بينما أكد العقيد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي لـ«الشرق الأوسط» أن «قوات الجيش قد اقتربت من إنهاء عملية تحرير مدينة بنغازي ثاني كبريات المدن الليبية»، أعلن اللواء صقر الجروشي قائد القوات الجوية الليبية أن سلاح الجو الليبي سيكثف غاراته على كل المناطق الغربية قريبا وسيستهدف منطقة الهلال النفطي حيث أوكار «داعش» وميليشيات ما يسمى بـ«فجر ليبيا». في غضون ذلك، أعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إدانتها للهجوم العسكري الأخير على مطار الزنتان، واعتبرته في بيان لها أمس، عملا غير مبرر على الإطلاق، إذ يأتي على خلفية الدعوات المتكررة من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لكل الأطراف لعدم القيام بأي أعمال تهدد بتصعيد التوتر في الوقت الذي ينخرط فيه القادة الليبيون في عملية الحوار. وأعربت البعثة عن خيبة أملها الشديدة من جراء مواصلة الأطراف المتحاربة الانخراط بشكل ممنهج في أعمال عدوانية ضد البنية التحتية المدنية وغيرها من الخدمات الأساسية في جميع أنحاء ليبيا، مناشدة قادة ليبيا إلى الاضطلاع بمسؤولياتهم القانونية والسياسية من خلال ضمان امتثال جميع القوات العاملة تحت إمرتهم لالتزاماتها السياسية في إطار عملية الحوار. وقالت إنه «بالنظر إلى عزم الجماعات الإرهابية على توسيع مناطق نفوذها، فإنها تحث جميع أطراف النزاع المختلفة في ليبيا، سواء كانت سياسية أو عسكرية، على الكف عن زيادة التصعيد العسكري وتركيز جهودها بدلا من ذلك على مكافحة هذا العدو المشترك الذي لن يردعه رادع عن تحقيق الهدف النهائي المتمثل في إقامة حكم إرهابي وحشي لا مثيل له كما فعل في بلدان أخرى». من جانبه، قال العقيد المسماري الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش تحقق تقدما مطردا على الأرض»، متوقعا إعلان تحرير مدينة بنغازي في شرق ليبيا من قبضة الجماعات الإرهابية في غضون أسابيع قليلة فقط.. وفقا لما أكده الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي مؤخرا. ولفت المسماري إلى أن قوات الجيش الليبي - على الرغم مما وصفه بـ«قلة العتاد العسكري»؛ إلا أنها تواصل تقدمها في المعاقل الأخيرة التي تتحصن فيها عناصر الجماعات المتطرفة خاصة ما يسمى بأنصار الشريعة ومجلس شورى ثوار بنغازي. من جهته، نفى اللواء الجروشي قائد سلاح الجو الليبي، مشاركة أي طائرات مجهولة أو أجنبية في الغارات التي يشنها سلاح الجو على أهداف ومواقع تابعة لميلشيات فجر ليبيا في عدة مدن ليبية، مشيرا إلى أن الطائرات تنفذ ما سماه بعمليات «قصف دائم» لأوكار الإرهاب من «داعش» وميليشيات «فجر ليبيا»، مضيفا: أن «سلاح الجو يقصف أوكار (داعش) وتلك الميليشيات بشكل دائم انطلاقا من قواعده في البريقة ليوفر الحماية الدائمة للموانئ النفطية ويطهرها من عبثهم»، موضحا أن سلاح الجو سيكثف غاراته على كل المناطق الغربية قريبا.. وسيستهدف خاصة منطقة الهلال النفطي وحيثما تكون هناك أوكار المتطرفين. وتخوض قوات الجيش الليبي قتالا عنيفا ضد بقايا الجماعات المتطرفة في المدينة؛ لكنها نجحت في السيطرة على منطقة سانية عزيزة بالكامل بعد اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وسقطت الكثير من القذائف العشوائية على منطقة الليثي، مساء أول من أمس، جراء هذه الاشتباكات، فيما نقلت وكالة