مثل الملح، يوجد الفلفل الأسود تقريبًا على كل مائدة طعام؛ لكنه لم يحظ بالكثير من الاهتمام مثلما حظي ملح الطعام، الأمر الذي جعل الخبراء يتجهون لدراسته ومركباته خلال الفترة الماضية؛ حيث اعتبره البعض يستحق المزيد من التدقيق، خاصة بعد أن ربطت بعض الأبحاث بين الفلفل الأسود والقضاء على الأمينات الحلقية غير المتجانسة، وهي المواد الكيميائية المسببة للسرطان، والتي تتشكل عند تفحم اللحم أو طهوه في درجات حرارة عالية، ومنها بحث في جامعة ولاية كنساس، وجد أن خلط جرام واحد من الفلفل الأسود الطازج مع 100 جرام من اللحم المفروم قضى تقريبًا بالكامل على تكوين هذه المواد أثناء الطهو. وحسب الباحثين هناك عدد من الدراسات على الحيوانات تشير إلى بعض الفوائد المحتملة لتأثير الفلفل الأسود على الجهاز الهضمي، بعضها يشير إلى أن الفلفل الأسود قد يحفز إفراز الإنزيمات الهاضمة التي تساعد على الشعور بالشبع، وقد نظر الخبراء في قدرة المركب العضوي الذي يمنح الفلفل الأسود طعمه الجذاب (بايبيرين) على زيادة امتصاص الجسم لبعض الإنزيمات والمركبات المفيدة كالكركمين والريسفيراترول، والخصائص المضادة للالتهابات والأكسدة، ومن ثم التقليل من مخاطر الإصابة بأمراض الدماغ والقلب والسكري من النوع الثاني. ويتفق معظم الخبراء على أن هذه المركبات قد تمر عبر الجهاز الهضمي البشري دون أن يتم امتصاصها، ولكن إضافة الفلفل الأسود تحسِّن من قدرة الجسم على امتصاص هذه المواد المهمة، وحسب دراسة أجريت على الفئران (لا يدعمها سند مماثل بالنسبة للبشر)، فإن الإنسان الذي يبلغ وزنه نحو 60 كيلوجرامًا سيحتاج إلى ابتلاع ما يقرب من ملعقتين كبيرتين من الفلفل الأسود للحصول على هذا الفائدة التامة من هذه المادة، فيما يؤكد الخبراء أن قلة من البشر من سيكونون على استعداد أو قادرون على تحمل الكثير من الفلفل، حتى إذا كان في صورة مكمل غذائي، كما أنه قد يتسبب في بعض المشكلات التي قد تنتج من تحفيز الجسم لامتصاص مواد لا يريدها، أو المكونات الغذائية غير الصحية، بما في ذلك بعض الهرمونات والمواد الكيميائية. ولكن الأدلة المتوافرة حتى الآن توحي بأن الفلفل الأسود بالطريقة التي نستخدمه بها حاليًا سواء مرشوشًا أو مطحونًا على الطعام، لا يشكل أي مخاطر صحية، بل بالعكس قد يوفر بعض فوائد الهضم أو امتصاص المغذيات، كما توفر إضافته إلى اللحوم بعض الفوائد المفيدة المضادة للسرطان.
مشاركة :