تعهد أكرم إمام أوغلو، مرشح المعارضة الذي أبطل فوزه في انتخابات بلدية اسطنبول، أمس الخميس، بقيادة «ثورة» من أجل الديمقراطية، واصفاً هيئة الانتخابات التركية ب«وصمة في تاريخ البلاد»، وذلك بعد قرارها إلغاء نتائج الاقتراع المثير للجدل، وتحديد موعد جديد له الشهر المقبل، فيما طالبت أنقرة واشنطن باحترام القرار، وذلك بعد مطالبة أمريكية بضمان نزاهة الانتخابات المقبلة، بينما أبدت الهيئة رفضها للانتقادات الغربية الموجهة إليها، واعتبرتها «غير مقبولة».وقال أوغلو في حوار لوكالة «فرانس برس»: «ما نقوم به الآن هو معركة من أجل الديمقراطية، وتعبئة من أجل الديمقراطية. ستكون بالطبع ثورة عندما نقوم بها حتى نهايتها». وأضاف: إن «الأعضاء السبعة في هيئة الانتخابات سيعتبرهم التاريخ وصمة، لكن تصحيحها من مسؤولياتنا، سنواصل المعركة».وأكد أوغلوا أن حزبه ( الشعب الجمهوري)، سيكون حذراً جداً لتفادي حدوث أي مخالفات خلال جولة الإعادة المقبلة. وأضاف: «سنناضل بشدة. ستشاهدون مئات الآلاف يشاركون في العملية. سيقومون بواجبهم في صناديق الاقتراع». وتابع: «الآلاف، بل عشرات آلاف المحامين ليس فقط من إسطنبول، بل من مختلف أنحاء تركيا، سيشاركون في إدارة العملية بهدف وحيد هو عدم ارتكاب أي خطأ». ويحظى إمام أوغلو بتأييد كبير على شبكات التواصل الاجتماعي لا سيما من رجال الأعمال والفنانين.في السياق نفسه، طالب المتحدث باسم الخارجية التركية حامي أقصوي، واشنطن باحترام قرار الهيئة الانتخابية بإعادة الاقتراع في بلدية إسطنبول، وقال: «حوادث مشابهة وقعت في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان»، مؤكداً «ضرورة الإبقاء في الحسبان أن مثل هذه المسائل يتم حلها في إطار المبادئ الديمقراطية»، موضحاً أن قرار إعادة انتخابات إسطنبول «اتُّخذ بسبب حدوث مخالفات قانونية ولا علاقة له بنتائجها». وحثت الخارجية الأمريكية الليلة الماضية، السلطات التركية على إجراء انتخابات إسطنبول وفقاً لالتزاماتها الدولية، وقالت، إن إجراء «انتخابات حرة ونزيهة وقبول نتائج الانتخابات أمران جوهريان في أي ديمقراطية».ورفضت الهيئة الانتخابية العليا في تركيا، مساء أول أمس الأربعاء، الانتقادات الموجّهة لقرارها إعادة انتخابات بلدية إسطنبول التي فازت فيها المعارضة، ووصفتها بأنها «غير مقبولة» بحسب ما أفادت وكالة «الأناضول». ونقلت الوكالة عن «الهيئة» قولها، إن «من غير المقبول استهداف القضاة شخصياً، والتشكيك فيهم بسبب قرارهم». وأكدت أنها «ستواصل تأدية مهامها على الرغم من الضغوط والقدح والإهانات والتهديدات».وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم خسر الانتخابات البلدية التي أجريت في إسطنبول في 31 مارس/آذار الماضي بفارق ضئيل، واشتكى من «مخالفات» شابت العملية الانتخابية. وقبلت الهيئة الشكاوى، وصوت سبعة من أعضائها هذا الأسبوع لإبطال فوز المعارضة، وإعادة الانتخابات في يونيو/حزيران في قرار عارضه أربعة أعضاء.ووصف زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو، الثلاثاء الماضي، أعضاء الهيئة السبعة بأنهم «أفراد عصابة» خاضعين لأردوغان. وأعرب الحلفاء الغربيون لتركيا عن قلقهم. وانتقد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، قرار هيئة الانتخابات التركية، وقاله عنه إنه «غير شفاف وغير مفهوم بالنسبة لنا». (وكالات)
مشاركة :