أتابع اليوم قصة إسلام عالم الرياضيات الأمريكي جيفري لانج الذي بدأ مشوار الإلحاد في سن السادسة عشرة، حتى بدأ يتلو القرآن الكريم المترجم، فتوقف عند الآية الثلاثين حتى التاسعة والثلاثين من سورة البقرة التي تحدثت عن انطلاقة البشرية وهبوط خليفة الله إلى الأرض، ومنحه القدرة على التفكير (أفلا تتفكرون)، والحق في الاختيار والتقرير (وهديناه النجدين)، واليقين بأن الألم والمعاناة جزء من الحياة على الأرض (ونبلوكم بالشر والخير فتنة)، ذلك أن الإفساد وسفك الدماء جزء من صيرورته وثمن لانحرافاته عن منهج الله القويم. يقول لانج وبصفته عالم رياضيات يربط بين المقدمات والنتائج (ولم يسلم يومها بعد) أنه أعجب بالبيان والحكمة التي تمتع بها (مؤلف) الكتاب بالرغم من مرور 14 قرناً على صدوره، لكنه حتى تلك اللحظة لم يستطع الربط بين الخالق في علاه، والمخلوق في هذه الدنيا الزاخرة بصنوف الابتلاء والمحن والآلام، بالرغم من قراءته للقرآن عدة مرات. لم يستطع التعرف على العلاقة بين العبد والمعبود، وبين الذي يفنى والذي لا يفنى، وبين الإنسان الضعيف العاجز والرب القوي القادر. وبناء على القياس البشري المحدود، فهو يستطيع أن يقيم علاقة مع الآخر بسهولة، فمثلا إذا أحب شخصاً تقرّب إليه واقترب، وإذا أعجبه فكر شخص حاوره وناقشه في هدوء أو على الملأ! ظل هذا اللغز عالقا في ذهنه حتى حانت له خاطرة، وهو يشاهد مباراة في كرة القدم الأمريكية، أدرك بعد فحصها أنه وجد ضالته واهتدى إلى غايته. يعتقد لانج أن العلاقة بين الله عز وجل وعباده المؤمنين تنبع من مدى ارتقاء العبد في سلالم التقرب من أسماء الله وصفاته التي جعل لعباده منها نصيبا، بل وفطرهم عليها، فمنهم من يلتزم ويرتقي، ومنهم من يصد ويضل ويعتدي. ومن الأمثلة التي ضربها الرحمة، فما أسعد العبد الرحيم، والرحيم من أسماء الله. ومن الأسماء كذلك العدل والعفو والرءوف والصبور والبر والرشيد والحكيم والعليم. وكلما ازدان المؤمن بهذه الصفات وارتقى في مدارجها ازداد صلة بالله وقربا. أسلم جيفري لانج عام 1982م وعمره 28 عاما. salem_sahab@hotmail.com
مشاركة :