نفحات الأدباء| عباس العقاد وتنبؤاته عن قنبلة الغد في القرن الـ21

  • 5/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

نشر عباس محمود العقاد فى يناير عام ١٩٥٠، مقالا له تحت عنوان «قنبلة الغد» بمجلة الهلال.قال العقاد: إن العصور تشتهر باختراع شامل أو حركة إنسانية كبيرة يشترك فيها أكثر من أمة واحدة، فيقال مثلا عصر المطبعة وعصر البخار وعصر الكهرباء وعصر الطيران إلى آخره، ويقال أيضا عصر النهضة وعصر الثورة الفرنسية.بين العقاد أنه قد تكون هناك علاقة بين المخترعات الصناعية والحركات الإنسانية فتكون إحداهما نتيجة للأخرى أو تكون هذه وتلك نتجة عامل واحد.وأوضح العقاد أن القرن الحادى والعشرين سيأتى ولما يفرغ العالم من محاولاته فى الطاقة الذرية، وستمضى بقية القرن العشرين وتهل على العالم مطالع القرن الذى يليه والطاقة الذرية هى مارد الزمن الذى يحاول البشر ترويضه، ويحسبون أنهم قد ملأوا وقتهم عملا وابتكارا إذا استطاعوا بعد ذلك أن يروضوه.وتابع العقاد: قنبلة الغد فى هذه الحركة الإنسانية هى تكوين «القوة العالمية» التى تتغلب على كل قوة منفردة، فإذا وجدت قوة العالم فكل قوة مغلوبة أمامها وكل دولة تحاول الطغيان بأسلحتها أو بأموالها تنعزل وتنهزم.ويضيف العقاد فى حديثه عن قنبلة الغد وتنبؤاته فى ذلك الوقت: أن الهيئات لا تستطيع أن تنفرد، ولكن هذا لا يكفى لتحقيق الغرض من الهيئة العالمية لهيئة الأمم المتحدة وما إليها، بل وينبغى أن يكون فى الأرض عالم تجمعه بنية واحدة وتدخل فيه الدول الكبيرة والدول الصغيرة، كما تدخل الأعضاء فى الجسد الواحد، وينبغى أن تكون فى الأرض وحدة عالمية يشد بعضها بعضا ويتألم بعضها لألم بعض، إلا أننا نجد اليوم الهيئة العالمية مجموعة من أجزاء متفرقة لم يبلغ بها تمام التكوين أن ترتبط فيما بينها ارتباط البنية الحية، فيؤذيها ألم الأصبع أذية يخافها الرأس والقلب والذراع، ويخشى العضو الكبير على العضو الصغير، ولا يحسب أنه يسخره ويؤلمه ويؤذيه وهو فى أمان من عاقبة أذاه.

مشاركة :