الأنباء الحكومية عن مصدر مطلع بالقوات الخاصة (الصاعقة) أن القذائف التي سقطت على منزل وبالقرب من أحد المساجد لم تسفر عن وقوع أضرار بشرية، مؤكدا أن محور الليثي يشهد معارك شرسة بكل أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة بين قوات الجيش الوطني وشباب المناطق المتطوعين وبقايا الميليشيات الإرهابية. في سياق آخر، أعلن الفريق حفتر خلال لقائه في مدينة المرج مع وفد من أعيان ومشايخ قبيلة الزوية في مدينة الكفرة، أن القوة المشتركة المكلفة بحماية الجنوب الليبي تم تفكيكها بقرار صادر من اللواء عبد الرزاق الناظوري رئيس هيئة أركان الجيش، لافتا إلى أنه تم تكليف الكتيبة الموجودة بمدينة الكفرة بقيادة العقيد سليمان حامد، بحماية الحدود الجنوبية للكفرة، موضحا أن «الأوامر ستصدر للجيش بحماية الطريق الذي يربط الكفرة بالشمال». فيما قتل 12 شخصا وأصيب 4 آخرون في اشتباكات عنيفة بين قوات عملية «الشروق» والكتيبة (166 مشاة) التابعتين لميلشيات «فجر ليبيا» وبين عناصر «داعش» في منطقة النوفلية شرق سرت. واعترفت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي الموالية للمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، بمقتل عدد من الجنود لم تحددهم أثناء ما وصفته بتصديهم الشجاع للجماعات المسلحة الإرهابية وهم يؤدون واجبهم الوطني بمنطقة سرت. وطلبت رئاسة الأركان من منتسبيها توخي الحيطة والحذر أثناء التصدي لهذه العصابات المارقة من أجل الحفاظ على أنفسهم وأسلحتهم ومعداتهم. ونفى رئيس مجلس حكماء سرت نزوح عدد من أهالي المدينة باتجاه مدينة مصراتة في غرب البلاد؛ لكنه أعلن في المقابل أن المدينة تشهد نقصا حادا في الوقود والأدوية الطبية إلى جانب افتقاد مصارف المدينة للسيولة المالية. إلى ذلك، قال عضو بالبرلمان السابق عبد الله الكبير، إن «الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني في مدينة البيضاء (شرق ليبيا) ستجد صعوبة في بيع النفط لأن موظفي المبيعات والعقود وقواعد البيانات لدى مقر المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس». وأضاف عضو لجنة الطاقة بالبرلمان الموازي أن «جميع موظفي المبيعات والعقود وقواعد البيانات يعملون من طرابلس»، معربا عن شكوكه من أن تتمكن حكومة الثني من بيع النفط من الشرق، لأنه لا تتوافر لها ملفات العقود والإمكانات الموجودة أصلا في طرابلس. من جهة أخرى، وفى خطوة وصفت بأنها تمثل تحديا رسميا تونسيا للحكومة الشرعية في ليبيا، التقى القنصل التونسي إبراهيم رزقي، ومصطفى القليب وزير العدل فيما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني التي يترأسها عمر الحاسي وتحظى بتأييد ميلشيات فجر ليبيا المتطرفة التي سيطرت على العاصمة طرابلس الصيف الماضي. وقالت وكالة الأنباء الموالية لهذه الحكومة إنه «تم خلال اللقاء مناقشة الجوانب القضائية والأمنية، بالإضافة إلى تفعيل الاتفاقيات المبرمة بين البلدين، خصوصا فيما يتعلق بالمناطق الحدودية»، مشيرة إلى أن اللقاء الذي عقد بحضور وكيل الوزارة تناول الكثير من المواضيع المهمة التي تهم مصلحة البلدين. ونقلت عن القنصل التونسي استئناف الرحلات الجوية، بين مطاري امعيتيقة ومصراتة إلى مطار صفاقس كخطوة أولى، لافتة إلى أن هذه الرحلات ستستأنف غدا (الجمعة) من مطار امعيتيقة بطرابلس.
مشاركة :