مع بداية شهر رمضان وتزامنه مع فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة فى هذا التوقيت من العام يظهر الإقبال الشديد، بعد انتهاء ساعات الصيام وحلول موعد الإفطار على تناول المرطبات والعصائر لتعويض فترة طويلة من الصيام.وتتربع مشروبات معينة على مائدة المصريين فى الشهر الفضيل وعلى رأسها مشروب "التمر هندي"، الذي يعد من المشروبات الرمضانية الشهيرة التي لا تخلو مائدة إفطار من تواجده والذي كان لارتباطه بشهر رمضان عوامل متعددة منها ما هو تاريخي وأخرى ثقافية والتى نستعرضها فى السطور التالية. يا صايم التمر هندى يروى العطشان، بارد بارد التمر هندي.. عبارات يرددها بائعو التمر هندي خلال شهر رمضان لجذب انتباه زبائنهم، باعتباره المشروب الشعبى التقليدي، إذ أنه يتصدر قائمة مشروبات رمضان لما له من فوائد تعوض فقدان السوائل أثناء فترة الصوم، ولما له مذاق خاص يعشقه الشعب المصرى والشعوب العربية أيضا. التمر الهندي هو لب ثمار قرنية لنبات شجري دائم الخضرة سريع النمو يصل ارتفاعه إلى حوالي ثلاثة أمتار وأوراقه مركبة الأزهار عنقودية، صفراء اللون والخشب صلب لونه مائل إلى الحمرة، الثمار عبارة عن قرون ويستخدم اللب البني لحمي حمضي المذاق الذي يغلف البذور وحين تجمع الثمار تزال قشورها الصلبة ثم تعجن فتتكون كتل سمراء اللون وربما تخلط بسكر ليساعد على حفظها وعدم فسادها، يعرف التمر الهندي بعدة أسماء منها الحمر والحومر والعرديب. يرجح أن موطنه الأصلي أفريقيا الاستوائية وعرف منذ القدم في السودان ومصر والهند وانتشر إلى جزر الكاريبي وإلى أغلب بقاع العالم عبر الطب القديم، ويقال أن موطنها جزيرة مدغشقر وشرق أفريقيا ومنها انتشرت إلى المناطق المدارية كفلوريدا والقاحلة والشبه القاحلة كالسنيغال ،النيجر ،ساحل العاج والسودان.يعتبر الفراعنة هم من لهم الفضل الأول في إدخال زراعة التمر الهندي خلال العصور الوسطى إلى مناطق البحر الأبيض المتوسط وقد عثر علماء الآثار على بعض اجزاء من التمر الهندي في مقابر الفراعنة. وقد عرفت أوروبا التمر الهندي لاول مرة عن طريق العرب خلال العصور الوسطى. وجاء التمر الهندي في وصفة فرعونية في بردية إيبرز، الطبية ضمن وصفة علاجية لطرد وقتل الديدان في البطن، ووصف أطباء الفرس القدامى منقوع التمر الهندي شرابا لعلاج بعض امراض المعدة والحميات الناشئة عنها ثم عرفت أوروبا هذه الفوائد العلاجية عن طريق العرب الذين حملوا معهم التمر الهندي أثناء الفتوحات الإسلامية.وقال عنه أبو بكر الرازي عن التمر الهندي: "عصارة التمر الهندي تقطع العطش لأنها باردة طرية".وقال عنه ابن سينا "التمر الهندي ينفع مع القيء والعطش في الحميات ويقبض المعدة المسترخية من كثرة القيء.. يسهل الصفراء والشراب من طبيخه قريب من نصف رطل ينفع الحميات". يحضر التمر الهندي بنقعه في الماء البارد لمدة عدة ساعات أو في الماء المغلي لمدة بسيطة مع إضافة بضع من أوراق الكركديه وبذور الشمر ثم تركه حتى يستقر ثم يصفى ويضاف إليه قليل من السكر، يشرب التمر الهندي في رمضان في أي وقت من الليل ويعتبر من المشروبات المفضلة لدى كثير من الناس كما أن التمر الهندي يدخل في بعض المأكولات.
مشاركة :