمين - جاسر عبد العزيز الجاسر

  • 3/19/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

جاسر عبد العزيز الجاسر أدخلت وزيرة خارجية السويد بلادها في مواجهة مع الدول الإسلامية والعربية، وهي خصومة إن لم تعالج من الحكومة السويدية فإنها ستطيح بمملكة السويد خارج اهتمامات المسلمين والعرب، وأن مليارا ونصف المليار مسلم سيتعاملون مع هذه الدولة كواحدة من الدول التي تحكم من حكومة منبوذة من المسلمين، وقد ظهرت أولى إشارات ذلك عندما منعت وزيرة الخارجية السويدية من التحدث أمام وزراء خارجية الدول العربية وهي بداية فقط، فبعد استدعاء السفير السعودي من السويد لا بد وأن يتبع ذلك خطوات أخرى لا تقتصر على المملكة العربية السعودية، بل ستتضامن معها دول أخرى بداية بدول مجلس التعاون التي تنسق سياساتها الدولية، فالقضية التي أثارتها وزيرة الخارجية السويدية لا تخص السعودية فقط وإن حصرتها الوزيرة في نطاقها الجغرافي وتناست البعد الإسلامي والتشريعي الذي تناولته الوزيرة بفهم أو من دون فهم لمقاصد الشريعة الإسلامية وأحكامها التي تلتزم بها جميع الدول الإسلامية، فالشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس والأساسي لجميع الدول الإسلامية، وإذا كانت المملكة العربية السعودية تستند في جميع أحكامها وتشريعاتها على الشريعة الإسلامية كمصدر أساسي ورئيس للقضاء فيها، فإن الدول الإسلامية حتى وإن تضمنت تشريعاتها وأحكامها، أنظمة وقوانين وضعية، إلا أنها لا تتضمن تشريعاتها أي نصوص تتعارض مع الشريعة الإسلامية، وطبعًا لا تقبل بأي إساءة توجه لهذه الشريعة السمحة من أي دولة ومن أي مسؤول في تلك الدول مهما كان مستواه الوظيفي.. ووزيرة الخارجية السويدية التي أساءت للمسلمين جميعًا من خلال التعرض للأحكام القضائية المستمدة من الشريعة الإسلامية في تدخل فج في الشؤون الداخلية لدول محورية ومهمة ليس في منطقتها، بل واحدة من أهم عشرين دولة في العالم، ودولة عرفت ببعدها عن التدخل في شؤون الآخرين وهو ما يجعلها حريصة جدًا في عدم السماح لأي دولة أو شخص بالتدخل في شؤونها الداخلية المبنية على التزام تام بالشريعة الإسلامية التي يؤمن بها جميع أفراد الشعب السعودي. طبعًا ليس من المنطق أن نتدخل في شؤون الشعب السويدي رغم رفضنا لكثير من الممارسات والسلوكيات التي نرفضها ونشمئز منها، كالإباحية المثلية والإلحاد وغيرهما من السلوكيات التي يمارسها السويديون، ولكن هل صدر منا أو من أي مسؤول سعودي ما يعارض ذلك الذي يمارسه ويرتضاه بعض السويديين..؟! إذن من الذي طلب من وزيرة الخارجية السويدية أن تتدخل في شأن سعودي مبني على التزام إسلامي تفرضه الشرائع السماوية وليس سلوكيات شخصية أوجدتها غرائز لمتعة وقتية تتعارض مع الطبيعة الإنسانية التي تعارض أي شذوذ لا يأخذ في الاعتبار دور الأخلاق والإنسان في استمرارية الحياة.

مشاركة :