عقود طوال، رافقت فيها «البيان» خطوات الناس، وتابعت المجتمع بكل قضاياه، عاينتها بصدق، وكتبت عنها بصدق واعتدال، وعبر سنواتها الـ39، استطاعت «البيان» أن تكون صوت الوطن وحصن أصالة هويته ونقاء فكره، وأن تثري المشهد الثقافي المحلي، وأن تكون خير داعم للكتاب والمثقفين، وفاتحة أمل أمام المواهب المواطنة، والأقلام الشابة، التي وجدت في صفحات «البيان» مساحة واسعة، وثرية، قادرة على إغناء شغفها وحبها للكتابة والأدب. وها هي «البيان» توقد اليوم شمعتها الـ39 لتنير بها درب القراء، الذين تعودوا فتح عيونهم كل صباح على شعارها «القارئ دائماً»، حيث يطالعون أفكاراً مبدعة، وآراء حرة، وأعمالاً كتبت بحبر الصدق والمحبة، الأمر الذي جعل من «البيان» الأقرب إلى قلب «القارئ»، والأكثر تأثيراً في المشهد الثقافي المحلي، الذي عايشته الصحيفة عبر كافة محطاته، فكانت صديقة للأدباء ورواة الحكايات، ورفيقة لصناع الأفلام والدراما، ووفية لفرشاة رواد التشكيل، وأصحاب الموسيقى والإيقاع، الذين فتحوا جميعاً قلوبهم لـ«البيان»، التي ترجمت عبر شعارها ومساحاتها، ما يصبون إليه، وساهمت في تحقيق أحلامهم، بأن يكونوا في المقدمة دائماً، فساهمت الصحيفة في تخريج عدد كبير من الأقلام الشابة التي رأت النور عبر صفحاتها. في عيدها الـ39 كان لعدد من الأدباء والعارفين في الشأن الثقافي كلمة، قالوها، وهم الذين عايشوا واقع الصحيفة، ورافقوها طوال سنوات، فكانت منهم ولهم، وجزءاً من إيقاع حياتهم اليومي. مسيرة البداية كانت مع بلال البدور، رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم بدبي، الذي قال: عندما نتحدث عن «البيان»، فإننا نعود في الذاكرة إلى المؤسسة التي قامت على أثرها «البيان»، وهي مجلة «أخبار دبي»، التي كانت بمثابة جسر المعرفة بين أبناء الإمارات والمقيمين على أرض الدولة في تلك الفترة. وقد جاءت «البيان» لتكمل المسيرة، بوثبات سريعة وقوية، فبعد أن كان المتلقي يطلع صحيفتي «الاتحاد» و«الخليج»، جاءت «البيان» لتكون شقيقة قوية لهما. وأضاف: على مدار مسيرتها، اهتمت «البيان» كثيراً بالشأن الثقافي المحلي، الأمر الذي جعل منها منبراً للكثير من الكتاب والأدباء، وكانت مساحة مضيئة لنا جميعاً، وللأجيال التي تتلمذت على يد «البيان» كجريدة ورقية، ومؤسسة أيضاً، خلال السنوات الماضية. وأشار البدور إلى أن «البيان» قدمت خلال العقود الماضية دعماً كبيراً لعملية النشر، عبر اهتمامها بإصدار الكثير من الدراسات المهمة، والكتب والملاحق. وقال: بلا شك أن مساهمات «البيان» كثيرة في المشهد الثقافي المحلي والعربي، الأمر الذي يجعل منها منارة للمعرفة، والإبداع، والحس الصحفي الصادق. وتابع: يكفينا فخراً أنها قدمت الكثير من الأقلام الشابة والمواطنة، التي أصبحت الآن تشكل قوام الحركة الصحفية والأدبية، لذا فهنيئاً لـ«البيان» هذا العمر المديد، وآمل أن تستمر على هذا النهج الصادق والصريح. مكانة من جانبه، قال الدكتور محمد عبدالله المطوع، عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية: صحيفة «البيان» واحدة من الصحف اليومية في الإمارات التي فتحت المجال أمام الشباب للكتابة على صفحاتها، والكثير ممن كتبوا فيها طيلة السنوات الماضية، من المؤكد أنهم استفادوا من انتشار الجريدة داخلياً وخارجياً، حتى بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، تمكنت «البيان» أن تحجز لها مكانة مميزة بين رواد هذه المواقع، وكذلك قراء الصحيفة التي تهتم بكافة الأخبار المحلية والعربية والعالمية، ولذلك أعتقد أنه يجب المحافظة على الكتاب الذين تتعاون معهم «البيان» وأن تعمل على استقطاب أقلام شابة جديدة لتكون رافداً مهماً في المشهد الثقافي المحلي والعربي. وأضاف المطوع: بتقديري إن أكثر ما يميز «البيان» كصحيفة ومؤسسة، هو تركها الحرية الكاملة للكاتب، بحيث يمكن له التعبير عما يدور بداخله، مع الالتزام بطبيعة المجتمع المحلي وعاداته وتقاليده، إلى جانب اجتماع التحرير الصباحي الذي تعقده إدارة الصحيفة يومياً، تعمل فيه على مراجعة العدد الماضي، ووضع الملاحظات عليه، والاستعداد للعدد المقبل، الأمر الذي خلق نوعاً من التفكير الجماعي والحضور النوعي في عملية التحرير. شعر ونقد أما الشاعر والمترجم شهاب غانم، فأشار إلى أن بصمات «البيان» موجودة منذ سنوات طوال. وقال: لقد استطاعت «البيان» أن تتحول إلى أحد أعمدة الصحافة ليس فقط في الإمارات، وإنما على مستوى المنطقة العربية، ويسعدني أنني شاركت في الكتابة على صفحاتها، حيث انتقلت إليها بعد انتهاء مجلة «أخبار دبي»، حيث كتبت في الشعر والنقد الأدبي والأدب بشكل عام، وقضايا أخرى كانت ولا تزال تمثل مدار اهتمام لدي. وتابع: لقد تمكنت «البيان» خلال العقود الماضية، أن تتحول إلى صحيفة أساسية في المجتمع المحلي، والعربي أيضاً، وذلك بفضل موازنتها بين الأخبار، واعتمادها الاعتدال، إلى جانب الرصانة والجدية في نشر الأخبار والتقارير اليومية، وهو ما ميزها كصحيفة يومية، تمكنت من إثبات نفسها على الساحة، حيث أكملت عقد لؤلؤ الصحافة الإماراتية. مساحات وقالت المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة: تعد «البيان» واحدة من الصحف العزيزة جداً على قلبي، حيث تعودت على متابعة خطواتها منذ صغري، كما تعودت على مطالعتها يومياً سواء عبر نسختها الورقية أو الإلكترونية، أو حتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتابعت: سر نجاح «البيان» بتقديري يكمن في طبيعة المساحات التي تتيحها للكوادر والمواهب الإماراتية والعربية على حد سواء، التي مكنتها من البروز على الساحة، وهي من الصحف التي منحتنا ولا تزال ما نحتاجه من مساحات لأن نعبر عن أنفسنا، وأن نقول كل ما بداخلنا، ولذلك عادة ما اعتبرها أحد شركاء النجاح في مسيرتي السينمائية. وبينت نايلة أن مساهمة «البيان» في إثراء المشهد الثقافي المحلي كانت واضحة من خلال مجموعة الأفكار المبدعة التي قدمتها للمجتمع، والتي ترجمت من خلالها شعارها «البيان.. القارئ دائماً».طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :