40 فنانا إماراتيا وغربيا يعيدون اكتشاف سحر الطبيعة الاماراتية

  • 3/26/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تنطلق أعمال معرض "معرض "الطبيعة: خلقٌ وإبداع" الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان الفنون 2017 في دورته الرابعة عشرة بحديقة أم الإمارات بأبوظبي، من أصالة فنية لمخيلة خصبة، حيث استطاع الفنانون المشاركون التقاط حركة وإيقاع وحيوية النظم البيئية الإماراتية، مثل الصحراء، والسبخات، والبيئات البحرية والجبلية، بالإضافة إلى بعض الأنواع البرية المحلية الرئيسية في دولة الإمارات مثل المها العربي، والأنواع البحرية مثل أبقار البحر "محمية الأطوم" وسلاحف منقار الصقر، والشعاب المرجانية وغابات القرم. ليقدموا 40 عملاً إبداعياً، تغطي مختلف أشكال أوجه التعبير الفنية، من أعمال رسم ومنحوتات، وتصوير فوتوغرافي، وأعمال تشكيلية، ورسم مصوّر، وذلك في رحلة لاستكشاف بيئة دولة الإمارات البرية والبحرية وجمالياتها وما تمنحه من حقائق غنية. احتفاء المعرض بغنى الطبيعة في إمارة أبوظبي، جاء بمناسبة الذكرى السنوية العشرين لتأسيس "هيئة البيئة - أبوظبي"، الذي أكدت الأمين العام لها رزان خليفة المبارك أن الطبيعة الإماراتية تتميز بسحر الصحراء، وجمال البحر، وتنوع الموائل الطبيعية والحياة الفطرية التي تؤويها، وأن هذا يشكل مصدر إلهام لكتابة الشعر والأغاني التراثية وإبداع العديد من الفنون المرئية. وقالت "لا تزال هذه العناصر الطبيعية، التي تعتبر جزءاً أصيلاً من هويتنا وتراثنا الثقافي، فعلى سبيل المثال نجد أن الجمال الطبيعي لأشجار القرم كان مصدراً لإلهام الفنانين، الذين سعوا لتصوير هذه الأشجار المائية الخلابة، وأهميتها بتوفير الموئل لعدد هائل من الأنواع والكائنات والطيور البحرية. ومما لا شك فيه أن بيئتنا الطبيعية كانت بمثابة القوة الدافعة لاستكشاف وحماية التنوع البيولوجي الثري الذي يتميز به كوكبنا. وأشارت إلى أنها تأمل أن يلهم المعرض جميع أفراد المجتمع ليتعرفوا على مختلف أنواع الفنون والثقافات، وأن تقدم لهم الأعمال الفنية المشاركة في المعرض الحافز المرجو لتفعيل دورهم وتعزيز حبهم وارتباطهم بالتراث الطبيعي، حتى يتمكنوا من مواصلة إسهاماتهم لتعزيز مكانة الدولة لتكون عاصمة عالمية للفن والثقافة والإبداع والابتكار والمعرفة والتسامح. ورأت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي أن المعرض يؤكد الالتزام بتوفير مصادر الإلهام للفنانين من دولة الإمارات، كما يحتفي بالعلاقات المميزة والشراكة الاستراتيجية التي تربطنا بهيئة البيئة – أبوظبي. ينقسم المعرض إلى أربعة أقسام الأول المشاهد الطبيعة لدولة الامارات التي لها العديد من الفنانين المكلفين، ومن بينهم المصور الايطالي الأميركي روبيرتو لوباردو الذي أمضى 24 ساعة متواصلة علي جزيرة "بوطينة" التي تم ترشيحها عام 2011 لتكون إحدى عجائب الطبيعة السبعة الجديدة، وسجل جميع تفاصيلها بصور رقمية بلغ عددها 1440 صورة. وقد أكد الفنان أن عمله يأتي ضمن مشروعه "مخططات" وأن "مخطط