ما سر جاذبية منطقتنا لحديث المؤامرة؟! | عبدالمنعم مصطفى

  • 3/20/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

تابعوا معي المشهد في الشرق الأوسط "الكبير" الذي يشمل المنطقة من أفغانستان وحتى موريتانيا، هذه المنطقة الآن هى مسرح لأكثر من سبعين بالمائة من الاضطرابات في العالم كله، اضغطوا عدسة الزووم إن zoom in” “ وركزوا على المنطقة العربية في القلب من هذا الشرق الأوسط الكبير، هذه المنطقة باتت الأكثر اضطرابا في العالم مع أعداد كبيرة جدا من الضحايا وملايين المشردين والنازحين واللاجئين. أما لماذا تنفرد منطقتنا بأغلب صراعات هذا الكوكب، ففيها قولان: هناك حديث المؤامرة، فنحن مستهدفون لذاتنا، أو لديننا، أو لثرواتنا، ونحن محسودون من باقي سكان هذا الكوكب، على ما نحن فيه من نعمة الدين والدنيا، ولهذا يبدو استهدافنا أمراً طبيعياً، والحقد علينا مفهوماً، ونظرات الحسد التي تلاحقنا بطاقتها السلبية، أكيدة، وفعالة..! وهناك أيضاً، حديث أننا نستاهل ما جرى ويجري لنا، فقد اخترنا ان نعيش عالة على غيرنا، في الفكر والابداع والانتاج ، بل وراح البعض منا يعتبر ذلك اختصاصا إلهياً لنا بالتميز، مستشهداً بقوله تعالى في سورة الزخرف:" سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين.." في غير موضع الاستشهاد!! حديث المؤامرة مريح، فهو يعفينا -جزئياً- من المسؤولية عما جرى ويجري فوق أراضينا في اللحظة الراهنة، لكنه لا يعفينا من المسؤولية عن التقصير في الاكتشاف المبكر لتلك المؤامرة المفترضة، ولا من المسؤولية عن التصدي لتلك المؤامرة بأدوات فعالة وقادرة. أما حديث أننا نستاهل ما جرى ويجري فوق اراضينا، فهو يفتح الباب لاكتشاف عوامل وأسباب جدارتنا بالكوارث التي تلحق بنا، و قد يعيننا -اذا حضرت الإرادة- على التصدي الصحيح لعوامل التردي وأسباب السقوط، لكنه ايضا يسقط في خطيئة الجلد المفرط للذات، بما قد يعوق إرادة الفعل، أو يبدد آمال استعادة الذات. والحقيقة في ظني، أننا مستهدفون ومحسودون، فالطبيعي على مدى التاريخ الانساني كله، أن تكون لدى البلاد التي تمتلك الطموح،خطة، والطبيعي أيضا أن تتعارض مثل تلك الخطة مع خطط ومشاريع دول أخرى، والطبيعي كذلك ان تتصادم الدول وتتصارع حول خطط كل منها، والطبيعي أخيراً، أن يفوز من استعد جيدا وعلى نحو صحيح بامتلاك عناصر القوة، وبحسن توظيفها للغايات، ووفق التوقيتات الدقيقة والمنضبطة، أما غير الطبيعي، فهو ان تسير الأمم بلا خطط ولا خرائط ولا توقيتات، وهذا هو حال أغلبنا في المنطقة العربية المنكوبة بالاضطرابات الساخنة الراهنة. أما لماذا نرى أغلب دول الاقليم بلا خطط ،ولا إرادة، ولا عمل، فهو ببساطة، لأن أغلبها في ظني ما زال "خارج حركة التاريخ" أي أنه لم ينخرط بعد في النظام الدولي، الذي لا يكفي للانخراط فيه أن تحمل علماً، أو أن تهتف بنشيد، اذ يتعين أولاً أن تمتلك ارادة، لا تتحقق بغير تفويض شعبي، قد يأتي عبر صندوق الانتخاب، او عبر البيعة، او من خلال القبول العام، لكن هذا التفويض لابد ان يأتي في جميع الأحوال، من "مواطن" يتمتع بكافة حقوق المواطنة التي لا تميز بين شخص و آخر . عندما تستكمل الدول العربية المستهدفة، مقتضيات تكريس قيم المواطنة الحقة،سوف تصبح محصنة ضد المؤامرات، وسوف تتحول من أمم مهددة بالانشطار الى أمم يحسب الآخرون حسابها ويتجنبون المساس بمصالحها. moneammostafa@gmail.com

مشاركة :