بورتريه| الفنان محمود سعيد.. سحر الطبيعة

  • 5/11/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الطبيعة والمناظر الخلابة دائمًا ما تكون السبب الأول لخلق الإبداع الفني، فألوان السماء وامتزاجها مع البحر بالتأكيد ستُحرك خيال الفنان الحقيقى ويدفعه نحو الفرشاة والورق ليبدأ رسم أروع اللوحات المُستمدة من هذه المشاهد الطبيعية، وفى الحلقة السادسة من «حكايات أعلام الفن التشكيلي»، لفنان سكندري، تربت عينيه على الألوان الهادئة والبديعة، إنه الفنان التشكيلى محمود سعيد.أحب محمود سعيد الفن كثيرًا، وبالرغم من ذلك لم تكن دراسته الأساسية فنية، حيث إنه سافر إلى فرنسا لدراسة الحقوق وحصل على البكالوريوس منها وهو فى الثانية والعشرين من عمره بالتزامن مع عام ثورة ١٩١٩، ولكنه لم يغفل أيضًا موهبته التى عشقها بسبب بيئته التى نشأ بها وأثارت إلهامه.درس «سعيد» الفن التشكيلى فى مجال التصوير بأكاديمية الجراند شومير فى العاصمة الفرنسية باريس لمدة عام أثناء فترة دراسته للقانون، فعزز بذلك موهبته وطورها ليُساوى كفاءة كل رواد الفن التشكيلى فى ذلك الوقت، ومن هنا شغلته الطبيعة وزياراته للمتاحف التى استطاع من خلالها تكوين شخصيته الفنية التى عُرف بها عالميًا.وبعد انتهائه من الدراسة، التحق من جديد بأكاديمية جوليان للفنون بالعاصمة الفرنسية باريس، وذاع صيته وانتشر فى جميع أنحاء أوروبا، وفخرت به مصر كثيرًا حتى تمكن من تمثيلها فى المعارض المهمة حول العالم مثل بينالى فينيسيا الدولى فى عدة دورات له، بالإضافة إلى تمثيل مصر أيضًا فى الجناح المصرى بمعرض باريس الدولى وهو فى الأربعين من عمره.أما فى حياته العملية وما بعد الحصول على بكالوريوس القانون ودراسة فن التصوير، انقسمت أيضًا سنوات العمل عند «محمود سعيد» بين الفن والقانون، فبدأ وهو فى الرابع والعشرين من عمره بالعمل منذ تعيينه فى النيابة المُختلطة وظل يتدرج فى السلك القضائى حتى أصبح مستشارا بالاستئناف، وعلى الجانب الفنى عُين عضوًا بالمجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب ومقررًا للجنة الفنون التشكيلية، ومن بعدها تقدم بطلب للتقاعد وهو فى الخمسين من عمره ليتفرغ إلى ممارسة الفن ومواصلة إبداعاته الفنية.أثارت أعمال «سعيد» اندهاش وجذبت أنظار الفنانين من حول العالم، فلوحاته حتى هذا اليوم تُباع فى أشهر المزادات العالمية بمبالغ هائلة لتقدير مُقتنى هذه الأعمال بما لديهم من كنز فنى خرج من شعور وإحساس شخص مارس الفن بكل طاقته وأعطاه من وقته بشكل وافر.وعن ما يميز أعمال الفنان محمود سعيد قال الناقد الفنى كمال الجويلي: «تميزت لوحاته بالتركيز على البعد الثالث بإبراز الإضاءة وتجسيد الأشكال والطبيعة الحية والتعبير الحسى الواضح للموديل التى يختارها مثل إبداعه فى لوحات «بنات بحرى، بنت البلد، ذات الجدائل الذهبية» وغيرها».رجل القانون وأول فنان تشكيلى يحصل على جائزة الدولة التقديرية فى عام ١٩٦٠، قد فارق الحياة ورحل فى عام ١٩٦٤ عن عمر ناهز سبعة وستين عامًا.

مشاركة :