نفحات الأدباء|| العقاد يوضح الحكمة الكبرى من فرض الصيام

  • 5/9/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ذكر عملاق الأدب العربى عباس محمود العقاد فى كتابه «الإسلام دعوة عالمية»، أن الحكمة الكبرى من الصيام هى القدرة على النفس، وهى الحكمة التى يحتاجها الغنى والفقير ويستفيد منها المجدود والمحروم؛ ويقول فى هذا الكتاب إن القدرة على النفس هى كل شىء فى مقاييس الأخلاق والفضائل ومناط الأخلاق والفضائل جميعا فى كل حالة وكل معيشة، أيا كان حظها فى الفقر والغناء ومن السعادة والشقاء. ويضيف العقاد: نحن لا نستطيع أن نتخيل فضيلة تخلو من قدرة الإنسان على نفسه، وليس فى وسعنا تكليفا يقوم به الإنسان من غير تطويع نفسه، ولا فرق فى التكليف بين فرائض الدين وفرائض الدنيا، أو بين العبادات ونظام الاجتماع ونظام الحياة الفردية الذى يفرضه الإنسان على نفسه لأداء عمل من الأعمال، ويوضح أن القدرة على النفس هى الحكمة الكبرى كما قلنا من قبل للصيام فهى جزاء واف لصيام الصائم ويساوى بل يزيد على ما فاته من حظ الصيام والشراب. ويتابع العقاد: اختلاف الحكمة من شهر رمضان هو الحكم الفاصل بين اللفظين، فمن يحس أن الصيام عذاب يعلم صاحبه كيف يرثى للمعذبين وحرمانا يهديه إلى الرأفة بالمحرومين، فله أن يقول إن فراق العذاب عيد وأن الحرمان حظ سعيد، ومن كان يحسب أن الصيام رياضة تدله على قدرته وترضيه عن عزيمته فله أن يقول إنه ينتهى من تلك الرياضة إلى الغبطة بنفسه والطمأنينة إلى ضميره، وإنه قد بلغ بها ختامها فى عامها وهو سعيد بذلك الختام. ويشير العقاد إلى أن فريضة الصيام هى الفريضة المثلى لأنها تجيء فى شهر معلوم فيشمل العالم الإسلامى كله، وتصبح هذه العبادة فيه فردية وإنسانية عامة فى وقت واحد، وتأتى فى شهر قمرى يختلف موقعه من فصول السنة فلا تقتصر الرياضة النفسية على موسم دون موسم ولا تختص بالشتاء دون الصيف، وما دام المعول من فريضة الصيام من أساسها أن نكون قدرة على ضبط النفس، فالأوفق أن تتقرر بموعد محدود وأن لا يملك الصيام أرجاءها مع الكسل والتسويف إيثارا لوقت على وقت.

مشاركة :