بوطينة" يدور حول العالم الطبيعي، وقال "اكتشفت من خلاله منظومة بيئية هشة وجميلة تحتاج إلى الرعاية والحماية والتقدير. وآمل أن يشجع هذا المشروع الناس على البحث عن مثل هذه الأماكن الطبيعية ليتعلموا احترامها وحمايتها من أجل الأجيال القادمة". أما عمر طارق الغصين الذي بدوره أمضى ثلاثة أيام وهو يصور بعض الجزر المحيطة بجزيرة بوطينة، وقد حصل الفنان على فرصة نادرة لاكتشاف جزر مجهولة تماما ضمن مشروع لتصوير 214 جزيرة لم يتم تسميتها حتى الآن، واتخذ الغصين الطبيعة مكانا له، تحدث عن كيفية ارتباط الإنسان بالطبيعة باستخدام صورته. ويتدخل مشروع شيخة المزروع "أرض الرمال" في المشهد الطبيعي بصورة مباشرة حيث قامت بحفر دوائر متحدة المركز في التربة الصخرية لرأس الخيمة، فور انتهائها منه تركت زمام الأمر لقوى الطبيعة من حرارة ورياح وأمطار لتغيره، لذا فإن العمل أشبه بتدخل خارج من كواكب أخرى حيث يظهر كمخلوق غامض وسط الهضاب المحيطة. أما الفنانه أنجالي سرينيغاسان في عملها "أديم الأرض: الطين الجامد" فقد استمدت إلهامها الأساسي من الملح، وذلك لاستكشاف الطبقات الجيولوجيه للرواسب الطبيعية، حيث يشكل العمل تجويفاً جيولوجياً مكوناً من الطبقات المتشكلة عبر التاريخ بشكلها الطبيعي تقريباً. ويأخذ هذا العمل مستوى ميتافيزيقياً أبعد، حيث يشير إلى عودة البشر والحيوانات والنباتات إلى التراب كل في حينه، ما يرمز إلى التطور الطبيعي للأشياء بدون زيادة أو نقصان. القسم الثاني للمعرض هو "البحر" حيث يشكل بعدا آخر للبيئة الطبيعية للإمارات، وهنا نرى عمل كل من عامر الداعور وعامر الحسيني "هذا البحر - أوزان صيد معلقة على خيط صيد" واللذين دأبا من خلال "استدويو التصميم" على تشكيل بحر باستخدام أوزان الصيد التي تم الحصول على كميات كبيرة منها من أسواق الصيد في منطقة ديرة دبي، وهذا البساط من أوزان الصيد المعلقة يذكر المشاهد بأن النظام البيئي في البحر معلق حرفيا بخيط رغم طبيعته الساحرة. ويتناول العمل الفني "موجه" لمايكل رايس التفاعلات التي يحركها تأثير ما، ويتألف من 25 شكلا فرديا موحدا مستوحى من الأنماط الحلزونية في الطبيعة، وهو ما يجعل المشاهد يرى سلسلة تفاعلات من الانطباعات البصرية التي تشبه إلى حد كبير تموجات المياه على سطح البحر. وبدوره يشيد عمل "تألق اللؤلؤ" لرنيم عروق بالدور المهم الذي لعبه اللؤلؤ بالنسبة للإمارات مطلع القرن العشرين، أي قبل اكتشاف النفط، ويستحضر الجمال الطبيعي للؤلؤ من خلال هيكل المحار الخارجي الذي يتسم بالقوة والصلابة، بينما يبدو قسمه الداخلي براقا ليجسد اللؤلؤ داخل الصدف. والعمل هو عبارة عن ثلاث منحوتات مضيئة تكشف عن روعة وجمال المحار، وحوله قالت الفنانة "يتواجد المحار في الطبيعة بأشكال فريدة مختلفة، وقد اختزلت جمالها عبر ابتكار نماذج انسيابية". القسم الثالث "الحيوانات"، ويتناول جماليات الحيوانات من حيث حركاتها وهيئتها مع تسليط الضوء على خطر الانقراض الذي يتهددها. وقد عمل رنيم عروق "حياة جديدة" للمشاهد مستويات مختلفة من الرؤية، حيث صور سبع مجموعات من قرون ظباء المها وهي تنبثق بشكل تدريجي من طبقة رملية، وكأن هناك محاولة لإحيائها في إشارة للرعاية المكثفة لهيئة البيئة بأبوظبي لحماية هذه الحيوانات وإعادتها الى موائلها الطبيعية. وتناولت جانيت بيلوتو في عملها التركيبي "حافة المرج: سيدة البحر" خطر الانقراض بأسلوب مدروس، ويتمحور حول حيوانات الأطوم، ويتضمن عشر قطع من أذيال الأطوم مصنوعة من الاكريليك الشفاف تظهر وكأنها ترتفع في الهواء في إشارة إلى عدد الحيوانات التي تنفق منها سنويا في دولة الامارات. إضافة إلى ذلك تم تصوير الصقر الرمز الوطني لدولة الامارات في عاملين اثنين عمل استوديو التصميم بعنوان "تحليق" الذي يصور الحركات المذهلة لجناح الصقر، وقد أكد الفنان أن أحب شيء في الطبيعة بالنسبة إليه هو مراقبة الحركات والأنماط المتكررة، ولا سيما في مجال الحركة. وقال "أشعر دوماً برغبة في ترجمتها إلى حركات وأشياء ميكانيكية مجردة أو صناعية. وقد استقيت عملي "تحليق" من الحضور الجسدي للصقر، هذا الطائر الذي عادة ما نراه ساكناً في الأحوال العادية، وبمراقبتنا له مراراً أثناء التحليق، اكتشفنا بهاء هذا الطائر، إذ يشكل نطاق وامتداد وعرض جناحيه وخفقانهما المتكرر مشهداً مذهلا. وقد رغبن بالتقاط هذه الحركة وتقديم عمل فني يعكس جمالها". والعمل الثاني مقطع الفيديو لهندرك فال عبارة رسوم متحركة مزدوجة تجسد حركات متناغمة لصقر وسلحفاة بحرية وسط بيئة غامرة في غرفة مظلمة. وقد لفت فال إلى أنه عند بدء عمله على هذا المشروع، وضع نصب عينيه مفهومين أساسين هما: الموجة والمعادلة الأسية، فالمعادلات الأسية تعني عنده "النمو الأبدي"، وهذا يبدو برأيه غير صحي نوعاً ما في سياق علاقة البشر بالطبيعة. القسم الأخير النباتات، تناولت معظم أعماله حياة النباتات في دولة الامارات التي تعتبر أشجار القرم من أبرزها، واستمد العديد من الفنانين أعمالهم هذه من زياراتهم المتكررة إلى "منتزه القرم الوطني" ويشكل عمل حازم حرب "ما وراء المدينة: داخل المدينة" تجربة تحولية تبرز المزاج المتغير في المكان. ويتألف العمل التركيبي من ثلاث قطع خشبية كبيرة مثبت عليها ألواح مصنوعة من الإكريليك، تعرض صورا فوتوغرافية متداخلة لغابات القرم في أوقات مختلفة من اليوم وبحسب وصف الفنان تجاوز البيئات الطبيعية والحضرية الوطني حيث يقع منتزه القرم الوطني في قلب العاصمة الاماراتية، ودمج الضوء ضمن تكوين العمل يرسم حوارا لانهائيا يجمع الضوء والمكان والزمان والمشاهد، وقد وضع العمل في آخر المعرض لينقل المشاهد من البيئة الصناعية للمعرض إلى البيئة الطبيعية الرحبة لحديقة "أم الامارات" التي يقام المعرض داخلها. يذكر أن الفنانين المشاركين في المعرض هم: جيل باركر، عزة القبيسي، روبيرتو لوباردو، طارق الغصين، تالين هزبر، شيخة المزروع، أنجالي سرينيفانسان، ليلى جمعة، زليخة بنيمان، مايكل رايس، خالد الشعفار، يوسف الحبشي، محمد عبدالله المسلمي، ريم سعيد، جانيت بيلوتو، منى آل علي، أحمد الفارسي، فاطمة لوتاه، حازم حرب، رنيم عروق، عامر الداعور.   محمد الحمامصي

مشاركة :