من الإلحاد إلى الإيمان (1) | سالم بن أحمد سحاب

  • 7/15/2015
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

جيفري لانج وُلد في عائلة مسيحية، لكنه عاش فترة مضطربة من حياته حتى بلغ عمره 16 عاماً، فقد كانت والدته بالنسبة له صدراً دافئا وقلبا حنوناً وفؤاداً نابضاً بالحب والرعاية والصبر، على عكس أبيه الذي كان سكيراً عربيداً، يضحك لأتفه الأسباب ويمارس العنف لأتفه الأسباب ضد أبنائه وزوجته الممرضة الحنون ذات العطاء الكبير والقلب الرحيم. ومع أن جيفري كان من ضحايا هذا العنف، إلاّ انه لم يكن يبالي إلاّ بحال أمه المضطهدة بغير سبب. ومن شدة المعاناة والاضطراب كان جيفري يتمنى لأبيه موتاً عاجلاً غير مأسوف عليه. هنا تسرّب إلى قلبه الشك بوجود خالق عادل منصف، وكان يردد: لماذا يسمح الخالق بحدوث ذلك لأمي التي هي رجائي الأوحد وأملي الواسع في هذه الحياة!! أصبح جيفري ملحدا عندما بلغ 16 عاماً. بعدها انتقل للدراسة في جامعة بوردو العريقة حيث نال درجتي الماجستير والدكتوراه في الرياضيات لولعه بهذا العلم الدقيق الذي يقدم الإجابات ويحل المشكلات. وحدث أن أهدته أسرة مسلمة صديقة نسخة من القرآن الكريم المترجم، فلم يلتفت إليها إلاّ بعد أن أنهى كل الكتب في مكتبته (وهو بالقراءة شغوف)، أي اضطر إلى تصفحه مجبراً لا مختاراً. ولأنه ملحد، فقد افترض أن القرآن منتج بشري رائع مختلف عن كل ما قرأ من كتب الديانات والاجتماعيات والفلسفة. ولعّل أول ما لفت اهتمامه بعمق قصة خلق سيدنا آدم عليه السلام، وكيف أن الملائكة استغربوا تمكين البشر من خلافة الأرض، وهم (من يفسد فيها ويسفك الدماء). تلقائيا بدأ يربط بين حياته الأولى، وكيف مارس أبوه إفساداً في الأرض اقترب من سفك الدم من واقع معاملته العنيفة الغليظة لأفراد أسرته، ولزوجته الحانية تحديداً. هذا الكلمات بينت له أن الأرض ليست جزءاً من الجنة، وأن المتأمل فيها والمؤمن بنصوص الكتاب الحكيم لا بد أن يعرف أن هناك ثلاثة عناصر تحكم وجود الإنسان على هذه البسيطة هي منحة العقل، والقدرة على الاختيار واتخاذ القرار، ومحتومية المعاناة والألم على كل إنسان. وغداً أكمل! salem_sahab@hotmail.com

مشاركة :