«رواء مكة» رواية لكاتب مغربي مرموق من النخبة الثقافية المغربية، يجيد خمس لغات يعترف بشجاعة أدبية أنه كان بعيداً عن الدين شاكّاً في الإيمان، ولا يتردد في التصريح بأنه أسرف كثيراً على نفسه في حياته.قصة ميلاد الرواية عجيبة، فالمؤلف قصد البيت الحرام أملاً في قراءة أنثروبولوجية نقدية تسفيهية لشعائر الحج، التي يعتبرها مثالاً على طقوس المجتمعات البدائية!لكن هناك تبدلت الأحداث لتكون انقلاباً فكرياً ووجدانياً، نقل صاحبه من الإلحاد إلى الإيمان.هذه الرواية التي صاغها مؤلفها بمداد التوبة والعودة الواعية إلى الله ودفن الإلحاد، نفدت من الأسواق في الأسبوع الأول من رمضان هذا العام، والسبب أن المفكر المغربي أبو زيد الإدريسي عرّف بها وأثنى عليها ودعا الناس لقراءتها، وأتى على ذكر العلمانيين والملاحدة والماركسيين نقداً ولوماً، كان ذلك في برنامج (سواعد الإخاء) الرمضاني واسع الانتشار.وردا على ثناء الإدريسي صرح كاتب الرواية المفكر والمؤرخ والناطق الرسمي باسم القصر الملكي المغربي سابقاً، حسن أوريد، على المفكر المقرئ الإدريسي أبو زيد، بخصوص ما قاله الأخير في حقه وفي حق روايته «رواء مكة» معتبراً ما قاله فيه أبو زيد وفي روايته، إشادة إيجابية، مضيفاً بقوله: «حتى إنني استحيت من الاتصال به لأشكره».وفي سؤال حول رأيه فيمن انتقدوا المقرئ وهاجموه، رفض أوريد التعليق مكتفياً بالقول «اللهم إني صائم».وكان أبوزيد الإدريسي في جلسة حوارية مع عدد من العرب المشارقة، بينهم، الشيخ عمر عبد الكافي، والدكتور محمد راتب النابلسي، والدكتور مبروك زيد الخير، والدكتور أيوب الأيوب وآخرون، عندما تحدث عن رواية «رواء مكة» وأشاد بكاتبها أوريد وبعلمه وفصاحته، وأوضح كيف جاءته الفكرة لكتابة الرواية.وأثارت إشادة المقرئ الإدريسي لأوريد وهجومه على العلمانيين غضب عدد من النشطاء المغاربة، على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين اعتبروا أنه انتقص من شأن أوريد، كما قالوا إن في كلامه تجنياً على العلمانية.ونفاد رواية «رواء مكة» من سائر مكتبات المغرب بعد المقطع المرئي للإدريسي، الذي انتشر انتشار النار في الهشيم يؤكد بجلاء دور الإعلام في تسليط الضوء على المواد الجادة والنوعية، التي قد يجهل وجودها غالبية المتعطشين إلى روايات رصينة وكتابات جادة تغيث الأنفس وتحيي القلوب وتعيد الأمل في النفوس. @mh_awadi
مشاركة :