هند المشهور: روايتي تحمل من الواقع و"كريس" ووالدي ملهماي في الكتابة

  • 5/14/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يستمتع بإبداعاتها الأدبية الصغار والكبار على حد سواء، فما تحمله من فكر يجعل الجميع ينتظر إبداعًا فكريًا وتربويًا وروحيًا في داخل السيناريوهات الكرتونية التي تؤلفها الكاتبة الإماراتية هند المشهور، للطفل العربي من خلال الفيلم الكرتوني "دانية" في موسميه الرابع والخامس، والذي يعرض على قناة mbc. بدأت "المشهور" كاتبةَ سيناريو للرسوم المتحركة، ثم انتقلت إلى كتابة الرواية متأثرة بالحالة الروحانية التي تمر بها والخبرات الوجدانية والعقلية التي مرت بها خلال رحلاته بين البلاد؛ فأنتجت لنا رواية رائعة كرواية "قلب وروح وجسد)"، التي تشعرك وأنت تقلّب في صفحاتها أنك تتخلى تدريجيًا عن العالم المادي وأنك تسمو إلى الأعلى. تقول الكاتبة ألياف شافاق في روايتها "قواعد العشق الأربعون": "إن السعي وراء الحب يغيرنا. فما من أحد يسعى وراء الحب إلا وينضج أثناء رحلته. فما أن تبدأ رحلة البحث عن الحب حتى تبدأ تتغير من الداخل ومن الخارج".. من هذا الاقتباس يمكننا وصف رواية ضيفتنا "قلب وروح وجسد" باختصار عظيم، والتي علّق عليها أحد القراء بقوله: "بعد رواية (قواعد العشق الأربعون) انتشت روحي مجددًا برواية قلب وروح وجسد حيث السلام الروحي الذي ينبعث بين صفحاتها".. وبهذا التعليق نستطيع بدء الحوار مع الكاتبة هند المشهور لتحدثنا أكثر عن رحلتها الكتابية: * "هند المشهور" اسمكِ الأدبي حقيقي أم مستعار؟ - حقيقي. * أول الغيث قطرة، فما هي أولى خطواتك في عالم الكتابة؟ - بدأت في عام 2012م كتابة مقالات في صحيفة إماراتية، ثم عبر مدونتي الخاصة، أما البداية الحقيقية فكانت منذ 2009. * من ملهمكِ في الكتابة؟ - الكتب: كتاب تقنيات كتابة الرواية - نانسي كريس، والأشخاص: الوالد -حفظه الله-. * فلتلقي بالضوء حول روايتكِ "قلب وروح وجسد" حتى يعرفها القراء أكثر.. - رواية "قلب وروح وجسد" تحمل من الواقع كثيرًا من القضايا الاجتماعية، ومن الشخصيات التي لابد لنا أن نجد مثلها في من هم حولنا، ومن العاطفة والرومانسية ما تجعل القارئ يطير إلى السماء، ومن دقة الوصف لوادي النعيم الذي وصفته كأنه حقيقة يقع في سوريا وخاصة بالقرب من نهر الفرات بأشجار الصنوبر والياسمين التي فيه، ومن دقة أرجاء باريس الصاخبة.. الرواية التي وضعتُ فيها سلوك التصوف بشكل خفيف حتى يتناسب مع المجتمع الشرقي والغربي وليناسب مع كل الأعمار والمستويات الثقافية دون تشدد في الدين، التصوف الذي أعنيه أن "نتوجه بالحب والعاطفة لله أولًا؛ لنحصل على انعكاس تلك المحبة المباركة في حياتنا". * كم استغرقتِ وقتًا حتى نضج أول كتاب لكِ؟ - أربع سنوات منذ (2013- 2017م). * هل هناك شخصيات أدبية أثرت في هند المشهور في رحلة التأليف والكتابة؟ - نعم، هناك الدكتور مصطفى محمود، والكاتبة أحلام مستغانمي، والكاتبة غادة السمان، والشاعر نزار قباني، والشاعرة سعاد الصباح. * بالحديث عن نزار قباني فقد كانت له طقوس كتابية منها أنه كان "يكتب على ورق ملّون أصفر أو زهري، وكان يعيد الكتابة على الورقة الواحدة عدّة مرات، وينفصل تمامًا عن كل ما هو محيط به حتى ينهي كتابة القصيدة.. ​حدثينا بالتفصيل عن طقوس هند المشهور في الكتابة؟ - ليس لديّ طقوس خاصة متى ما جاءت الفكرة أكتبها، أكتب بالورقة والقلم إذا كانت نصوصًا لا أريد أن تطير مع الهواء، وغالبًا أكتب على جهاز الكمبيوتر عبر برنامج word لسرعة الكتابة والتي تمكني من صيد الكلمات وتقييدها بالكتابة.. لا ألتزم بوقت محدد أكتب على حسب الإلهام، وإذا عاندني الإلهام لا أكتب.. أكتب ليلًا وهذا الأمر مريح لي، وفي مكان هادئ طبعًا. أستخدم قلمًا أزرق وتعجبني الكتابة بالأحمر.. أما على برنامج word فأختار خطًا كبيرًا واضحًا. * الروائية سعاد سليمان تقول: "أستعد للكتابة بالقراءة المكثفة التي قد تصل إلى 100 كتاب، حتى أجد نفسي أمسكت بالقلم الجاف والورق المسطر وبدأت أكتب".. ​بالحديث عن الاستعداد للكتابة، كيف تستحضرين الأفكار أثناء الكتابة؟ - غالبًا لا أكتب إلا إن أحسست بالفكرة أو الموضوع، وخاصة إذا شاهدت فيلمًا ملهمًا أو سمعت قصيدة تناسب ذائقتي أو أغنية.. لذلك أحرص دائمًا على مشاهدة الأفلام والاستمتاع بالحوارات؛ لأنها تلهمني جدًا. * ماذا عن قراءة الكتب؟ - أقرأ شهريًا كتابًا واحدًا، وأحيانًا قد لا أنتهي منه لانشغالي، وربما أبدأ في قراءة كتاب آخر يناسب فكرتي الحالية. * كتب موقع تكوين هذه العبارة في أحد مواضيعه: "حبسة الكاتب هي واحدة من أكبر وأقسى التحديات التي تواجه الكاتب". الأمر يتجاوز في أهميته ارتباط الكاتب بمواعيد تسليم النص لجهات النشر، إلى الإحساس بالعقم والجفاف. لا شيء أقسى على الإنسان من موهبة لا تستطيع التعبير عن نفسها".. ​هل أصبت يومًا بما يسمى "حبسة الكاتب"؟ - نعم أصبتٌ بها، وتجاوزتها بعدم الكتابة، التوقف كليًا، ثم الحديث مع صديقات من نفس المجال. * كيف كانت طريقتكِ في ترتيب فهرس الرواية؟ - في روايتي كتبت المسودة ثم رتبتها إلى مراحل؛ لأنها كانت مراحل نضج شخصية البطلة وتحولات في حياتها، كانت تسع مراحل وكأنها مراحل حمل مولود جديد، وهي التي كنت أعني بها ولادة "صفاء" من جديد قلبًا وروحًا وجسدًا. * لطالما كان الخوف صديق الكتابة، يخاف الكاتب المبتدئ من رفض كلماته، ويخشى الكاتب المحترف من تكرار نفسه وأفكاره في كل عملية كتابية جديدة، هل أصابك خوفًا يومًا ما؟ - عندما ترى كتابك الأول في المعارض والمكتبات العربية والعالمية كمكتبة بورد رز، حتمًا ستشعر بالخوف من تنوع ثقافة القارئ الذي يمكن أن يصلك نقدًا قد يحبطك، لكنني وبكل شجاعة تعاملت مع التجربة الأولى بوضع حساباتي الشخصية ليتواصل معي القارئ شخصيًا، وحصل عكس ما كنت أخاف منه، كانت كل التعليقات مذهلة ورائعة، وعقدت صداقات مع بعض القارئات وعلاقات عامة أسعدتني وأفادتني جدًا.. تزروني السوداوية لكنني لم أمزق شيئًا كتبته أضعه جانبًا وأنساه، وبالنسبة إلى الابتعاد عن الكتابة أحيانا عندما أجدني أكثر وضوحًا لمن حولي ومعارفي وأصدقائي من خلال كتابتي لآرائي وأفكاري، والذي لا أستطيع أن أتوقف عنه بسبب طبيعتي الكتابية التي تحتم عليّ تحويل مشاعري وأفكاري إلى حروف فأشتاق للغموض أحيانًا أخرى. * أيهما يأخذ جزءًا أكبر من وقتكِ العائلة أم الكتابة؟ - أقدم العائلة على حساب الكتابة؛ لأنني إن قصرت قد لا أستطيع الكتابة ببال مرتاح. * حديثنا عن مشاعركِ حين دفعتِ الكتاب إلى المطبعة! - انتهيت من روايتي في شهر أغسطس 2017، وكنت أشعر بالفرح وكأنني أراها على رف المكتبات، بمجرد أن أنهيت المسودة ابتكرت فكرة للغلاف وجسدتها لي حقيقة مصممة عمانية، ثم أرسلتها لدار النشر، وقد أخذ ذلك منا قرابة ثلاثة أشهر. شعوري حينها حماس وكأنه تحضير لعرس، مختلط بالخوف والهيبة من أن يكون كتابي بين أيدي كل الناس باختلاف ثقافاتهم وجنسياتهم وخاصة أنه يحمل فكرة "التصوف" الذي نادرًا ما نجد كاتبة عربية تكتب عنه. * هل يزعجكِ النقد؟ - لا، وبالعكس أتقبله بكل رحابة صدر؛ لأنني أتعلم حتى ولو كان لي أكثر من إصدار سأبقى مستمرة في التعلم. والنقد بأنواعه يعلّم ويفتح آفاقًا للتفكير ومراجعة الذات. * ما نوعية المراجع التي ساعدتكِ في أثناء الكتابية؟ ورقية أم إلكترونية؟ - في الرواية كتب أجنبية وكان كتاب واحد هو الذي ذكرته مُسبقًا، أما في كتابة السيناريو فمصادري عربية وخاصة مصرية؛ ورقية طبعًا، أيضًا أتردد كثيرًا على اليوتيوب الذي أجد فيه بحرًا من الدروس. * قبل الختام من أراد اقتناء مؤلفات هند المشهور أين سيجدها؟ - روايتي متوفرة في موقع جملون ومكتبات بورد رز، فيرجن، سوق دوت كوم، معارض الكتاب الخليجية، موقع قارئ جرير PDF، أما مسلسل كارتون "دانية" للأطفال (الموسم الرابع والخامس) فموجود في اليوتيوب ويعرض على شاشة MBC3.

مشاركة :