قائد عسكري ليبي لـ "الاتحاد": اقتحام قلب العاصمة مؤجل حماية للمدنيين

  • 5/12/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد محاور القتال المختلفة في العاصمة الليبية طرابلس اشتباكات عنيفة بين الجيش الليبي والمليشيات المسلحة والجماعات الداعمة لحكومة «الوفاق»، بحسب الرائد عمر امراجع المقرحي آمر (قائد) كتيبة طارق بن زياد في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد». وقال قائد كتيبة «طارق بن زياد»: إن قوات الجيش الليبي تتقدم في محاور وادي الربيع وعين زارة واليرموك والمطار، مشيراً إلى محاولات المليشيات المسلحة للسيطرة على طريق المطار باعتباره محوراً استراتيجياً. ويعد محور العزيزية هو الأبرز والأشرس في المواجهات بين الجيش الليبي ومليشيات الوفاق، وتهاجم القوات المسلحة المنطقة من ثلاثة محاور الأول من جنوب طرابلس، ويتقدم من منطقة الهيرة في اتجاه مركز العزيزية، والثاني محور شرق العزيزية، ويتم الهجوم من جهة أولاد تليس باتجاه مركز المدينة، والثالث من منطقة الطويشة إلى الشمال، وتحديداً لمناطق الساعدية والتوغاز وكوبري الزهراء. ويشير آمر كتيبة طارق بن زياد لـ«الاتحاد» إلى أن المليشيات المسلحة تواجه الجيش الليبي بفكر تكفيري خلافاً لما تروجه جماعة «الإخوان» بدفاعهم عن طرابلس، لافتاً إلى رفض قوات الجيش الليبي الدخول إلى قلب طرابلس حفاظاً على حياة المدنيين، وخوضها لمعركة شرسة مع المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية خارج العاصمة، وتحديداً في محور وادي الربيع، لعدم إلحاق أي تدمير بالنية التحتية لطرابلس واستنزاف قدرات المسلحين في ضواحي العاصمة. ويرى مراقبون أن سيطرة الجيش الليبي على العزيزية بمثابة التحدي الأكبر، لأن القوات ستتجه للسيطرة على مقر مليشيا جنزور الداعمة للوفاق، وبذلك يتم محاصرة قلب طرابلس من الشرق والغرب والجنوب، وستنطلق بعدها المرحلة الثالثة للعملية العسكرية باقتحام قلب العاصمة، فضلاً عن قطع أي إمدادات تصل إلى مليشيا أسامة جويلي، التي تضم متطرفين ومتشددين في محور العزيزية. ويؤكد الرائد عمر امراجع أن الانتصار على المليشيات المسلحة وعناصر تنظيم داعش والإرهابيين في طرابلس هو التحدي الأبرز للجيش الليبي، وذلك في ظل الدعم والتمويل الذي يصل الإرهابيين والمسلحين من مدينة مصراتة، مشيراً إلى أن الجيش الليبي ألحق خسائر كبيرة في صفوف المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية. وأشار آمر كتيبة طارق بن زياد التابعة للجيش الليبي إلى جرائم الجماعات الإرهابية والمليشيات المسلحة، التي تعبث بأمن واستقرار الدولة الليبية، سواء في شرق أو غرب أو جنوب البلاد، منهم سرايا الدفاع عن بنغازي الإرهابية ومجالس الشورى الإرهابية وعصابات المقاتلة والإخوان المرتزقة، الذين يقاتلون من أجل المال. وأكد القائد العسكري الليبي رصد قوات الجيش لوجود مقاتلين عرب ينتمون لتنظيم «داعش» الإرهابي، موضحاً أن عناصر داعش يقاتلون إلى جانب المليشيات المسلحة، بعد وصولهم إلى مطار مصراتة منذ ثلاثة أيام ونقلهم إلى محاور القتال في طرابلس. وأوضح أن الجيش الليبي يمهد بغارات جوية للطائرات، ويستخدم المدفعية لتدمير واستنزاف قدرات المليشيات المسلحة، مشيراً إلى أن المسلحين والإرهابيين يتحركون باستمرار من مصراتة، وحتى وادي الربيع. وقال: إن معركة تحرير طرابلس لم تطل بعكس ما يروج إعلام الإخوان في ليبيا، لكن الجيش الليبي يدك المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية التي تجمعت في العاصمة. وأكد القائد العسكري الليبي أن الجيش سيحرر طرابلس في آخر معاركه ضد الإرهاب، مثلما حرر مدن الشرق والغرب الليبي، وتمكن من تحرير الموانئ والحقول النفطية من قبضة المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، مضيفاً «نطمئن أهالي طرابلس ونحرص بشكل كبير على حياة المدنيين وسلامتهم وممتلكاتهم الخاصة والعامة وسندخل قلب العاصمة قريباً». وأشار الرائد عمر امراجع إلى وجود حاضنة اجتماعية كبيرة للجيش الليبي في مدن المنطقة الغربية، متهماً جماعة «الإخوان» وتنظيمات القاعدة وداعش بتدمير مؤسسة الجيش الليبي غرب البلاد على مدار السنوات الماضية، لافتاً لدعم قبائل ترهونة وبني وليد والجبل الغربي (تتواجد بالشريط الأخضر الممتد من مصراتة لطرابلس ) للجيش الليبي، مؤكداً أن الشعب الليبي لا ينس مجازر المليشيات المسلحة في الأراضي الليبية، وهو ما أدى لتحرك الجيش للقضاء على رؤوس عصابات الفتنة في طرابلس. وأكد القائد العسكري الليبي انضمام المئات من أبناء المنطقة الغربية، للانضمام إلى قوات الجيش، الذي سيدخل العاصمة قريباً وسيلتحم مع شعبه، موضحاً أن قوات الجيش تسعى لتأمين احتياجات الليبيين وتأمين الطرق والمستشفيات بعكس المليشيات المسلحة التي سلبت حقوق الشعب الليبي، وهيمنت على ثروات الليبيين لتمويل عملياتهم الإرهابية. وتعد كتيبة طارق بن زياد المقاتلة أبرز الكتائب المسلحة في صفوف الجيش الليبي، وخاضت معارك شرسة ضد الإرهابيين في مدن الشرق والجنوب الليبي، وتتواجد في الكتيبة قيادات عسكرية مخضرمة تمتلك خبرات كبيرة في حرب الشوارع ضد المليشيات المسلحة. إلى ذلك، استهدفت المليشيات المسلحة منازل المدنيين بقذائف عشوائية في منطقة صلاح الدين، ما أدى لتدمير ممتلكات خاصة لعائلات ليبية ونزوح بعضهم بسبب القصف العشوائي للمليشيات. وشنت طائرات أقلعت من مدينة مصراتة غارات على تمركزات الجيش الليبي في محور طريق المطار، وذلك بعد التقدم الكبير الذي حققه الجيش في عدة محاور بطرابلس. من جانبها، أكدت المنظمة الدولية للهجرة نزوح أكثر من 63 ألف شخص من منازلهم عقب إطلاق الجيش الليبي لعملية تحرير طرابلس من المليشيات المسلحة والجماعات الإرهابية، مشيراً إلى أن غالبية الليبيين نزحوا إلى وسط طرابلس وجبل نفوسة ومناطق أخرى. وقالت وسائل إعلام محلية ليبية: إن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر سيلتقي يوم الأربعاء المقبل، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لبحث تطورات الأوضاع الأمنية والعسكرية في ليبيا.

مشاركة :