سيافيا أمارو* تسبب ترامب بهزة في الاتحاد الأوروبي العام الماضي عندما قرر فرض تعريفات على الصلب والألمنيوم. وردت بروكسل على الفور، وفرضت الرسوم على الجينز وزبدة الفول السوداني، وغيرها من السلع الأمريكية.تتصاعد الخلافات التجارية بين واشنطن وبروكسل منذ انتخاب الرئيس دونالد ترامب عام 2016، حيث توقفت المفاوضات التجارية بين جانبي الأطلسي. ووصف ترامب أوروبا بأنها «ربما تكون سيئة مثل الصين»، عندما يتعلق الأمر بالتجارة ووصفها بأنها شريك تجاري عدواني.ومع ذلك، وعلى الرغم من التهديدات الأمريكية بشأن التعريفات الجمركية الجديدة على أوروبا واستعدادات الأخيرة للرد، فإن المحللين لا يتوقعون حرباً تجارية بين العملاقين الاقتصاديين لعدة أسباب.وقال ريكردو جارسيا المحلل الاقتصادي في شركة «يو بي إس» الأمريكية، إن الحرب التجارية تعني هبوطاً كبيراً في الناتج الإجمالي لمنطقة اليورو، مقللاً من احتمال اللجوء إلى هذا السيناريو. ولا شك في أن الاتحاد الأوروبي سيكون في وضع أفضل بكثير للانتقام من الولايات المتحدة مقارنة مع وضع الصين. ويبدو أنه يستعد للقيام بذلك بطريقة مدروسة للغاية، قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في 2020.وتسبب ترامب بهزة في الاتحاد الأوروبي العام الماضي عندما قرر فرض تعريفات على الصلب والألمنيوم. وردت بروكسل على الفور، وفرضت الرسوم على قطن الدنيم (الجينز) وزبدة الفول السوداني، وغيرها من السلع الأمريكية. كما نقل الاتحاد الأوروبي القضية إلى منظمة التجارة العالمية.ولتضييق هوة الخلافات بين الجانبين، والحيلولة دون فرض مزيد من الرسوم على سلع الاتحاد الأوروبي، التقى رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود جونكر، مع الرئيس ترامب في واشنطن، بعد فرض التعرفة الأولى بشهرين. واتفق الجانبان على العمل سوياً لخفض التعريفات الحالية إلى حدود الصفر على السلع الصناعية غير السيارات، وعلى شراء مزيد من الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة والبحث في تقريب معايير العمل التجاري التي يعتمدها كل طرف.وقد تبنت الدول الأوروبية الثماني والعشرون أخيراً موقفاً مشتركاً للتفاوض على التجارة مع الولايات المتحدة، حيث يريد الاتحاد الأوروبي التوصل إلى اتفاق يركز بشكل صارم على السلع الصناعية، ويستبعد المنتجات الزراعية، وهو اقتراح لا يحبه الرئيس ترامب.واتهم الرئيس الأمريكي الأوروبيين بأن وارداتهم من المنتجات الأمريكية قليلة جداً، على الرغم من أنهم يصدرون كل شيء إلى الولايات المتحدة بدءاً من سيارات المرسيدس وانتهاء بأدوات المطبخ. ووصف ترامب هذه الصيغة من التبادل التجاري بأنها غير عادلة، مهدداً بفرض رسوم جمركية على شركات صناعة السيارات الأوروبية إذا رفض الاتحاد الأوروبي توسيع دارة التفاوض، بحيث تشمل المتطلبات الأمريكية كلها.ويعتقد المراقبون أن المفاوضات بين الجانبين الأمريكي والأوروبي لن تكون بلا ضجيج، لكن تصاعد النزاع أمر غير مرجح أيضاً باعتباره يضر بالمصالح المشتركة وينعكس سلباً على الصناعات الرئيسية في البلدين وعلى الاقتصاد العالمي، وهو ما كشفت عنه الخلافات الأمريكية الصينية خلال أكثر من عشرة أشهر من الأخذ والرد.وعلى الرغم من أن ترامب هدد الصين وتحداها منذ توليه السلطة، وفرض جولات متزايدة من الرسوم الجمركية على السلع الصينية، فإن التقارير التي تصدر عن وسائل الإعلام الرسمية في البلدين تشير في الوقت الحالي إلى أن التوصل إلى اتفاقية تجارية مشتركة بين الجانبين بات وشيكاً.ويؤكد الخبراء أن التوصل إلى اتفاقية بين بكين وواشنطن، سيجعل الاتفاق مع بروكسل أكثر ترجيحاً. ففي نهاية المطاف لا يعتبر الاتحاد الأوروبي منافساً جغرافياً للولايات المتحدة. وليس هناك من يجرؤ على ترجيح احتمالات الحرب التجارية بين واشنطن وبروكسل؛ لأن الدعم السياسي الذي يحظى به ترامب في موقفه المتشدد مع بكين، لا يجده في حال التصعيد مع الاتحاد الأوروبي.إلا أن الموقف بين واشنطن وبكين لا يزال مفتوحاً على كل الاحتمالات، فحتى الآن لم يتم إبرام اتفاق رسمي ولم تصل الخلافات بينهما إلى حد إعلان الحرب التجارية الفعلية. * «سي إن بي سي»
مشاركة :